صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو لـ"توسيع الحرب" مع لبنان و"شتاء كارثي" في غزّة

تتسارع وتيرة التصعيد العسكري الذي يرافقه جمود دبلوماسي سياسي يحول دون إنقاذ المنطقة من طموحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المصمّم على توسيع رقعة الجبهات وضرب كل بنود التسويات وعرقلتها ووضع العثرات في طريق أي مفاوضات للهدنة ووقف النار وسط تحذيرات من كارثة إنسانيّة سيعيشها قطاع غزة مع إقتراب فصل الشتاء.

وقد احتلت التطورات على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية صدارة اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم عقب قراراً بتوسيع العملية العسكرية على الرغم من الضغوط الدولية عموماً والأميركية خصوصاً لمنع إنفجار الأوضاع وإعلاء أولوية الحلول الدبلوماسية.

وفي إطار الجهود المتواصلة، من المتوقع أن يجري المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين الاثنين المقبل لحثهم على وقف التصعيد ومنع انفلات الأمور من عقالها. ووضع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الزيارة "ضمن مساعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنع فتح جبهة ثانية".

وعلى وقع المظاهرات الشعبية الاسرائيلية المتواصلة والاتهامات لنتنياهو بعرقلة التوصل لصفقة تفضي الى اطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، أفادت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو قرر "توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية"، مشيرة إلى أن "التقديرات حول أي تغيير سيقود إلى حرب".

وفي حين لفتت مصادر مقربة من نتنياهو إلى أنه "لم يتم تحديد موعد لعملية عسكرية ضد "حزب الله" لكن ذلك قد يحدث خلال أسابيع أو حتى أشهر". ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن "المجلس الوزاري سوف يصدّق اليوم، الأحد، على اعتبار إعادة سكان الشمال أحد أهداف الحرب الحالية".

بدوره، سارع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لتأكيد جهوزية الجيش الإسرائيلي للتصعيد مع لبنان. فيما قال عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس "إن الوقت لاستخدام القوة مع "حزب الله" وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم قد حان"، وفق تعبيره.

وترافقت التصريحات السياسية مع سلسلة غارات نفذتها الطائرات الحربية والمسيّرة الإسرائيلية على عدد من البلدات الجنوبية وصولاً إلى البقاع. كما أعلن جيش الاحتلال عن رصد إطلاق نحو 55 صاروخا خلال ساعة واحدة من جنوب لبنان باتجاه مدينة صفد في الجليل الأعلى، وشمال بحيرة طبريا بعمق نحو 35 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، وعلى امتداد سهل الحولة.

ووسع الجيش الإسرائيلي قصفه ليشمل لأول مرة مناطق شرق لبنان حيث أصيب 4 لبنانيين، بينهم أطفال، في غارة إسرائيلية على محيط بلدة الكواخ في المنطقة. أما "حزب الله" فقد أعلن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود، بينها ثكنة زبدين والمقر الاحتياطي للفيلق ‏الشمالي.

وفي غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين بالإضافة إلى هدم وتدمير مربعات سكنية بأكملها. فيما كان المكتب الإعلامي الحكومي يوجه نداء إنسانيًا عاجلًا لإنقاذ مليوني نازح في القطاع المحاصر مع دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، محذراً من كارثة إنسانية حقيقية على النازحين.

إلى ذلك، يتحرك حزب "الليكود" لتوقيع عريضة موجهة إلى نتنياهو، يطالبونه فيها بتنفيذ "خطة الجنرالات" الرامية إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة مبدئياً، وذلك وفقاً لتقرير نُشر على موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

على صعيد آخر، أكد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا أن بلاده مصممة على متابعة قضية "الإبادة الجماعيّة" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم المزيد من الأدلة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ونقل موقع "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يريدون من أعضاء الكونغرس توجيه تهديدات لجنوب إفريقيا بـ"عواقب وخيمة"، إذا ما قررت الاستمرار بالإجراءات القانونيّة ضد إسرائيل.

وضمن جولة الصحف اليوم:

اعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنه "لم يعد تقسيم الأقصى وتهويده أمراً في طور التخطيط، بل أصبح واقعاً خطراً يهدد هوية المسجد الأقصى المبارك، ويستهدف تاريخه وحاضره ومستقبله وسط صمت مطبق إلا من أصوات تكبيرات المرابطين والمرابطات في باحاته المقدسة، والمقاومة التي تعمل على إسنادهم بكل ما أوتيت من إمكانيات وقوة.

من جهتها، تطرقت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى "اليوم التالي" من الحرب في غزة، معتبرة أنه بالنسبة إلى الإمارات يجب أن يفضي إلى مسار محدد يستوجب إنهاء الاحتلال والحصار على غزة، وإنهاء الاستيطان وسياسات الهدم والتهجير في الضفة الغربية المحتلة، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية في القدس المحتلة ودرتها المسجد الأقصى المبارك، والتزام إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس وعدم المساس به.

وأشارت "الأهرام" المصرية الى أن البيان الصادر عن الاجتماي الوزاري حول القضية الفلسطينية الذي عُقد في مدريد تركز على عدة أهداف وهي: الدعم الكامل لجهود الوساطة، الدعوة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون شروط الى جانب اتخاذ خطوات نشيطة لتنفيذ حل الدولتين.

وتحت عنوان "جهود قطرية مستمرة لوقف الحرب"، كتبت "الشرق" القطرية "تعمل الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بلا كلل على سد الفجوات القائمة وطرح مقترحات لتقريب المواقف المتباعدة لدفع الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة من خلال صفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين، فضلاً عن حراكها المستمر واتصالاتها النشطة مع العديد من الاطراف والدول ذات الصلة لتهدئة التوتر وتجنيب المنطقة الانزلاق في دائرة عنف أوسع...".

بدورها، أفردت صحيفة "عكاظ" السعودية مكاناً للحديث عن المشاريع السعودية لتنمية وإعمار اليمن، اذ نوهت إلى أن هذه "المشاريع تستهدف بناء الإنسان وتسليح المجتمع بكفاءات أبنائه لتلبية احتياجاته، وتوجيه الطاقات البشرية نحو البناء والتنمية لإبراز الوجه الحضاري وتعزيز التنمية البشرية المستدامة، فليس هناك ما هو أكثر مردوداً من الاستثمار في الطاقات البشرية لأي مجتمع…"، على حد قولها.

وبحسب صحيفة "الأنباء" الكويتية أن تحليل الوضع الرئاسي في لبنان يكشف عن أن الحراك القائم حالياً لا يحمل معطيات جدية لإحداث خرق حقيقي في الملف الرئاسي، على رغم كثافة الحركة الديبلوماسية والتصريحات المتفائلة، عازية السبب إلى عوامل خارجية وداخلية، "حيث يبدو أن المحركين الأساسيين لهذا الملف هما الولايات المتحدة وإيران، يفتقرون لأي مبادرة داخلية لبنانية أو خارجية جدية قادرة على قلب الموازين..".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن