صحافة

"المشهد اليوم"...إسرائيل تصادق على خطط الحرب وتصعيدٌ غير مسبوق جنوبًانصرالله يقرّ بـ"ضربة قاسية" ويتوعد بالرد...وتل أبيب تقترح صفقة "الممر الآمن"

أولت الصحف العربية الصادرة اليوم اهتماماً بالتطورات العسكرية المتصاعدة على جبهة جنوب لبنان بعد تفجير إسرائيل على مدار يومين متتالين أجهزة الإتصال لدى "حزب الله" والتي خلفت أكثر من 25 قتيلاً وجرح 608 آخرين.

هذه الاستهدافات التي طالت العمق اللبناني استدعت ردود فعل مستنكرة عربية ودولية وأدت الى سلسلة من الاتصالات واللقاءات المتسارعة لمنع تدهور الأوضاع وتفاقمها خصوصاً مع استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزّة وشمالي الضفّة الغربية في ظل تصريح أميركي "متفاءل" بتذليل بعض العقبات أمام التسوية دون أن يلوح في الأفق ما يوحي بحقيقة ذلك.

وأمام هذا المشهد المُعقد، برزت كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الذي وضع ما جرى في إطار "العدوان الكبير على لبنان وسيادته وأمنه ومجتمعه، ويمكن أن نسميها جرائم حرب أو إعلان حرب". وقال "تلقينا ضربة كبيرة وقاسية، ولكن هذه حال الحرب وحال الصراع.. ولكن ذلك سيقابل بحساب عسير وقصاص عادل".

وقبل الكلمة وبعدها، شنّ الاحتلال الاسرائيلي موجتين واسعتين من الغارات الجوية الكثيفة على مناطق وبلدات في الجنوب اللبناني، وُصفت بأنها "الأعنف منذ بداية الحرب"، وشملت وفق البيانات الاسرائيلية 100 منصة إطلاق وبنى تحتية عسكرية تابعة لـ"حزب الله". وفيما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي على الحدود مع لبنان، أعلن الحزب عن شن 17 هجوماً على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمالي إسرائيل.

بالتزامن، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن لبنان أصبح "ساحة المعركة الرئيسية لإسرائيل، وليس غزة". وأضافت "في قطاع غزة سوف تبقى قواتنا مسيطرة بقوة على محوريّ نتساريم وفيلادلفيا، وفي الضفة ستواصل قواتنا عملياتها بقوات منخفضة قدر الإمكان، وفي لبنان سنذهب بكل شيء". هذا وكان الجيش الإسرائيلي صادق على خطط العمليات العسكرية التي سيتم تنفيذها ضد "حزب الله" وتمّت إحالتها إلى المستوى السياسي للموافقة عليها.

هذه التطورات على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية دفعت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى تأجيل زيارته لإسرائيل الأسبوع المقبل على وقع تأكيدات أميركية "بعدم الرغبة في التصعيد وضرورة الوصول إلى حلول دبلوماسية"، لكنها أكدت، في المقابل، التزامها بالدفاع عن إسرائيل ضد ما أسمته "خطر "حزب الله" ووكلاء إيران".

في السياق عينه، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن واشنطن وضعت خططًا لإجلاء نحو 50 ألف مواطن أميركي ومقيم وعائلاتهم إلى قبرص في ظل التوترات المتزايدة في لبنان.

وفي حين ينعقد مجلس الأمن الدولي اليوم، جددت فرنسا مطالبتها الحزب بالوقف الفوري لهجماته على الأراضي الإسرائيلية، معتبرة "أن الحفاظ على السلام والأمن في لبنان يتطلب من جميع الأطراف تغليب المصلحة الوطنية وتجنب التورط بالصراعات المفتوحة في المنطقة".

ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "لضبط النفس ووقف التصعيد والتعايش السلميّ بين الدول، باختصار من أجل السلام"، في منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي بدوره جدد المطالبة بعقد "مؤتمر دولي للسلام".

الى ذلك، تتضارب المعلومات بشأن شحنة أجهزة "البايجر" التي انفجرت في لبنان، إذ أعلنت بلغاريا أنها ستحقق في صلة شركة بهذه الأجهزة. نفى وزير اقتصاد تايوان أن تكون المكونات "صنعت لدينا".

وفي الشأن الفلسطيني الذي يشهد مجازر مستمرة واستهدافات يومية في قطاع غزة واقتحامات ممنهجة في شمالي الضفة الغربية، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن تل أبيب تعد مقترحاً جديداً يقضي بإعادة جميع الرهائن الموجودين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة دفعة واحدة مقابل الموافقة على خروج رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار وآخرين من غزة، عبر "ممر آمن". بدورها، سارعت عائلات الأسرى المحتجزين الإسرائيليين وحركة "حماس" الى إعلان رفضهما للخطة التي وضعت في إطار "المراوغة للتهرب من الالتزامات".

ونستعرض في جولة الصحف العربية الصادرة اليوم:

اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية، في مقال، أن "العمليات الأمنية للاختراق السيبراني الدموي" الإسرائيلي لـ "حزب الله"، تتعدى كونها عمليات استخبارية نوعية لجهاز الموساد الإسرائيلي"، موضحة أن "العملية في تخطيطها وتنفيذها، لها هدف استراتيجي واضح ومخطط له مسبقاً، وهو "هز هيبة ومكانة حزب الله"، كحركة مقاومة تعيش على رصيد انتصاراتها السابقة".

في الإطار عينه، تناولت صحيفة "الوطن" القطرية الحدث اللبناني، مشيرة إلى أن "إسرائيل قد بدأت بتصعيد هجماتها تجاه لبنان بشكل تدريجي، وبلغت الذروة بالتفجيرات الإجرامية التي طالت أجهزة الاتصالات، وما يتعرض له جنوب لبنان حاليا من قصف وحشي غير مسبوق يؤكد أن تل أبيب ماضية في مخططها التدميري، ما لم يكن هناك موقف معارض وواضح من المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن لإجهاض المخطط الإسرائيلي ومنع تفجير المنطقة".

ومن وجهة نظر صحيفة "الأهرام" المصرية، فإن "الهمجية الإسرائيلية في استهداف الأبرياء، سواء فى غزة أو في جنوب لبنان، ستؤجج الرغبة في الانتقام، وبالتالى لن يكون المواطن الإسرائيلي في أي مكان بالعالم بمأمن"، مؤكدة أن "مراهنة قادة إسرائيل على توسيع نطاق الحرب، وفتح جبهات جديدة ليست مراهنة مأمونة العواقب دائماً".

وتطرقت صحيفة "اللواء" اللبنانية الى الأسباب التي حالت دون زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان، عازية السبب الى "التوجه الذي لمسه من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبقية المسؤولين الإسرائيليين، بالاستعداد للقيام بعمل عسكري في جنوب لبنان قريباً، وتذرعهم بفشل كل محاولات إنهاء المواجهة العسكرية عن طريق التفاوض، ورفضهم اعطاء فرصة جديدة للتفاوض، من اجل التوصل إلى تفاهم ينهي المواجهة العسكرية المحتدمة بين حزب الله وإسرائيل".

من جهتها، كتبت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية تحت عنوان "التزام راسخ بإقامة دولة فلسطينية" أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة بعدم دعم أي خطط في اليوم التالي للحرب على قطاع غزة "مهم استراتيجياً، من خلال رفض دعم ترتيبات ما بعد الصراع دون تنازلات إسرائيلية مسبقة بشأن الدولة الفلسطينية، حيث تؤكد الإمارات التزامها بسياسة خارجية مبدئية تعطي الأولوية للحقوق الفلسطينية".

وأشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن "الأحداث الجارية في قطاع غزة لا تدعو للتفاؤل في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة تريد استمرار هذه الحرب وتعلن بلا استحياء سيطرتها على مناطق فلسطينية محتلة في الضفة وضمها بدعم من الكنيست الإسرائيلي، وهو ما يعني ضمناً إلغاء اتفاقية أوسلو من جانب واحد"، لافتة إلى أن "الحكومة المتطرفة تريد حتى إلغاء السلطة الفلسطينية وتهجير من تبقى من الفلسطينيين".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن