صحافة

"المشهد اليوم".. نتنياهو يهدّد بيروت وصواريخ "حزب الله" تستهدف تل أبيبالغارات الإسرائيلية تتمدد نحو الشمال والمعارك البرية تحتدم جنوبًا

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمود السياسي الذي يخيّم على المشهد الإقليمي برمته مع توقف الجهود والمساعي الديبلوماسيّة لإرساء تسويات توقف حمام الدم المتنقل بين قطاع غزّة ولبنان. فالمرحلة الراهنة تحسمها المعارك العسكرية في لبنان وما ستؤول اليه من نتائج سترسم معالم المرحلة المقبلة وتحدد موازين القوى في المنطقة، فيما تقبع غزّة تحت وحشية اسرائيليّة ترتكب أفظع مجازر التطهير والإبادة الجماعية وسط إدانات خجولة وصمت مريب لا يرقى إلى مستوى الجرائم التي تحدث أمام مرأى العالم أجمع.

ومع غياب الحلول ودخول المنطقة في عدّ عكسي لانتخابات الرئاسة الأميركية وما سيتبلور عنها، يكثّف الاحتلال الاسرائيلي من عملياته العسكرية وجرائمه التي تحصد أرواح الأبرياء من المدنيين حيث يُمعن بالتعدي على كل الشرائع الانسانية والقرارات الدولية بحجج واهية كـ"حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها"، وهو شعارٌ ترفعه أيضاً الولايات المتحدة الاميركية وعدد من الدول الغربية مبررين صفقات الأسلحة والدعم العسكري اللامحدود.

ووفق هذا المشهد، ينتظر لبنان الرد الاسرائيلي على استهداف "حزب الله" لقاعدة غولاني العسكرية في بنيامينا، جنوب مدينة حيفا، على وقع تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضرب الحزب "بلا رحمة" في كل المناطق اللبنانية بما فيها العاصمة بيروت. وذكرت "هيئة البث الإسرائيلية"، في هذا السياق، أن نتنياهو قد أوعز بأن أي هجوم على بيروت سيخضع لموافقته الشخصية، وذلك بعد محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

هذا ويستمر "حزب الله" بإطلاق صليات صاروخية وبث الذعر في صفوف الاسرائيليين، حيث ذكر موقع "واللا" أن صفارات الإنذار دوّت أمس، الاثنين، في أكثر من 194 بلدة ومدينة وموقع في إسرائيل بعد إطلاق صواريخ بالستية من لبنان على تل أبيب، ما دفع أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ.

في موازاة ذلك، تتواصل المعارك البرية على حدتها جنوباً مع توسع رقعة القصف وإنذارات إخلاء قرى وبلدات جديدة. فيما ارتكب الاحتلال مجزرة في بلدة أيطو في قضاء زغرتا بشمال لبنان، بإستهدافه مبنى سكني يضم عائلات النازحين، موقعاً 22 شهيداً وسط دمار وخراب هائل. ويشكل هذا الاستهداف مؤشراً خطيراً، لجهة قصف منطقة نائية وبعيدة نسبياً كما تعّمد ضرب تجمعات النازحين اللبنانيين بما يصعب معه التمييز بين الأهداف الأمنية أو المدنية.

الى ذلك، يستمر الجيش الاسرائيلي بإستهداف قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان رغم كل المناشدات والدعوات الدولية لتوفير الحماية لها وللجيش اللبناني، إلا أن نتنياهو يصرُّ على إنسحابها وتراجع عناصرها "مؤقتاً عن طريق الأذى"، مشيرًا إلى أن "حزب الله" يتلطى خلفها لشنّ عملياته على اسرائيل. وكان مجلس الأمن الدولي دعا إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701، مؤكّداً على ضرورة الجهود الديبلوماسية التي من شأنها أن تحقق نهاية دائمة للنزاع بين لبنان وإسرائيل. وعبّر المجلس عن قلقه الشديد بعد تعرّض عدد من مواقع قوات "اليونيفيل" في لبنان لإطلاق نار.

سياسياً، أعلن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، خلال زيارته مسقط، أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة "قد توقفت حالياً بسبب غياب الأرضية المناسبة"، معتبراً "أن إستئنافها قد يتطلب تجاوز الأزمة الإقليمية الحالية". يُذكر أن الاتحاد الأوروبي مجتمِعاً أقرّ عقوبات على 14 كياناً وفرداً في إيران، من بينهم شركة الخطوط الجوية الإيرانية "إيران إير"، إضافة الى 7 شخصيات إيرانية، أبرزها نائب وزير الدفاع الإيراني.

في سياق متصل، قلّل وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، معتبراً أنه "لا توجد أي تسوية في الأفق حالياً"، وذلك خلال اجتماع عقده مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزّة. ويصعّد الاحتلال من عملياته العسكرية على شمال القطاع موقعاً عشرات الشهداء والجرحى وسط ظروف إنسانية معدومة ومواصلة سياسة التجويع والقتل المتعمد، وذلك في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ونرصد ضمن جولة الصحف العربية اليوم:

نبهت صحيفة "عكاظ" السعودية الى أن "ما يحدث قد يكون بداية لإعادة تشكيل ديموغرافي جديد لبعض أجزاء العالم العربي كما حدث لشعوب ومجتمعات أخرى عبر التاريخ"، متناولة أحلام إسرائيل بالتوسع "وهي الدولة الوحيدة التي لم تضع لها حدود رسمية، وما زال الطيف السياسي فيها بكل درجاته يردد مقولة من النهر إلى البحر".

بدورها، سلطت صحيفة "الدستور" الأردنية الضوء على استمرار حرب غزّة التي يتوسع مداها، أولاً: نحو المزيد من الجرائم والآثام وتجاوز كافة معايير حقوق الإنسان، وفرض الحصار والتجويع والقتل المتعمد وجعل أرض فلسطين سواء في قطاع غزّة أو مخيمات الضفة، طاردة لأهلها وشعبها. وثانياً توسيع جغرافية المعركة لتشمل لبنان وشعبه وقواه السياسية واغتيال قياداته الكفاحية.

واعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية، في مقال لها، أن "إسرائيل وأميركا وكثيرون بالمنطقة والعالم تعجلوا بإصدار حكم بنهاية "حزب الله" كقوة عسكرية بعد الضربات المؤلمة التي استهدفت قياداته وتدمير مخزونات أسلحته"، لتخلص الى أنه "ما زال التفوق العسكري والتكنولوجي والمخابراتي لمصلحة إسرائيل، لكن توقعاتها بنهاية سريعة وساحقة، يثبت أنها مجرد أضغاث أحلام.... قد تكون امتلكت زمام المبادرة، لكن صافرة النهاية ليست معها".

تحت عنوان "إشعال المنطقة أم شرق أوسط جديد؟"، كتبت صحيفة "اللواء" اللبنانية "المشكلة أن العربدة الإسرائيلية، ومغامرات نتنياهو العسكرية، لا تجد من يردعها، بعد تمادي الدعم الأميركي لها في حروبها الفاشلة في غزّة ولبنان"، مشددة على أن "مخططات نتنياهو تمهد للتوسع تحت شعار خلق "شرق أوسط جديد"، ولو أدى ذلك إلى إشعال المنطقة بحروب طاحنة!".

في سياق متصل، اعتبرت صحيفة "القدس العربي" "أن الصفعة الإسرائيلية للأمم المتحدة ليست سوى الأحدث عهداً على امتداد تاريخ طويل، مارست خلاله الولايات المتحدة أشد أدوار التعطيل صفاقة واستهانة وتحقيراً لمعنى وجود المنظمة الدولية عموماً ومجلس الأمن الدولي خصوصاً". وتابعت: "لا عزاء للأمين العام الأممي في أنه اليوم "شخص غير مرغوب فيه"، فمنظمته، في عرف نتنياهو، ليست أكثر من قاعة خطابات جوفاء".

من جهتها، رأت صحيفة "الأيام" البحرينية أن "أحد أكبر المصائب التي نتجت عن تصدير الثورة ومعها فكرة ولاية الفقيه، أن هناك جزءًا من هذا الشعب بات في مواجهة مزمنة مع الدولة منذ بداية الثمانينات وإلى الآن". وقالت: "لا يجب أن نبقى في موقع المتفرج عليه وهو ينمو ويكبر وينتقل من جيل لآخر، فصحيح أنه مشكلة مستفحلة، لكننا لسنا أموات، ولا نزال في مقام الفعل، ومقام رد الفكرة بالفكرة، ومقام إزالة الظلام بنور الوعي"، على حدّ قولها.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن