صحافة

القدرة على إيذاء إسرائيل

أحمد عبدالتواب

المشاركة
القدرة على إيذاء إسرائيل

آخر نَقْلَة مهمة أحدثها "حزب الله" ضد إسرائيل أنه أنذر سكان 25 مستوطنة إسرائيلية، السبت الماضي، بمغادرة منازلهم فوراً لأنها، وفقاً لنص بيانه، أصبحت هدفاً مشروعاً لضرباته العسكرية، لأنها تحولت إلى مكان انتشار واستقرار لقوات العدو العسكرية التي تهاجم لبنان. وأما الجديد فهو أن الحزب يشهر تحديه لحكومة نيتانياهو التي أعلنت أن أهم أهدافها إعادة المدنيين الإسرائيليين الذين فروّا من مدنهم جنوب لبنان خشية من ضربات "حزب الله" المتوقعة، فإذا بالحزب لا يكتفي بالتصدي لمنع هؤلاء من العودة، بل يضيف إليهم سكان 25 مستوطنة أخرى، بنفس التبرير الذي تستخدمه إسرائيل في إخلاء مناطق سكنية بغزة ولبنان.

معنى هذا أن القوى المواجهة لإسرائيل، التي لا جدال على محدودية تسليحها وقدراتها العسكرية أمام إسرائيل، إلا أنها، بدليل الوقائع على الأرض، قادرة على إيذاء إسرائيل! والمُفتَرَض أن قادة إسرائيل يدركون هذا، خاصة مع تكشف تسريبات من مؤسسات استخباراتية وعلمية في إسرائيل أن هناك إدراكاً عاماً على أعلى مستوى لديهم بأن عنف جيشهم ومستوطنيهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة يجب أن ينتج عنه عنف مضاد من الفلسطينيين.

كما أنه كلما زاد عنف الإسرائيليين، فمن المتوقع والمنطقي أن يزداد العنف الفلسطيني، وأن هذا ليس مجرد استنتاج منطقي ولكن تدعمه الأحداث أيضاً. وأما الرأي العام لدى الفلسطينيين والدول العربية، فيضيف أن إقامة إسرائيل، في الأصل، هي جريمة عنف كبرى ضد الفلسطينيين، وأنها كانت أساس لجوء الأجيال الأحدث من الفلسطينيين إلى استخدام القوة بعد أن تأكدوا أن آباءهم وأجدادهم غفلوا عن مؤامرة كبرى استولت بالمكر والسلاح على حقوق السابقين واللاحقين.

مع ملاحظة أن تطور الأسلحة بالعالم وفَّر لأي فرد أدوات تمكنه من إيذاء عدوه، ومَن يتعذر عليه امتلاك سلاح ناري شخصي، يمكنه أن يدهس أعداءه بسيارته، أو أن يطعنهم بسكين مطبخ! وبرغم كل هذا، فإن الإسرائيليين مستمرون في مزيد من العنف، مع التخطيط لتوسيع دائرة ضحايا عنفهم، بما يؤكد أنهم يخططون لتوليد عنف أكبر ضدهم! لحسابات تخصهم، منها اطمئنانهم إلى وجود مَن يدعمهم بلا حدود!

(الأهرام المصرية)

يتم التصفح الآن