صحافة

عبء التاريخ.. حان وقت "سودان الخارج" لإنهاء الحرب

حمد الناير

المشاركة
عبء التاريخ.. حان وقت

لا يمكن إنقاذ السودان الآن من هذه الحرب والدمار إلا بواسطة أبنائه وبناته في الخارج. ولم لا، وقد فشل النظام الحزبي السوداني في الداخل. أولًا، فشل النظام الحزبي في الداخل في تجنّب الحرب، وثانيًا، فشل في وقفها حتى الآن.

إن العجز المريع عن تكوين جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب بعد مضي قرابة خمسة أشهر على إندلاعها ما هو إلا إمتداد وتعبير عن عجز القوى المدنية بكل فصائلها وأقسامها: كل الاطراف تنادي بالجبهة المدنية الواسعة لإيقاف الحرب، ونسمع ونقرأ أنّ هذا العدد من الأجسام النقابية والشخصيات الوطنية والأحزاب والتحالفات ومنظمات المجتمع المدني قد التقت أو تعتزم اللقاء في سبيل تأسيس هذه الجبهة المدنية، ولم تلح تلك الجبهة المدنية في الأفق إلا متخيلة.

مصدر العجز واضح وهو حالة الانقسام التي اعترت الحركة السياسية السودانية منذ حكومة حمدوك الأولى. حالة الانقسام تلك التي كانت في حد ذاتها حرب مدنية ضروس بين الأحزاب سبقت حرب السلاح الحالية، بل هي في الأساس ما أعطى الفرصة ومهّد الطريق لحرب السلاح. لقد بدا واضحًا أنّ الاحزاب سجينة في رؤى وتحالفات لا طائل منها وليست على استعداد للتحرك منها قيد أنملة.

في المقابل تدهشك وحدة السودانيين في الخارج، رغم اختلافاتهم الحزبية، قدرتهم على الحوار والتوحد والفعل رغم أنف احزابهم المتشرذمة في الداخل. وهذا يحدث الآن وبكل حمية في كثير من عواصم العالم. (...) أراهم من تيارات مختلفة، حزب أمة واتحاديين وشيوعيين وجمهوريين وناصريين وبعثيين ومؤتمر سوداني واسلافهم من المحايدين ومستقلين يجتمعون ويتفقون وقادرون على الفعل. كأنما الحكمة السودانية هجرت السودان معهم إلى المهاجر. الجبهة المدنية العريضة ضد الحرب في متناول اليد في الخارج بينما هي بعيدة المنال بين ساسة الداخل الذين أدمنوا الانقسام وادّعوا احتكار الحقيقة. إنتظر! قد يعيق توحدها بعض ساسة الداخل الذين تسرّبوا الى الخارج مؤخرًا.

ليس لسوداني الخارج طموح في الحكم، مكتفين بمهنهم مهما كانت (...) حان لشعب السودان أن يلقّن المجتمع الدولي والموظفيين الأمميين وساسة الداخل درسًا في العولمة: ألا يتحدث هؤلاء عن العولمة وأنّ العالم صار قرية وكذا؟ هل العولمة هي فقط في حرية حركة البضائع والصمغ والفول والسمسم والاتصلات وفيسبوك وتويتر؟ العولمة تشمل الفجيعة والحنين وخيبة الأمل وتشمل الإنسان في مجتمعات الغربة والارتحال الذي لم تنبت جذوره. لذا على سوداني الخارج التحرك بقوة لملء فراغ الفشل.

(...)

هذه مهمة الخارج: خلق الاتفاق الجمعي الذي عجزت عن إنتاجه أحزاب الداخل وساسته. الخارج يملك كل الوسائل لصياغة هذه الإغلبية وعليه الخوض في ذلك بتوحيد قواه في القارات الست. وعندها ستتفجر طاقات لا تخطر على بال، كل ما ورثه السودان من فنون العمل العام والنضال المدني السلمي سينفجر في وجه دعاة الحرب.



لقراءة المقال كاملًا إضغط هنا

("الراكوبة) السودانية

يتم التصفح الآن