منذ تاريخ السابع من أكتوبر 2023، ونحن نتوقع أن يعمل "الموساد" و"الشباك" شيئًا ما للدكتور المناضل مصطفى البرغوثي للدور المهم الذي يلعبه في نشر الرواية الفلسطينية وفضح الرواية الاسرائيلية، ولا نبالغ إذا قلنا إنّ البرغوثي تألّق وأبهر الذين شاهدوه على التلفزيون خصوصًا في الإعلام المعادي للقضية الفلسطينية، ومن منا لا يتذكّر كيف كان جوابه للمذيعة البريطانية التي خرجت عن هدوئها واتهمته أنه لا يريد أن يسمعها لأنها "امرأة"! فبانت بمظهر ساذج وسخيف بينما حقق البرغوثي إصابة مباشرة جعلت التي تحاوره تفقد أعصابها وتنفعل أمام المشاهدين.
انطلاقًا من ذلك، فإننا نقول إنّ الحملة المسعورة التي تستهدف الدكتور مصطفى البرغوثي تُدار في أروقة "الشين بيت" و"الموساد" لإسكات الصوت الذي أزعجهم وعراهم وأظهر إجرامهم، بخاصة أنّ دعواته المستمرة والمتكررة على الشاشات بضرورة محاكمة حكام "إسرائيل" في المحكمة الجنائية الدولية بدأت تجني ثمارها بعدما أصدرت المحكمة قرارًا بمذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، الأمر الذي بجعل الحملة المسعورة ضده جزءًا من التصدي الإعلامي لدوره خصوصًا أنه لأول مرّة منذ عام ١٩٤٨ تتفوق الرواية الفلسطينية على الرواية الإسرائيلية ما جعل الاحتلال يفكّر في اغتياله معنويًا كونه تصدّر المشهد الإعلامي الفلسطيني ما دفع القوى الوطنية والإسلامية إلى إدراك حجم المؤامرة المدبّرة ضد البرغوثي، فأشارت في بيانها إلى أنها "ترفض الاتهامات ومحاولة الزج في قضايا خلافية ومختلفة تحاول النيل من فصائل وقوى وشخصيات شعبنا كما جرى مع الدكتور المناضل مصطفى البرغوثي في محاولات جرت مؤخرًا للنيل من حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية". كما شدد "كاشف"، وهو موقع فلسطيني مختص في كشف الحقائق وله مصداقية عالية، على أنّ الأخبار المتداولة بحق الدكتور البرغوثي "ملفقة وليس لها دليل من الصحة".
على ضوء ذلك، فإننا إذا قبلنا بإسكات هذا الصوت الفلسطيني المسموع والمكروه إسرائيليًا نكون قد خسرنا كفلسطينيين قامة وطنية وإعلامية قادرة على كشف الحقائق وتقديم محتوى سياسي يليق بمستوى التحديات وصناعة الوعي والتأثير في الرأي العام.
(خاص "عروبة 22")