لا شكّ في أنّ ما مرّ منه الوطن العربي منذ 14 سنة، أي مباشرةً بعد أزمات العام 2011 لا زالت آثاره المدمّرة مستمرة في تهديداتها الحاضرة والمستقبلية على مجمل تراب الأمّة العربية.

فمن خلال نظرة بانورامية على الأوضاع السياسية في مجموعة من الدول العربية التي عرفت تلك الأحداث، كاليمن أو سوريا أو العراق أو مصر أو ليبيا أو السودان، لا شك في أنّ التهديدات والصراعات والتكالب على خيرات الدول العربية، لم يعد خافيًا على أحد، بل كل المؤشرات تدل على أنه تهديد سيبقى مفتوحًا وتستعر نيرانه أكثر فأكثر، خصوصًا من جانب القوى العظمى وقوى الإقليم المعادية للعرب، لأنّه ليس من مصلحة أي منها أن تعاين قيام وطن عربيّ موحّد ومتّحد يرصّ الصفوف خلف سياسات عمومية وهمّ مشترك لمجابهة التحديات وتحقيق ما ينفع الشعب العربي ويؤمّن مصالحه وتقدّمه بين شعوب العالم.

إذا كان هذا المشروع التقسيمي منتظرًا من الخارج وقائمًا منذ عقود وعقود.. لكن ما يبقى عصيًا على التفسير والفهم كيف يُمكن لأبناء جلدتنا، من عدة توجهات فكرية ودينية وسياسية، أن يرتضوا بلعب دور "البيادق" على مسرح مشاريع التقسيم؟!

هؤلاء هُم أعوانُ الداخل لأعداء الخارج! ولولاهم لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تفتيت وتقسيم وشرذمة! ومن دون صحوة ضمير "تميز الخبيث من الطيّب" في أمّتنا لن يقوم لنا مشروع ولن تقوم لنا قيامة!.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن