من العالم

"عروبة 22" تواكب مهمّة سلطان النيادي: عين الإمارات على "المرّيخ"

إن دلّ الإنجاز الإماراتي الفضائي الذي سطّره رائد الفضاء سلطان النيادي على شيء، فعلى قدرة العرب على مواكبة العصر وصناعة التاريخ متى توافرت لديهم الإرادة والتصميم والعزيمة على الاستثمار في استراتيجية قومية هادفة تضع في رأس أولوياتها تعزيز التنمية واستعادة الإيمان بالذات وإعادة تصويب القدرات البشرية والمقدرات المادية العربية في اتجاهات تخدم العلم والعالم.

فمع قيام أول رائد فضاء إماراتي بالسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، يكون العرب اليوم قد بلغوا مرتبة متقدمة في سبر أغوار الفضاء، من خلال المهمة التي نفّذها النيادي وكان قد سبقه إليها 212 رائد فضاء من 11 دولة لم يكن من بينهم أي عربي على مرّ العصور.

مشروع إماراتي طموح يهدف إلى الاستثمار في "مستعمرة فضائية" على المريخ

ويأتي هذا الإنجاز كثمرة جهود طويلة وعمل جاد ودؤوب هدفت من ورائه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إفساح مكانة ريادية عالمية لها في هذا المجال.

وأفادت مصادر إعلامية إماراتية مواكبة للحدث منصة "عروبة 22" أن مهمّة النيادي تندرج ضمن إطار مشروع إماراتي طموح يرمي إلى تعزيز الحضور ومراكمة الخبرات الفضائية، وصولاً إلى الاستثمار في بناء "مستعمرة فضائية" على كوكب المريخ.

وتضمّنت المهمة التي أوكلت إلى رائد الفضاء الإماراتي العمل على صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها، وتغيير وحدة "آر إف جي" الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات "أس باند" الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيداً لإعادتها إلى الأرض.

وأوضحت المصادر الإماراتية أنّ جدول مهمة النيادي يتضمّن مهامًا كثيرةً أخرى، من بينها إجراء نحو 20 تجربة في محطة الفضاء الدولية، لا سيما بعدما نجح مع فريق العمل في تغيير ترددات الراديو، وتدرّب على موضوع تغيير الألواح الشمسية على أن يتم ذلك في شهر حزيران المقبل، لتشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.

وكان النيادي قد نشر تسجيلًا مصوّرًا على حسابه على موقع "تويتر" أرفقه بعبارة: "مهمة السير في الفضاء كانت تجربة مليئة بالتحديات الصعبة. تعلّمت منها الكثير ولمست خلالها دعمكم الكبير".  


كما نشر سلسلة صور لرحلته معلقًا على إحداها بالقول: "إذا غامرت في شرف مروم .. فلا تقنع بما دون النجوم".

 يأتي ذلك ضمن مهام البعثة (69) الموجودة على متن المحطة التي تستمر لستة أشهر، ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة العاشرة عالمياً في هذا المجال.

وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، أهمية كبيرة وفقاً لما ذكره "مركز محمد بن راشد للفضاء". ذلك أن النيادي أدى، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين من "ناسا"، عدداً من المهام الأساسية.

وكان النيادي قال قبل الخروج لمهمة السير في تغريدة على موقع "تويتر": اليوم (29 نيسان) نصل إلى محطة جديدة في مسيرتنا... خضت تدريبات مكثفة لأكثر من 3 سنوات تحضيرًا لهذه المهمة التي تتطلب تركيزًا عاليًا، ودقة (...) ‏ساعات قليلة ونسطر للعرب تاريخاً جديداً، ويلامس علم الإمارات الفضاء".

إنجازات عربية في مجال الفضاء

على أن هذا الإنجاز العربي النوعي ليس سوى محطة على طريق إنجازات عديدة ساهم من خلالها علماء عرب في المهمات الفضائية المتعددة التابعة لوكالات الفضاء المختلفة كوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" والأوروبية "إيسا" وممن يساهمون في نشر محتوى ثري لعلم الفضاء في العالم العربي باللغة العربية.

وفي ما يلي تستعرض "عروبة 22" فيديو يوثّق قائمة بأسماء علماء عرب سطع نجمهم في مجالات الفضاء والفلك والفيزياء الفلكية. 


(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن