تنوّعت اهتمامات الصحف العربية، الصادرة اليوم، بحيث أوضحت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ الانضمام إلى "بريكس" خطوة مهمة جدًا، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أنه "لن يساعدنا أحد ما لم نتمكّن من مساعدة أنفسنا والتغلّب على مشاكلنا التي تعيق وتعرقل الإنتاج والاستثمار"، معتبرةً أنّ "الاعتقاد بأنّ مجرد الإعلان عن انضمام مصر للمجموعة سيحلّ كل المشاكل فورًا، كلام غير منطقي وغير علمي وغير عملي".
بينما لفتت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى أنّ دول حلفاء أميركا بدأت تبتعد عنها، بل على العكس فإنهم ذهبوا إلى الانضمام للمعسكر الصيني والمتمثّل بتجمّع "بريكس"، مؤكدةً أنّ "السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة ستجعل المزيد من حلفائها يهربون منها، في حال استمرت واشنطن بالنسق نفسه الذي نراه"، مع الإشارة في المقابل إلى أنّ أميركا لديها أدوات مستحدثة قد تقلب الطاولة على الجميع، وهي تمتاز "بتحضير السحر والقدرة على فكّه".
على صعيد آخر، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ الخطوة التي اتخذتها الحكومة الدنماركية بتقديم مشروع قانون أمام البرلمان لحظر حرق المصحف، وتأكيدها على أنّ القانون سيحظر التعامل بطريقة فيها مساس بالمقدسات الدينية لأي جماعة، هي "خطوة في اتجاه تعزيز التعايش السلمي وتعكس تجاوب الدنمارك وحكومتها مع الدعوات لمنع حرق المصحف، والتي جرى التعبير عنها في العالم الاسلامي سواء من خلال الإدانات والاستنكار من قبل الحكومات، أو من خلال الاحتجاجات الشعبية الواسعة".
أمّا صحيفة "الجريدة" الكويتية، فنقلت عن مصدر مطّلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنّ الاتفاق الإيراني ــ الأميركي على تبادل 5 سجناء وفك أرصدة إيرانية، هو "المرحلة الأولى من تفاهمات عديدة تتضمّن التسامح مع بيع الجمهورية الإسلامية لنفطها وتحصيل عائداته، مقابل تجميدها أنشطتها التي لا يسمح بها الاتفاق النووي المبرم عام 2015"، لكنه لفت إلى "عقدة جديدة ظهرت خلال عملية التبادل، إذ أكدت واشنطن أن اثنين من السجناء الإيرانيين لا يرغبان في العودة لبلدهما ويريدان البقاء في الولايات المتحدة أو السفر إلى دولة ثالثة، وهو ما لم تقتنع به دوائر صنع القرار في طهران".
في الشأن السوداني، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنه بعد مغادرة رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الخرطوم، في طريقه الى بورتسودان، باتت غالبية السودانيين، باستثناء تنظيم الإخوان المسلمين، يعلّقون أملاً أكبر على إمكان نجاح المبادرة السعودية الأميركية لحل الأزمة السودانية، موضحةً أنّ "الأمل يزداد مع تردد أنباء عن جولة وشيكة تنقل البرهان إلى المملكة العربية السعودية ومصر، وهما البلدان الأكثر حرصًا على استقرار السودان، وزوال معاناة السودانيين".
في سياق منفصل، تطرقت صحيفة "الوطن" السورية إلى مسألة التقارب السوري- التركي، مشيرة إلى أن "السياسات التركية، المعمول بها منذ آذار 2011، لا يبدو أنها قد تغيرت، ومن الراجح أن تلك السياسات لن تتغير في أهدافها طالما بقيت التوازنات القائمة راهنًا على حالها، والتغيّر سيحصل فقط فيما لو أبدت الدول العربية موقفًا حازمًا يستخدم ورقة الضغط الاقتصادي، في مقابل تغيير أنقرة لسياساتها تجاه جارتها التي تحتل 10 بالمئة من أراضيها".
بينما هاجمت صحيفة "البعث" السورية "قوات سوريا الديمقراطية"، مشددةً على أنّ "الطروحات الوطنية لا تتناسب والطموحات الانفصالية التي تسيطر على هواجس "قسد"، وكل الرؤى مرفوضة إلا بعودة الأراضي التي تسيطر عليها تلك الميليشيا إلى الدولة السورية بثرواتها، فالساحة ليست خالية لأميركا وأتباعها في المنطقة، ولدى كل من الحكومة السورية وحلفائها أوراقًا لوأد المشروع الأميركي وإجهاضه في مهده كما جرى في كل المنازلات السابقة".
من ناحية أخرى، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أن موقف الجزائر المبدئي الرافض للانقلاب في النيجر، والمتمسك بالنظام الدستوري فعليّا، ومن يقاسمها رؤيتها، وحده يمكنه الدفاع عن مصلحة الشعب النيجيري بالوقوف ضد التدخل العسكري، لأنه "سيفتح عليهم باب الجحيم وعلى المنطقة برمتها، أمّا الوسواس الفرنسي الذي يدفع بدول "إيكواس" إلى الفتنة الأفريقية، فلا يهمّه سوى نفوذه الضائع وكبريائه المجروح".
في المقابل، سألت صحيفة "هسبريس" المغربية عما إذا كان لا يزال هناك حيّز أمام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "لكي يواصل حديثه عن الجزائر بأنها القوة الضاربة في العالم، بعد الانتكاسة التي جاءته من الدول التي يقول بأنه حليف لها؟، معتبرةً أنّ "الجزائر لا تستطيع أن تحلّق من دون المغرب وتونس وموريتانيا بل ستبقى صوتًا معزولًا يغرّد خارج السرب".
(رصد "عروبة 22")