تعتزم 15 دولة، تتقدمها فرنسا، الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، أغلب هذه الدول أوروبية ومعها كندا، السبب المباشر لهذا الاعتراف هو الضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة لوقف الحرب على غزة وغير المباشر إحياء مسار حل الدولتين. في إعلان نيويورك أطلقت فرنسا و14 دولة أخرى نداء جماعياً يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين. وحثت دولاً أخرى مترددة على الانضمام للدول الموقعة على النداء وهي: أستراليا، كندا، فنلندا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، اندورا، لوكسمبورغ، مالطا، سلوفينيا، إسبانيا، سان مارينو وفرنسا.
حتى موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ستنضم دول أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية حسب عوفر برونشتاين، مستشار الرئيس الفرنسي. غير أن الأهم موقف بريطانيا مسقط رأس وعد بلفور الذي بموجبه أقيمت إسرائيل، فقد قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وفقاً لبيان صادر عن الحكومة، إن بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، وتستوفي شروطاً أخرى. ليته لم يقل ما لم.. وما بعدها!
وأوضح ستارمر أن بإمكان إسرائيل تجنب هذه الخطوة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وتأكيد أنها لن تضم الضفة الغربية، والالتزام بمسار سلام يؤدي إلى حل الدولتين. خطوة جيدة، لكن ما جدوى هذا الاعتراف وما انعكاساته على الأرض؟. بعد يوم من إعلان نية الاعتراف بدولة فلسطينية صوّت الكنيست الإسرائيلي لصالح ضم الضفة تحت الاسم التوراتي يهودا والسامرة، وأيده في ذلك السفير الأمريكي في تل أبيب مستخدماً التعبير ذاته.
كما أعلن نتنياهو عزمه احتلال غزة بالكامل رداً على دعوة دول الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. نتنياهو نفسه الذي قال إنه لن يوافق على إقامة دولة فلسطينية وحين راوغ وقال إنه يوافق على شبه دولة ثم تراجع، وهو نفسه الذي قال: لا فتحستان ولا حماسستان. لقد تمرد نتنياهو على الكل.. لا يرى سوى نفسه وتحول إلى دكتاتور.. أقال كل القادة العسكريين والسياسيين الذين بدأوا معه الحرب على غزة. أحاط نفسه فقط بالمستوطنين المتطرفيْن سموتريتش وبن غفير رافعي راية: أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات!
مشاريع حل الدولتين لم تكن في الواقع سوى ملهاة سياسية تمرر خلالها إسرائيل مشاريعها التوراتية.. فمنذ 1947 تبنت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين مرفقاً بخرائط تحدد حدود الدولتين، فيما شكلت القدس كياناً ثالثاً تحت إشراف دولي.. رفض القادة العرب هذا المقترح باعتبار أنه تعد على أرض عربية ومنحها لأجانب منبوذين في دول أوروبا وكتكفير عن جرائم هتلر ضدهم. كان عدد اليهود في فلسطين قبل وعد بلفور 8 آلاف نسمة أي 4 % من السكان.. ارتفعت نسبتهم العام 1922 إلى 11 %، وفي عهد الانتداب البريطاني تصاعد العدد إلى أن وصل إلى 31 % عشية إعلان دولة إسرائيل.
وحسب اتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993، كان يفترض قيام دولة فلسطينية بحلول 1999. وفي 30 أبريل 2003، عرضت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط والتي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، خريطة طريق تنص على إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005.
(البيان الإماراتية)