صحافة

ألاعيب نتنياهو وصوت التضامن مع فلسطين

طلعت إسماعيل

المشاركة
ألاعيب نتنياهو وصوت التضامن مع فلسطين

يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته بتفجير وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واضعا العراقيل تلو العراقيل أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي جرى توقيعه في أكتوبر الماضى وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتقول تقارير إن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا على تل أبيب لتجنب إحراج ترامب، الذي يسوق نفسه بوصفه "راعي السلام" في المنطقة والعالم!

نتنياهو الذي يلوح مجددا بورقة الحرب، لا يزال يتشبث بأحلام الإفلات من العقاب على تهم الفساد التي تلاحقه. فقد تقدم بطلب رسمي إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج للعفو عنه، الأمر الذي أشعل موجة غضب واسعة في أوساط اليسار، ودفع ممثلين عنه إلى التظاهر أمام منزل هرتسوج. ومع تصاعد الضجة، أصدرت الرئاسة الإسرائيلية بيانا تنفي فيه "تعرض الرئيس لأي ضغوط" في هذا الملف، في محاولة لتهدئة الرأي العام. ورغم أن ما تحتفظ به حركة "حماس" من جثامين لا يتجاوز جثتين فقط هما للجندي الإسرائيلي ران غفيلى والمواطن التايلاندي سونتيسك رينتالك، ورغم اعتراف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بوجود صعوبات ميدانية في الوصول إليهما، فإن الحكومة الإسرائيلية تتخذ من هذا الملف ذريعة لتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وفى الوقت ذاته تواصل تل أبيب التضييق على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، وتستمر في انتهاكاتها بحق الفلسطينيين من الجوعى والنازحين وسط أنقاض البيوت. ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ قبل خمسين يومًا وحتى مساء السبت 29 نوفمبر، ارتكبت إسرائيل — وفقا للمكتب الإعلامى الحكومي فى غزة — نحو 591 خرقا أسفرت عن 357 شهيدا وأكثر من 903 مصابين. وذكر المكتب في بيان أن الاعتداءات "تنوعت بين 164 عملية إطلاق نار مباشر على المواطنين والمنازل والأحياء السكنية وخيام النازحين، و25 عملية توغل نفذتها آليات الاحتلال داخل المناطق السكنية والزراعية متجاوزة الخط الأصفر المؤقت، إضافة إلى 280 عملية قصف واستهداف بري وجوي ومدفعي".

كما واصلت إسرائيل منع إدخال كميات السولار اللازمة لتشغيل المرافق الحيوية فى القطاع، ما دفع اتحاد بلديات غزة إلى التحذير من انهيار وشيك فى الخدمات الأساسية نتيجة التدهور المتسارع في أزمة الوقود. وأوضح الاتحاد أن ما وصل من وقود خلال خمسين يوما لا يغطى سوى خمسة أيام فقط من عمل البلديات في فتح الطرق وإزالة الركام وتسهيل حركة النازحين. وحتى تضغط واشنطن للجم الخروقات الإسرائيلية، تبدو المرحلة الثانية من خطة ترامب مهددة بمزيد من التعطيل، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة لإنشاء ما يسمى "قوة الاستقرار الدولية"، وسط تقارير بشأن إحجام عربي وإسلامي عن إرسال قوات للتمركز في غزة، بينما تأمل واشنطن نشر هذه القوة في القطاع بحلول منتصف يناير المقبل.

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انتقال إدارة غزة إلى سلطة انتقالية، وانتشار قوة استقرار دولية، واستكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خلف "الخط الأصفر"، وبدء إجراءات نزع سلاح حركة "حماس". وفى خضم هذه الأجواء المحتقنة، جاء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يحييه العالم في 29 نوفمبر من كل عام منذ إقراره في الأمم المتحدة عام 1977. وقد شهدت مدن عديدة، خاصة في أوروبا، خروج عشرات الآلاف للتعبير عن تضامنهم ودعمهم للحقوق الفلسطينية، والتنديد بالممارسات القمعية للاحتلال سواء في غزة أو في الضفة الغربية.

وفي القاهرة، نظمت جامعة الدول العربية فعالية بهذه المناسبة، أكد خلالها الأمين العام أحمد أبو الغيط أن حركة التاريخ تسير في اتجاه الدولة الفلسطينية، لا في اتجاه استدامة الاحتلال. وأضاف أن "نيران الاحتلال وبطشه لم تستطع إسكات أصوات الأحرار في العالم المطالبين بتجسيد الدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن الاعترافات الدولية بفلسطين بلغت حتى الآن 157 دولة. نعم… لن تتمكن الجرائم الإسرائيلية، مهما طال الزمن، من قمع الصوت الفلسطيني أو محو حضوره. وسيبقى الفلسطينيون يرددون بإصرار: نحن هنا… باقون وصامدون.

(الشروق المصرية)
?

برأيك، ما هو العامل الأكثر تأثيرًا في تردي الواقع العربي؟





الإجابة على السؤال

يتم التصفح الآن