صحافة

قمة القاهرة للسلام.. حتى لا تتحول الفرص إلى جحيم

أحمد التايب

المشاركة
قمة القاهرة للسلام.. حتى لا تتحول الفرص إلى جحيم

بعيدًا عن كلام مُرسل عن نصرة مصر للقضية الفلسطينية، لأن هذا معلوم ولا ينكره إلا جاحد أو جاهل أو مُغرض، تأتي قمة القاهرة للسلام بشأن القضية الفلسطينية كموقف مشرف للدولة المصرية يُضاف إلى مواقف أخرى مشرفة منذ اندلاع الأزمة الراهنة.

نعم موقف مشرف وجاد، لأن القمة المرتقبة بمثابة سبيل مهم وفرصة ذهبية لحلحلة الأزمة بشكل عملي وفعّال على الأرض، خاصة أن مصر تقود تحركًا دوليًا ودبلوماسيًا وشعبيًا كبيرا للوصول لحل يحمي الفلسطينين من الخراب والدمار والقتل، ويمنع تصفية القضية الفلسطنينية، بل يمنع نشوب حرب إقليمية لا يعرف مدى خطورتها على المنطقة بأكملها إلا الله.

لذلك كلنا رجاء وأمل، في استجابة العالم والقوى الدولية والإقليمية لهذه الدعوة وتغليب لغة العقل، وإن كانت هناك بادرة أمل تلوح في الأفق في الاستجابات الدولية الكبيرة لدعوة مصر (...) فلا يمكن الحديث عن حل أو تهدئة إلا من خلال الدور المصري، والتجربة أثبتت ذلك خلال الأزمات منذ 1948، خلاف أنه معلوم أن مفاتيح الحل في أيدي مصر بحكم الروابط التاريخية والجغرافية والأخوة والدم.

فدور مصر ودعوتها لهذه القمة دور تاريخي سوف يذكره التاريخ لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في أصعب المحن والظروف، وفي وقت يعاني من بطش العدوان الغاشم والمنتقم ويعاني من الموقف المخزي للمجتمع الدولي الذي يغمض عينيه عن معاناته القاسية، وعن جرائم المحتل الذي لا توصف إلا بأنها جرائم حرب بل حرب ضد الإنسانية.

العالم كله يجب أن يعي حجم الخطر والكارثة لو تم تمكين الكيان الصهيوني من تنفيذ مخططه الخبيث من قتل وإبادة أو تهجير الشعب الفلسطيني، وارتكاب مجازر في حق الفلسطينيين، ونموذجًا مجزرة مستشفى المعمدانى وغيرها من المجازر اليومية، ما يدفع إلى أن يتحول الصراع من صراع فلسطيني إسرائيلي إلى حرب إقليمية مفتوحة تأثيراتها في غاية الخطورة على استقرار المنطقة بل العالم كله لأن الشرق الأوسط قلب العالم.

على العالم أن يعي جيدًا أن تداعيات الحرب على غزة ومحاولات تهجير سكان القطاع خطيرة للغاية، وعلى العالم أن يعي أيضا أن الغاشمين والمحتلين لا يرون إلا أنفسهم وأحلامهم وطموحاتهم حتى ولو كانت على حساب الإنسانية والعدالة.. لذلك نقولها بقوة أن قمة القاهرة للسلام فرصة ذهبية الكل رابح منها حال اغتنامها لصالح الإنسانية، فأهل غزة رابحون والقضية الفلسطينية رابحة والعالم كله رابح لأنه حمى نفسه من وقوع كارثة تهدد أمنه وسلامه في منطقة من أهم المناطق على هذا الكوكب.. حفظ الله فلسطين موحدة وحفظ مصرنا الغالية.

("اليوم السابع") المصرية

يتم التصفح الآن