صحافة

"المشهد اليوم"... تصدّي العرب لمخطّط "تصفية القضية"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات حرب "الإبادة الجماعية" التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، مدعومًا من العالم الغربي، على قطاع غزة ضمن إطار مخطّط دموي هادف إلى دفن القضية الفلسطينية تحت أنقاض هذه الحرب، بحيث برز أمس البيان المشترك، الذي أصدرته الدول العربية التسع التي حضرت قمة "القاهرة للسلام"، وأعلنت فيه "رفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو شعوب المنطقة، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني". بينما لفت في الوقت عينه تقاطع إيراني – إسرائيلي في التأكيد على عدم الرغبة في اتساع رقعة الحرب في الإقليم، سواءً وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من على منبر مجلس الأمن الدولي، أو على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي شدد على أنّ "إسرائيل لا مصلحة لها في حرب مع أي خصم آخر غير حركة حماس"، مقابل اكتفائه بالإشارة إلى أنّ "العملية البرية في غزّة ستأتي في الوقت المناسب".

وأمام استحكام حالة التأزم في مفاصل المشهد، شددت صحيفة "الرياض" السعودية على أنه "رغم تعنّت إسرائيل، فإنّ الرسالة برفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية قد وصلت، ولا خيار أمامها إلا السلام"، بينما اعتبرت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية، التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام بإقامة دولة شرعية للفلسطينيين في الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب يونيو 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، هي الحل الاستراتيجي الأمثل للقضية".

بدورها، سألت صحيفة "الوطن" القطرية: "متى سيتحرك المجتمع الدولي لإجبار الآلة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة لوقف عدوانها المتواصل الذي يحصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة؟"، مشيرةً إلى أنّ "ما يمرّ به قطاع غزّة من قتل وتخريب في هذه الأيام لم يشهده العالم من قبل سوى في الحرب العالمية الثانية، وما يزال الاعتداء مستمرًا والمعاناة تتزايد والهدم والتخريب الاسرائيلي لا يتوقف".

كذلك حذرت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية من أنّ "غياب أفق الحل السياسي لن يخدم أي طرف، ولن يؤدي إلا إلى تجدد دوامة العنف، خاصة في ظل التقاعس عن توصيف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني، والإغفال المتعمّد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وذات السيادة والمتواصلة الأراضي والقابلة للحياة على خطوط ما قبل الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

أما صحيفة "الأهرام" المصرية، فنبّهت إلى أنّ "مصر لا تقبل التهديدات، ولن تسمح بتوريطها في الصراعات، لكنها مستعدة وجاهزة للدفاع عن أمنها القومي، ولن تكون سيناء هي مفتاح الحل أو الوطن البديل، لأن الشعب الفلسطيني متمسك بأراضيه، ولن يتخلى عنها رغم حملة الإبادة الصهيونية المدعومة أمريكيًا وغربياً، وستواجه مصر كل الضغوط عليها، وستنجح في معركتها السياسية والدبلوماسية، وسيظل العدو، هو نفسه عدوّنا الرئيسي رغم معاهدة السلام".

ومن ناحيتها، لفتت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أننا "نقرأ هذه الأيام واحدة من أكثر صفحات التاريخ سوادًا، يكتب الغرب فيها نهاية شعاراته التي أسقطها في حفرة المعايير المزدوجة، ونقرأ واحدة من أكثر صفحات الصمود والفداء بياضًا"، موضحةً أنّ "شعب فلسطين المُحاصر المذبوح الموضوع تحت سيف الإبادة الجماعية والمحرقة الإسرائيلية يُقاوم باللحم الحيّ، كاشفًا عار الجميع من مُتواطئين وعاجزين وخائفين ومُتردّدين ومُراقبين ومُنتظرين".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن