واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، تسليط الضوء على آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة، في ظل إعلان جيش الاحتلال بدء عملياته البرية في القطاع واستمرار آلته العسكرية بإرتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، وجديدها بالأمس إبادة حيّ كامل وسط مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين وتحويله إلى مقبرة جماعية للجثث فوق الأرض وتحت الأنقاض، وسط تواطؤ غربي تام وتخاذل أممي مشين دفع مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة كريغ مخيبر إلى إعلان استقالته من منصبه احتجاجًا على عدم تحمّل المنظمة لمسؤولياتها، قائلًا في رسالة الاستقالة: "نشهد مرة أخرى إبادة جماعية تتكشف أمام أعيننا ويبدو أنّ المنظمة التي نخدمها عاجزة عن وقفها، فما يحدث في غزّة حالة إبادة جماعية وهيئات رئيسية في الأمم المتحدة استسلمت للولايات المتحدة واللوبي الإسرائيلي (...) والمشروع الاستعماري الأوروبي دخل المرحلة النهائية لتدمير بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية".
بالتزامن، وبينما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات "التصعيد الخطر" في غزة وخارجها، ودعا المفوض الأممي لشؤون اللاجئين مجلس الأمن الدولي المنقسم إلى الاتحاد ودعم وقف لإطلاق النار من أجل إنهاء "دوامة الموت" في الشرق الأوسط، تستعد جامعة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة في الرياض في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحيث أوضح المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أنها "دورة غير عادية تستهدف مناقشة الوضع في غزّة في سياق القضية الفلسطينية بشكل شامل".
بدورها، أكدت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "لا يمكن إطلاقًا قبول ما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين بغطاء أمريكي أوروبي، ولا يمكن اعتبار عمليات "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي مبررًا لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة"، معتبرةً أنه "يجب علينا جميعًا خاصة الأطراف العربية أن نتكاتف من أجل الوطن، ونمنع كل المخططات التى تهدف إلى موت القضية الفلسطينية، لأنّ القصة لا تتوقف فقط عند ضياع غزّة، وتهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية، ولكن تكمن فى تصفية كل الوطن، إذا لم ننتبه".
في هذا السياق، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنه بات من الضروري تضافر جهود الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى حل لوقف إطلاق النار وفتح معبر رفح بشكل دائم لدخول المساعدات الانسانية، في ظل شكاوى وكالة الأونروا من نقص مخزونها من المواد الاغاثية اللازمة لمواجهة الاحتياجات النسانية المتزايدة.
على صعيد متصل، برز ما نقلته صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، من أنّ "قائد اللواء إسماعيل قآني يتنقل بين طهران وسورية ولبنان للإشراف على مسار المعارك مع إسرائيل، وذلك مع استمرار الهجمات ضد مواقع أميركية عسكرية في سوريا والعراق". وذكر المصدر أنه "تم تشكيل غرفة عمليات كبرى في دمشق للتنسيق" في هذا المجال، مضيفًا أنّ "طهران باتت متأكدة من أن أقمارًا صناعية أميركية ومسيّرات أميركية تشارك في عمليات رصد واستهداف "حزب الله" في جنوب لبنان والفصائل الموالية لطهران في جنوب سورية".
بينما اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "كيل الاتهامات للدول العربية دون دليل بأنها تتآمر على "حماس" من قبل بعض قيادات الحركة، في اجترار للغة خشبية لطالما أضرت بالقضية الفلسطينية على امتداد عقود خلت، هو تعبير عن مراهقة سياسية قد تكون هي السبيل للهروب إلى الأمام وتجاوز الأسئلة التي سوف يطرحها الشعب الفلسطيني عندما ينجلي غبار الحرب".
من جانبها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الأردن هو الأقرب لفلسطين، وسيبقى سندًا وعونًا لأهلنا في غزة، ولن ندَّخر جهدًا في مواصلة الخطوات التي من شأنها جلاء الحقائق أمام المجتمع الدولي، ووقف العدوان الغاشم، مؤكدين على الدوام رفضنا بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الأشقاء، مثلما يجب أن نكون اليوم في يقظة لما يُحاك من مؤامرات، تستهدف الأردن وفلسطين".
(رصد "عروبة 22")