صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تفرض معادلة "هدنة مقابل أسرى"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وسط تفاقم الأوضاع المأساوية على أرض القطاع تحت وطأة تصاعد حدّة الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، بينما تتجه الأنظار، يومي السبت والأحد المقبلين، ناحية العاصمة السعودية، حيث تتواتر الأنباء عن مخرجات منتظَرة وراء اجتماع الدول العربية والدول الإسلامية، إذ أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، العمل على "إحباط العرب لأي مشاريع إسرائيلية للتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "الجامعة العربية سوف تنشئ آلية لرصد جرائم الإبادة الإسرائيلية ومتابعتها قانونيًا".

بالتزامن، وعلى وقع تشديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أنّ عدد المدنيين الذين قُتلوا في قطاع غزّة يُظهر بشكل واضح أنّ هناك "خطأ ما" في العمليات العسكرية الإسرائيلية، يتسارع الحديث عن اتصالات مكثّفة لإبرام أوّل "هدنة إنسانية" في الحرب على غزّة، بعدما فرضت إسرائيل معادلة "هدنة مقابل أسرى"، بحيث تقود قطر جهود وساطة لإطلاق سراح ما بين 10 إلى 15 رهينة تحتجزهم "حماس"، مقابل "وقف إطلاق نار ليوم أو يومين".

وفي هذا الإطار، كشف مصدر مطّلع عن أنّ الأيام الثلاثة الماضية "شهدت طرح تصوّرات بشأن مستقبل إدارة قطاع غزّة في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن تلك الأفكار تحدّث بشأنها "أكثر من مسؤول غربي". وأوضح المصدر لـ"الشرق الأوسط" أنّ التركيز الآن "ينصب على إدخال المساعدات وتحقيق هدنة إنسانية"، وأن هناك "أفكارًا لما بعد الحرب تستحق الدراسة، لكن هناك أولويات إنسانية ضرورية حاليًا".

أما صحيفة "الشروق" المصرية، فلفتت إلى أنّ "الملايين من البشر الذين ملأوا شوارع الكرة الأرضية دعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني واستنكارًا لمذبحة غزّة الهمجية ينتظرون من مؤتمري القمة العربي والإسلامي أكثر من بيانات الاستنكار والمطالبة بإحلال السلام، الذي على أي حال يرفضه الكيان الصهيوني بنبرات عنصرية نازية لم يعرف مثلها العالم حتى في أحلك عصوره، وإنما بخطوات أفعال سياسية وأمنية واقتصادية توقف الكيان الصهيوني عند حدّه وتعزله عزلًا تامًا عن محيطه العربي والإسلامي".

بينما رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "ما يجري اليوم في غزة من صور مأساوية وجرائم غير مسبوقة هزّت الضمير الإنساني الحي، ستبقى وصمة عار في جبين العالم، خصوصًا في ظلّ التقاعس الدولي والاستجابة البطيئة التي كشفت القناع عن ازدواجية معايير مقيتة وعن مؤسسات دولية عاجزة لا تعكس الإرادة الحقيقية للشعوب وللعالم الحر".

كما شددت صحيفة "الوطن" البحرينية على أنّ "حق الشعب الفلسطيني ضائع بسبب القرار الأميركي الداعم لإسرائيل، ولا يمكن أخذه طالما لا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وهو سيظل معطلًا طالما العالم يغمض عينيه عن الإرهاب ويفسّره ويترجمه بحسب ما يخدم مصالحه وعلاقاته، فإن كان صادرًا عن العرب فإنه إرهاب، وإن كان صادرًا من الغرب وإسرائيل فإنه دفاع عن النفس".

بدورها، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "قادة إسرائيل لم ينسوا يومًا حلمهم بإقامة إسرائيل الكبرى، إلا أنّ المعضلة الأساسية والعقبة التي تحول دون تحقيقهم لحلمهم تكمن في المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لا حل أمامهم سوى القضاء عليها بغاية القسوة والعنف، وهو ما ينعكس بوضوح في سعيهم لاستهداف النساء والأطفال تحديدًا للتخلّص مبكرًا من الأجيال الحالية بل والمستقبلية أيضًا".

في حين دعت صحيفة "الراي" الكويتية "دول مجلس التعاون جميعها دون استثناء إلى الاصطفاف مع مواقف السعودية والعمل بكل جهد لإيقاف هذه الحرب الظالمة على شعبنا في غزة؛ ومحاولة إبعاد "حماس" عن السياسة الإيرانية التي كشفت أحداث هذه الحرب حقيقة أهداف طهران البعيدة عن الشعارات".

بينما انتقدت صحيفة "الدستور" الأردنية من وصفتهم بـ"فرسان الشاشات والفضائيات وحزبيي الكنبة والمزاودات"، مشددةً على وجوب أن "لا يبيعوا شعبنا مبالغات ووهمًا واستثمارًا انتخابيًا انتهازيًا رخيصًا، كما يفعل الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يبيع مصالح وسمعة وعلاقات بلاده من أجل نجاحه وحزبه في الإنتخابات القادمة 2024".

أما صحيفة "الأيام 24" المغربية فلاحظت أنّ "المغرب، على ما يبدو، دخل مرحلة المشي على قشور البيض في علاقاته بإسرائيل"، موضحةً أنّ "الحرب التي تشنّها إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة مسقطةً آلاف الشهداء ودمارًا لم يفرّق بين حجر أو بشر، بالإضافة إلى التحوّلات الدولية المصاحبة للحرب، قلبت معطيات "التطبيع" رأسًا على عقب".

في حين اعتبرت صحيفة "الوطن" السورية أن الهدف من "الهدن الإنسانية" واضح وجلي، وهو "تغطية شراكة الولايات المتحدة في حفلة القتل الجماعي، والإبادة التي تتم للفلسطينيين في غزة، والضفة الغربية، وفي كل أنحاء فلسطين التاريخية، إذ كيف يمكن فهم هذه "الإنسانية" التي تدخل بعض الدعم الإنساني بالقطّارة لأهالي غزة، وفي الوقت نفسه تُقر موازنة قدرها 342 مليون دولار لإسرائيل لشراء قنابل أميركية الصنع كي تقتل الفلسطينيين الذين نطالب لهم بهدنة إنسانية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن