صحافة

"المشهد اليوم"... بايدن يفتح للغزّاويين "ممرّين للفرار"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث تستمرّ آلة الإجرام العسكرية في استهداف المراكز الطبية والمستشفيات، وكان آخرها أمس مجمّع الشفاء الطبي ومستشفى الرنتيسي للأطفال، بالتزامن مع تصعيد الاحتلال وتيرة القتل والاعتقال والتهجير في الضفة الغربية، بينما بدا الرئيس الأميركي جو بايدن مزهوًا بالتوصل إلى تطبيق "هدنة لمدة 4 ساعات يوميًا" في شمال قطاع غزّة، موضحًا أنه سيتم خلالها إنشاء "ممرّين إنسانيين يسمحان للسكان بالفرار من مناطق الأعمال العسكرية".

وفي المقابل، تتجه الأنظار إلى ما سيصدر عن قمة الرياض العربية الطارئة غدًا من قرارات حيال العدوان المستمر على غزة، إذ أفادت المعلومات أنّ وزراء الخارجية العرب اتفقوا أمس على "أهمية أن تتخذ قمة التضامن مع فلسطين غير العادية، قرارات تؤدي إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية ووضع حد للمأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة".

أما على ضفة الائتلاف الإسرائيلي - الغربي ضد العرب والفلسطينيين، فأكد رئيس حكومة الاحتلال بينيامين نتنياهو أنّ الأهداف التي وضعها للحرب على غزة هي "بلا جدول زمني" وأنّ تحقيقها قد يستغرق "وقتًا طويلًا"، وهو ما أكد عليه وزير دفاعه يوآف غالانت بالقول إنّ الهدن في غزة "لن تكبح هجومنا والحرب ستستمر حتى الإطاحة بحماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين"، بينما سعى وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى تبرير الموقف الأوروبي الداعم للموقف الأميركي في استمرار الحرب على قطاع غزّة رغم صدور موقف أممي بوجوب وقف هذه الحرب، بما وصفها "الخشية على حياة الإسرائيليين المهدّدة من قبل حماس"، مشددًا على وجوب إنشاء "سلطة فلسطينية تطمئن إسرائيل بجانب تطمينها للشعب الفلسطيني".

وفي هذا الإطار، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "الحرب الحالية على غزة، رغم نتائجها الكارثية الإنسانية المهولة، قد فرضت وقائع جديدة لا يمكن للعالم أن يتجاهلها، وهي أن لا سلام في المنطقة من دون الحقوق الفلسطينية، وأنّ المجتمع الدولي، وخصوصاً في الغرب، عليه أن يعيد النظر في كل سلوكه السياسي، ويتخلّى عن دعمه الأعمى لإسرائيل والقبول بالتسوية السياسية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية".

بينما اعتبرت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ الدول العربية تستطيع أن تلعب دورًا أكبر كثيرًا مما تقوم به رغم التحديات، حيث أنّ كلًا من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وهما "قطبا" القضية الفلسطينية، مرتبطان بمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني، كما أنّ لهما مصالح معها ومع الكثير من الدول الغربية وهي علاقات دولية متشابكة لا تخلو من التحديات أهمها الجانب الاقتصادي، وهناك بعض الدول العربية الأخرى غير المحيطة بالكيان الصهيوني وقد مارست التطبيع معه، إلا أنّ التطبيع لن يخلق سلامًا إقليميًا حقيقيًا لأنّ اسرائيل لا تريد أي سلام مع فلسطين".

أما صحيفة "الوطن" القطرية فأشارت إلى أنّ الدوحة تساهم في "الجهود الدبلوماسية الجارية والمكثّفة من أجل إيجاد مخرج يحقن دماء الفلسطينيين، ويضمن حلًا سياسيًا مستدامًا وفقا للمرجعيات المعروفة، لأنّ الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام في المنطقة هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، وفقًا لمبادرة "حل الدولتين"، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

في حين لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه "قبل أن يناقش المبعوثون مستقبل غزّة بعد الحرب، عليهم أولًا إغاثة سكانها المعرّضين للموت قتلًا أو جوعًا أو مرضًا، ومن شأن وقف إطلاق النار وإغاثة سكّان غزّة أن يجنّب المنطقة احتمالات اتساع نطاق الحرب، الذي من شأنه إلحاق دمار واسع في المنطقة، لن ينجو منه أي من أطراف الصراع".

في المقابل، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلاً عن مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أنّ "المرشد استضاف، مساء أمس الأول، اجتماعًا سريًا لقادة الفصائل الموالية لطهران في لبنان والعراق وسورية وفلسطين واليمن، بحيث شدد خامنئي على ضرورة توحيد الصف، ودافع عن استراتيجية تجنّب الدخول في حرب شاملة، التي اعتمدتها طهران و"حزب الله" اللبناني بشكل واضح في التعامل مع حرب غزة".

وفي وقت يستمر صدى وثيقة إسرائيلية استخباراتية مسرّبة، تضع المغرب ضمن الوجهات المحتملة لترحيل ساكنة غزة، وضع سفير فلسطين بالمملكة المغربية عمر الشوبكي، في حديث لصحيفة "هسبريس" المغربية "نفي خارجية تل أبيب رغبتها في تهجير ساكنة غزة نحو المغرب ودول أخرى ضمن إستراتيجيات إسرائيل المعروفة في هذا الموضوع"، موضحاً أنّ هذه "الخطة قديمة وجديدة، إذ تهدف إلى تهجير ساكنة غزة نحو سيناء المصرية، غير أنها وجدت معارضة شديدة وقوية من قبل الفلسطينيين، لأنهم يرفضون مغادرة وطنهم، وأيضًا من السلطات المصرية نفسها".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن