صحافة

"المشهد اليوم"... مخطط "ترانسفير" جديد بوجهة غربيّة

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي المستمرّ على قطاع غزّة والاستهداف الإجرامي الممنهج لمستشفيات القطاع، بغطاء أميركي تام لكل ممارسات الاحتلال العسكرية والتهجيرية التي لا تستثني المرضى والأطفال والرضّع، بينما تتصاعد حدة التوتر والغليان على جبهة جنوب لبنان، ما دفع رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفل" أرولدو لاثارو إلى الإعراب صراحةً عن القلق من احتمال ارتفاع مستوى التصعيد على هذه الجبهة.

وإذ بلغ تحامل تل أبيب على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ردًا على مواقفه المنددة باستهداف المدنيين في غزّة، درجة التلميح إلى ضرورة إقالته من منصبه على اعتبار أنه "لا يستحق أن يكون على رأس الأمم المتحدة" بحسب تعبير وزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين، تتكشف يومًا بعد آخر أهداف العدوان الحقيقية على القطاع، لناحية العمل على تنفيذ مخطط "ترانسفير" جديد بوجهة غربيّة بعد إحباط وجهته العربيّة من خلال رفض مصر مشروع توطين فلسطينيي غزّة في سيناء، وهو ما أكد عليه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، بإعلان تأييده دعوة اثنين من أعضاء الكنيست الأسرائيلي اللذين كتبا في افتتاحية لصحيفة "وول ستريت جورنال" بوجوب أن تقبل الدول الغربية توطين عائلات من غزّة لديها.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "الدوافع الحقيقية للعدوان على غزّة على النحو غير المسبوق الذي رأيناه حتى الآن تتكشف شيئا فشيئا، فبعد تصريحات وزير التراث ‎الإسرائيلي عميحاي إلياهو التي طالب فيها بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزّة، دعا وزيرا الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واستيعابهم في دول العالم على اعتبار أنه "الحل الصحيح" للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".

بينما شددت صحيفة "الرياض" السعودية على أنّ "ما تقوم به إسرائيل بذريعة حماية أمنها ما هو إلا تكريس لمبادئها وأجندتها منذ إعلان دولتها، فالمجازر التي تمّت منذ قيام إسرائيل كثير منها لم يكن ردة فعل على عمل عسكري فلسطيني، بل كانت أعمالًا إرهابية بامتياز، أريد منها تخويف الفلسطينيين وإرغامهم على ترك أراضيهم عنوةً دون رقيب أو حسيب، وتحت أنظار المجتمع الدولي الذي يكرّر ما حدث في الماضي بصمته وتغافله عما حصل في فلسطين".

أما صحيفة "الدستور" الأردنية فلفتت إلى أنّ "التلويح بإدارة أو احتلال أو استيطان أو استعمار قطاع غزة مجددًا، هو إنكار للدروس المريرة التي تلقاها كيان الاحتلال الإسرائيلي في هذه البقعة الضيّقة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا"، مؤكدةً أنّ "ما بعد غزة هو غزة، وما بعد حماس هو حماس، وما بعد الطوفان، جلاء الاحتلال أو أن تتلقى اسرائيل طوفانًا أعتى عصفًا وأشد ضراوةً وأعمق إيلامًا".

من جانبها، رأت صحيفة "الشروق" المصرية، في مقال للكاتب عماد الدين حسين، أنّ "العصابة الحاكمة في إسرائيل شديدة التطرف وبدأت نواياها السافرة تتكشّف الآن، وبالتالى علينا ألا نستبعد أي سيناريوهات، بما فيها إقدام إسرائيل على إجبار سكان غزّة على الرحيل لسيناء، أو حتى إعلانها إسقاط اتفاق السلام الموقع مع مصر عام 1979".

في حين أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "حركة "حماس" ليست قريبة من الانهيار، كما يروّج قادة العدو هذه الأيام لرفع المعنويات المنهارة لجنودهم وشعبهم، ومغاويرُها لا يفرّون يوم الزحف أمام هذا العدو الذي يرتكب أبشع الجرائم بحقّ أطفالهم ونسائهم وآبائهم"، معتبرة أنه "ما دام جنود العدوِ قد جاؤوا بأنفسهم إلى غزّة هذه المرة ولم يكتفوا بالقصف الجوي كما كان يحدث في الحروب السابقة، فهي فرصة كبيرة للمقاومة للانتقام منهم وإلحاق هزيمة مدوّية بالعدو تكسر عجرفته وغروره".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن "حالة سقوط وزيرة داخلية بريطانيا سويلا بريفرمان، تمثّل نموذجًا لسقوط الكراهية والعنصرية، عندما تتجلى بالفعل والممارسة، لذلك جاءت إقالتها من منصبها، نتيجة طبيعية لسلوك سياسي غير سوي يحمل مقدارًا كبيرًا من الكراهية والحقد تجاه الآخر المختلف سياسيًا ودينيًا ولغويًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن