واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة العحز الدولي والأممي أمام تطورات الحرب الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة، تدميرًا وتقتيلًا وتهجيرًا وتنكيلًا بالقوانين والمواثيق الدولية والمعايير والقيم الإنسانية، بتشجيع أميركي وقح ساهم، إثر تنبي إدارة الرئيس جو بايدن لرواية تل أبيب المزيّفة حول مبرّرات قصف واقتحام مستشفى الشفاء، بقصف واقتحام مستشفيات أخرى ليس فقط في القطاع، إنما أيضًا في الضفّة الغربية حيث اقتحم جيش الاحتلال خلال الساعات الأخيرة مستشفى "ابن سينا" في مدينة جنين بالضفة.
وإذ حذر خبراء الأمم المتحدة من تصاعد حرب "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين، في حال لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يواصل الاحتلال مخطّط التهجير و"التطهير العرقي" في غزة، فأمر جيشه المدنيين بمغادرة أربع بلدات في الجزء الجنوبي من القطاع بعدما نزح نحو نصف سكانه من الشمال، ما يعني علميًا الاستمرار في "حشر" ودفع عشرات آلاف النازحين باتجاه مصر إثر تضييق الخناق عليهم جنوبًا. وبالتوازي أشار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إلى أنّ هناك محاولة متعمّدة "لخنق" عمل الوكالة الانساني في غزة، محذرًا من أنها قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل بسبب نقص الوقود في القطاع.
في المقابل، لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "استمرار العدوان الإسرائيلي الإجرامي على المدنيين الفلسطينيين وجميع الأعيان المدنية في قطاع غزة، بما في ذلك الهجمات على المستشفيات والمدارس ومراكز ايواء النازحين، ومركبات الإسعاف والدفاع المدني، وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها والمساجد والكنائس ومحطات الوقود الخاوية وغيرها من مرافق الحياة المدنية، يكشف ما تنتجه سياسة الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال الذي لم يوفر أي جريمة حرب دون أن يرتكبها بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاستعمار والفصل العنصري".
في حين أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن "العالم لن يقف مكتوف الأيدي أمام الجنون الإسرائيلي السافر طويلاً، والآن يعيش العالم بأكمله حالة من الترقب والرهبة من اتساع الصراع، فإسرائيل تسير بالعالم نحو مستقبل مظلم وقد تقوده لحرب عالمية ثالثة".
كما شدّدت صحيفة "الأهرام" المصرية على أنّ "تبني البيت الأبيض والبنتاغون رواية إسرائيل الكاذبة بوجود مسلحين وأنفاق داخل مستشفى الشفاء، يعني موافقة صريحة، ومؤكدة، وداعمة من أميركا لاقتحام الجيش النازي الإسرائيلي ذلك المستشفى بعد حصاره أكثر من ٥ أيام كاملة، ليبقى السؤال: ماذا عن الجريمة التالية للنازيين الجدد في إسرائيل؟.. والأهم متى يستيقظ جو بايدن من سُباته العميق ليرى حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الحديث التي ساندها، وأيدها، ولا يزال يقوم بدور الداعم الرئيسي لها؟".
بينما رأت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "ما جرى في السنوات الماضية ويجري حاليًا من مآسٍ في غزة وغيرها من أراضي دولة فلسطين، تتحمل وزره إسرائيل التي ترفض الحل السلمي والتعايش بأمان بين دول الشرق الأوسط، وفك الحصار المفروض على الفلسطينيين وإنهاء ظلمهم، وبناء دولنا والمحافظة على شبابنا جميعًا، فهُم عدّة الحاضر والمستقبل، لا وقود لنار الحروب".
أما صحيفة "الإتحاد" الإماراتية، فأوضحت أن "الإمارات عملت بشكل وثيق في مجلس الأمن للتوصل إلى القرار الذي منح الأولوية لحماية الأطفال، مع تأكيد ضرورة تحمّل المجلس الأممي مسؤولياته تجاه تنفيذه، لكون القرار يشكل خطوة يمكن البناء عليها للتوصل إلى وقف دائم لاطلاق النار، كما يمهّد الطريق للعمل بشراكة مع المجتمع الدولي لإحياء حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
(رصد "عروبة 22")