واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسط تزايد احتمالات الوصول إلى هدنة إنسانية، تتضمن تبادلًا للأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، التي أكد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، فجر اليوم، أنّ الحركة "تقترب من التوصّل لاتّفاق" على هدنة، بينما أفادت هيئة البث الإسرائيلية من جهتها بأنّ "الحكومة المصغّرة أعطت الضوء الأخضر للجهات المختصة لإتمام صفقة لتبادل الأسرى مع حماس".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فارتفع منسوب التوتر والتراشق العسكري خلال الساعات الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيل، حيث وصل آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، لاجراء محادثات مع المسؤولين في تل أبيب حول سبل منع الحرب بين إسرائيل ولبنان، لا سيما في ظلّ توجّس الإدارة الأميركية من أنّ القيادة الإسرائيلية تحاول خلق ذريعة لاندلاع حرب أوسع مع الجبهة اللبنانية، من شأنها أن تجرّ الولايات المتحدة ودولًا أخرى إلى توسيع رقعة الصراع الإقليمي.
وعلى صعيد متصل، أكد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ مخاطر توسّع الصراع في غزّة ما زالت شديدة للغاية، لكنه تجنب وصف ما يجري في القطاع بـ"جرائم حرب"، مكتفيًا بإعلان "ثلاث لاءات" تتعلق بمستقبل قطاع غزّة: لا لأي تهجير قسري للشعب الفلسطيني، ولا تقليص لأراضي القطاع أو إعادة احتلال دائم من قِبل إسرائيل وعدم مواصلة "حماس" إدارة القطاع، ولا لفصل قضية غزة عن بقية القضية الفلسطينية".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "ما يرجّح أن تكسر الحرب الراهنة القواعد التي حكمت الحروب السابقة، أنها جميعها أصبحت معروفة لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لكن الأهم أنّ الطرف الفلسطيني أصبح فاقد الثقة بأي وعود بعملية سلام بعد الحرب"، مشددةً على أنه "آن لإسرائيل بدلًا من أن تنشغل بتغيير الوعي الفلسطيني بالحرب، أن تعمل على تصحيح وعيها حول قيمة السلام".
بينما لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "أيام ملحمة غزة علّمتنا مفردات جديدة يتداولها العالم، وعلى رأسها "المسافة صفر"، والفارق ما بين المسافة صفر، والرمي العشوائي من مسافات بعيدة، فتصيب الأطفال والمستشفيات والمساجد والمدارس وحتى الأصدقاء، هو الذي سيحسم حربًا، بدأت بـ"طوفان الأقصى" وستنتهي بنسمات الأقصى".
في حين رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "فشل المجتمع الدولي ومؤسساته، لا سيما مجلس الأمن، في وقف هذا العدوان الوحشي، والصمت الدولي عما يحدث من كوارث بحق المدنيين وسقوط آلاف القتلى والجرحى بما في ذلك جرائم الإبادة، والنزوح الجماعي لمئات الآلاف، والاستهداف المتعمّد للمنشآت المدنية والإغاثية والإنسانية، دون أيّ تحرّك جاد للجم ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته للقانون الدولي، سيظل وصمة عار على جبين الإنسانية".
بدورها، أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنه "منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، والقيادة السعودية لا تكل أو تمل، باذلة جهوداً حثيثة ومتواصلة، تهدف إلى العمل على وقف هذه الحرب لحماية المدنيين الفلسطينيين وفي الوقت نفسه تسيير مساعدات إغاثية عاجلة إلى سكان القطاع جوًا وبحرًا، وبالتوازي مع ذلك، تلعب الدبلوماسية السعودية دورًا في إقناع دول العالم بأنه جاء الوقت لحل القضية الفلسطينية، بإقامة دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فأوضحت أنه "لا يمكن لأحد المزايدة على موقف الأردن الراسخ وجهوده المستمرة في الدفاع عن أهلنا في غزة، ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ونابعة من إيمان مطلق بأن ما يربطنا بفلسطين هو تاريخ ومستقبل مشترك".
(رصد "عروبة 22")