صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تصعّد في غزّة ولبنان وترجئ "الهدنة" إلى الغد

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع تصعيد إسرائيلي يسبق سريان اتفاق "الهدنة الإنسانية" الذي تم التوصل إليه، إذ وبالتوازي مع انشغال الوسطاء في وضع "الخطة التنفيذية" للاتفاق، أكدت السلطات الإسرائيلية أنه لن يكون هناك توقف للقتال أو إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزّة قبل يوم غد الجمعة، وهو ما ترجمته عمليًا باستكمال عمليات القصف على القطاع والتي أسفرت في الساعات الأخيرة عن مقتل وإصابة العشرات في غارات مكثّفة على جنوب ووسط غزّة.

وفي حين وصفت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل قطاع غزّة بأنه بات "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال"، برز على جبهة الجنوب اللبنانية تصاعد حدة الاستهدافات الإسرائيلية بالتزامن مع الإعلان عن التوصل إلى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى مع "حماس"، وقد أعلن "حزب الله" مقتل عدد من عناصره في غارة إسرائيلية، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد.

أما على مستوى عمل "اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية"، فتستكمل جولتها على الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي للدفع باتجاه "وقف النار" في قطاع غزّة، ووصلت مساء الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية باريس، رابع محطاتها بعد بكين وموسكو ولندن، قبل التوجّه إلى واشنطن.

وفي هذا السياق، تطرّقت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى تحرّك وزراء خارجية مصر، والسعودية، والأردن، وإندونيسيا، وقطر، وتركيا، ونيجيريا، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بهدف وقف الحرب على قطاع غزّة، موضحةً أنّ "المشكلة الحقيقية في مهمة الوفد ليست في بكين أو موسكو، إنما عندما ينتقل إلى العواصم الغربية، في واشنطن ولندن وباريس وبرلين، إذ سيواجه هناك مواقف متعارضة تمامًا عن أجندة الوفد".

في حين نوّهت صحيفة "الوطن" القطرية بنجاح جهود الوساطة المشتركة بين قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية، التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في غزّة تستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد، كما ركّزت صحيفة "الأهرام" المصرية على "الجهود المضنية التي بذلتها مصر، خاصة في الساعات الأخيرة، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة"، مشددةً على أنّ "مصر هي أكثر من دافع عن الفلسطينيين منذ عشرات السنين".

أما صحيفة "عكاظ" السعودية فرأت أنّ قبول "حماس" بهذه الهدنة أو الصفقة الضئيلة بعد كل ما حدث في غزّة، يوضّح أنّ ما قامت به "مغامرة كبيرة غير محسوبة النتائج"، معتبرةً أنه من "غير المنطقي أن تعرّض مليوني شخص لأسوأ كارثة دون ضمان تحقيق هدف إستراتيجي يساوي ثمنها"، وتساءلت في المقابل: "هل حماس مع مسار ومساعي ومطالب مجموعة قمّة الرياض، أم ستستمر في مسار خاص بها يفسد محاولات تحقيق الحلول المستديمة ويعرض أهل غزّة لمزيد من المآسي".

وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "الدستور" الأردنية عن امتلاك الأردن "معلومات مؤكّدة عن النوايا الإسرائيلية التي تريد استغلال أجواء حرب الإبادة لفرضها على الجميع"، مشددةً على أنه "لذلك لن يعود الأردن للخطاب القابل لأكثر من تفسير، وسيستمر في اللهجة الحاسمة".

بينما رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لخّص الوضع الذي وجد نفسه فيه بعد أسابيع من العدوان، بأن اتفاق الأسرى والهدنة "قرارٌ صعب لكنه صائب"، معتبرةً أنه "في الحقيقة تعبير عن تجرُّعه للخطوة التي أُجبِر عليها، وتبيَّن أن الصفقة كانت سُلّمًا قدّمه له الأمريكيون للنزول عن شجرة الأهداف التي أطلقها والوعود التي قدّمها للشارع، بعد أن اصطدم بواقع آخر عنوانه استبسال المقاومة وجاهزيتها وحاضنة شعبية صمدت أمام إحدى أكبر مذابح القرن الحالي".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن