صحافة

"المشهد اليوم"... هدنة غزّة تتمدّد والعين على مجلس الأمن غدًا

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مجريات اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، غداة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لتمديدها يومين إضافيين. وكشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أنّ تمديد الهدنة سيسمح بإطلاق سراح ما لا يقل عن 20 من الرهائن الإسرائيليين، بمعدل 10 في كل يوم، على أن تطلق إسرائيل من جانبها سراح 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة إضافية، فضلًا عن السماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة.

وإذ تتجه الأنظار مجددًا إلى مجلس الأمن الدولي حيث أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الوزير وانغ يي سيتوجه إلى نيويورك غدًا، لرئاسة جلسة لمجلس الأمن بشأن الحرب في غزّة، استنكر ممثل السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تخصيص الحكومة الإسرائيلية أموالًا لبناء مستوطنات جديدة، بينما لا تزال الحرب قائمة في غزّة، مشددًا على أنّ هذا الأمر "لا علاقة له بالدفاع عن النفس"، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن "الفزع" جرّاء مقتل 3 شبان فلسطينيين يضعون الكوفية على أكتافهم بإطلاق الرصاص عليهم في الولايات المتحدة، مشددًا من ناحية أخرى على أنّ "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن على الأمد الطويل للفلسطينيين والإسرائيليين".

في هذا السياق، أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "قطر تأمل من خلال التمديد لاتفاق الهدنة، بالتحرك نحو إيقاف الحرب في قطاع غزة وحقن دماء المدنيين، والانتقال إلى العمل على إيجاد حل سياسي من شأنه تحقيق سلام مستدام في المنطقة ووقف دوامة العنف"، مجددةً التأكيد على أنّ "السبيل الوحيد لذلك هو الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا للمبادرة العربية وحل الدولتين، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية".

كذلك رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "حرب غزة والهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها نتيجة للجهود المصرية الدؤوبة، يمكن أن تشكّل فرصة يجب اغتنامها للتوجه نحو حل جذري لهذا الصراع وإزالة أسبابه، والعمل ليس فقط على وقف شامل لإطلاق النار أو تثبيت الهدنة، وإنما أيضًا البدء فورًا في المسار السياسى وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم عبر تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

غير أنّ صحيفة "الوطن" البحرينية نبهت في المقابل إلى أنّ "النظام الإيراني سيعمل ما بوسعه لاستمرار هذه الحرب أطول مدة ممكنة، والحرص على استبعاد أي حلول للقضية الفلسطينية، من أجل استمرار المتاجرة فيها، بدليل أن القمة الأخيرة للدول العربية والإسلامية في الرياض طالبت جميع الدول بحل الدولتين حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تشكيل دولته، إلا النظام الإيراني الذي عارض ذلك"، لافتةً إلى أنّ "هذا النظام سيحرص على إبقاء المنطقة في صراع وأزمات وحروب".

أما صحيفة "الرياض" السعودية فحذرت من أنّ "الأحداث الأخيرة في غزة وكل ما صاحبها من ضخ بصري لمشاهد مؤلمة سوف تسهّل عملية التجنيد التي يسعى إليها "داعش"، وللأسف سيسهل احتضان المأزومين ذوي الشخصيات الهشة من قبل التنظيم وتنفيذ الأجندات التي يسعى إليها".

بدورها، رأت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "حرب غزة سيكون لها بلا جدال تأثير كبير على الصراع العربي الإسرائيلي، وفي الأغلب تأثير إيجابي يضطلع في حل الصراع وخاصة القضية الفلسطينية بين أربعة أطراف رئيسية وهي، القوة الغربية وخاصة الولايات المتحدة، إسرائيل، الدول العربية المنخرطة في صراع مع إسرائيل بما في ذلك حركات المقاومة، وأخيرًا الدول الإقليمية الرئيسية والوسيطة خاصة مصر والسعودية وإيران والكويت".

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الأردن يبرهن دومًا في الأزمات وعند الملمات وفي أصعب الظروف أنه بلد قوي متماسك، حيث كان الأردنيون في جبهة واحدة مع مختلف أجهزة الدولة في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين والسعي لوقف الحرب وجلاء الحقائق أمام الرأي العام الدولي وإحباط محاولات الاحتلال بتهجير الأشقاء وفصل القطاع عن الضفة".

وفي المقابل، انتقدت صحيفة "الخليج" الإماراتية "التصريحات العنصرية التي أدلى بها زعيم "حزب الحرية" اليميني المتطرف غيرت فيلدرز، الذي فاز حزبه مؤخرًا بالانتخابات التشريعية الهولندية، والتي دعا فيها إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأردن"، مشددةً على أنّ "العالم مدعو لمواجهة مثل هذه الأفكار العنصرية، التي تهدم كل ما تسعى إليه البشرية من تسامح وعدالة، والتخلص من كل أشكال التطرف والعنف التي تهدد أمن العالم أجمع".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن