واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث ركز الجيش الإسرائيلي قصفه أمس على مناطق الجنوب، ونشر خريطة "تُفتّت" القطاع وتقسّمه إلى بلوكات ووحدات سكنية مجزّأة، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أنّ عدد الشهداء ارتفع، منذ صباح الجمعة، إلى 240، والجرحى إلى نحو 650.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أعلن، السبت، أنّ الحرب لا تهدف إلى السيطرة على القطاع بشكل دائم، وإنما تقويض قدرات حركة "حماس" وإنهاء سيطرتها على غزّة، وأوضح مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارك ريغيف، أنّ إسرائيل لن تسمح بوضع يكون فيه عناصر حركة "حماس" على الحدود في قطاع غزّة، وذلك ردًا على أسئلة الصحافيين حول نية الحكومة الإسرائيلية إقامة "منطقة عازلة" على حدود القطاع. في حين جددت واشنطن تأييدها المطلق للعدوان الإسرائيلي على غزّة، وشدد وزير دفاعها لويد أوستن على أنّ الولايات المتحدة "ستظلّ أقرب صديق لإسرائيل في العالم ولن تسمح لحماس بالانتصار"، لكنه لفت في الوقت عينه إلى أنّ "إسرائيل تخاطر بهزيمة استراتيجية إذا فشلت في الاستجابة للتحذيرات بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين".
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "الحكومات الغربية التي منحت إسرائيل الضوء الأخضر لإطلاق عملياتها العسكرية في غزّة؛ بحجة حق الدفاع عن النفس، مسؤولة عن الأرواح البريئة التي أُزهقت، والبنية المدنية التي دمّرت، والحالة الإنسانية المزرية التي خُلقت بسبب العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز حدود الدفاع عن النفس والرد على الاعتداء ليصبح حرب إبادة مكشوفة لا تجد من المجتمع الدولي سوى العجز عن التصدي لها".
بينما أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "وقف الحرب وفتح أفق سياسي أمام الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقًا للمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، سيظل هدفًا رئيسيًا تعمل عليه دولة قطر مع كل الشركاء في المجتمع الدولي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
من جانبها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "أسهم استئناف الهُدن، تتعادل مع أسهم مواصلة العدوان الإسرائيلي"، مشيرةً إلى أنّ "نتنياهو يخضع إلى ضغوط الإدارة الأميركية والدول الأوروبية التي لم تعد تتحمّل انفلاتة ربيبها الوحشية، خاصة وأنّ شوارع العالم تضطرب بأمواج وأفواج ملايين الشرفاء من بني البشر، الذين ادركوا أنّ من كانوا يظنونه مظلومًا، هو المحتل مرتكب جرائم الإبادة الجماعية".
أما صحيفة "الأهرام" المصرية فرأت أنه "بين خياري استئناف الحرب على قطاع غزّة ووقفها، يعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي ومجلس حربه حالة من الإرتباك المشوب باليأس، فالخياران بين المرّ والأكثر مرارة، ويكفي النظر إلى نتائج وتداعيات المرحلة الأولى للحرب على غزّة، فالحرب لم تجرِ وفق المخططات المبتغاة لنتنياهو والقيادات العسكرية، ولم تحقّق أيًا من أهدافها المعلنة".
(رصد "عروبة 22")