واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي المتجدّد على قطاع غزّة، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بسقوط عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال في قصف إسرائيلي ليلي عنيف استهدف مناطق مختلفة من قطاع غزّة، بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال فجرًا عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية، لا سيما مدينة جنين حيث قامت بتدمير وتجريف منشآت وبنى تحتية، فضلًا عن اقتحامات مماثلة في أريحا وبلدات شمال وغرب رام الله، وكذلك في الخليل جنوبي الضفة حيث استُشهد شابان برصاص الاحتلال.
وبينما تحدثت وسائل إعلام أميركية عن أنّ مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قد بدأوا بالفعل في وضع تصوّر لمرحلة "ما بعد الحرب" في قطاع غزة، تقوم بالأساس على "سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع في نهاية المطاف"، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، رفض أي مخططات "لفصل أو احتلال أو عزل أي جزء من غزّة، أو أي تهجير قسري لسكانها أو لسكان الضفة الغربية".
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى أنّ "إدارة بايدن على ما يبدو عاجزة تمامًا عن التحكّم في جنون بنيامين نتنياهو والعسكر الإسرائيلي، إنما جميع ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وحشية في حق الإنسانية عليها توقيع إدارة بايدن بالموافقة والإقرار والتشجيع، شاء بايدن أم لم يشأ، فدون هذا الشيك الأمريكي الممنوح لنتنياهو والدعم اللامحدود لم يستطع هذا الوحش أن يقدم على ما قام به الآن".
كذلك، ذكّرت صحيفة "الشروق" المصرية بأنّ "غالبية تصريحات المسؤولين الأميركيين، من أصغر موظف في الخارجية أو البنتاغون نهايةً بالرئيس جو بايدن مرورًا بغالبية أعضاء الكونغرس بمجلسيه، كانت انحيازًا سافرًا لصالح إسرائيل، بل إنها في مرات كثيرة كانت تكرارًا للأكاذيب الإسرائيلية الفجة"، لكنها لفتت في المقابل إلى أنه "حينما يقول وزير الدفاع الأميركي إنّ إسرائيل قد تواجه هزيمة استراتيجية إذا واصلت استهداف المدنيين فهو ينطق بالحقيقة، لأنّ هذا ما يتم فعلًا".
بينما أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "مع اقتراب الحرب من انتهاء شهرها الثاني لم تحقق إسرائيل أي أهداف كانت أعلنت عنها على المستويين العسكري والسياسي"، موضحةً أنّ "ما تحقق حتى الآن هو غضب إسرائيلي أعمى ضد المدنيين الذين سقط منهم أكثر من 16 ألف ضحية معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير واسع طال أكثر من 50 في المئة من مباني القطاع، وتدمير منهجي للمستشفيات والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى منع الدواء والغذاء والمياه والوقود، وكلها أفعال إبادة".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فحذرت من أنّ "سيناريو الترحيل الإسرائيلي لأهالي قطاع غزة، إذا تحقق ونجحت قوات المستعمرة في دفع الفلسطينيين مجبرين نحو سيناء، سينتقل إلى القدس والضفة الفلسطينية، بهدف تفريغهما وترحيل وطرد الفلسطينيين نحو الأردن، وبذلك تعمل المستعمرة على رمي القضية الفلسطينية وتبعاتها خارج فلسطين نحو الأردن، أسوة بما فعلت عام 1948، بطرد ورمي وتشريد الفلسطينيين نحو لبنان وسوريا والأردن".
بينما رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "منفذي العدوان الثلاثي على غزّة (إسرائيل، أميركا، بريطانيا)، يتعمّدون تغيير المفردات بتسمية المقاوم بـ"الإرهابي"، والنازي بـ"المدافع عن نفسه"، بعد أن سوّقوا أكاذيبهم عن الحريات والديمقراطية، وهُم في الحقيقة، جائحة وبائية تسيطر على العالم وتتمركز في قفصه الصدري حيث القلب النابض، فلسطين".
وفي الإطار نفسه، رأت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنّ رد "حزب الله" على الضغوط الممارسة عليه لتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1701 وتطبيقه بشكل كامل أو تعديله، بإمكان تكرار تجربة عام 1969 التي سبقت انفجار الحرب الأهلية في لبنان، مع سماحه لحركة حماس بإطلاق إطار جديد لعملها المسلّح في لبنان، الأمر الذي قد يحوّل الجنوب الذي عُرف في سبعينيات القرن الماضي بـ "فتح لاند" إلى "الممانعة لاند".
بينما أوضحت صحيفة "الراي" الكويتية أنه "في لحظة إقليمية حسّاسة ووسط زخم كبير لتعزيز التعاون على مختلف المستويات، لا سيما الاقتصادية، تنعقد القمة الـ44 لقادة وممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدوحة"، لافتة إلى أن "القمة تكتسي أهمية خاصة نظرًا للملفات المطروحة على جدول الأعمال، والتطوّرات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزّة منذ 7 أكتوبر الماضي".
أما صحيفة "الرياض" السعودية فأشارت إلى أنّ "الدعم السعودي للفلسطينيين في محنتهم الأخيرة بدأ منذ اليوم الأول للحرب، متخذًا صورًا شتى، بين دعم سياسي وآخر دبلوماسي، بهدف وقف الحرب فورًا، والبدء في عملية سلام، وبجانب ذلك كان هناك الدعم السعودي الإنساني، الذي قاده مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من أجل التخفيف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة".
(رصد "عروبة 22")