صحافة

"المشهد اليوم"... تجديد "رخصة القتل" الأميركية للفلسطينيين

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع موجة واسعة من الإدانات لـ"رخصة القتل" المتجددة التي منحتها واشنطن لإسرائيل، من خلال إسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف للنار في غزّة، بالتزامن مع الإعلان عن موافقة أميركية على إمكانية إبرام صفقة لبيع خراطيش دبابات ومعدات عسكرية ذات صلة لإسرائيل بمبلغ يُقدر بنحو 106.5 مليون دولار.

وإذ ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 17 ألفًا و700 شهيد، و48 ألفًا و780 جريح، بالإضافة إلى تصعيد القوات الإسرائيلية وتيرة إجرامها من خلال إستهداف قناصة الإحتلال نساء حوامل عند وصولهن لمستشفى كمال عدوان شمال غزة، شدد أعضاء اللجنة الوزارية العربية الإسلامية على ضرورة تهيئة الظروف السياسية الجادة لقيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة، بينما برّر مسؤول أميركي بارز، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، قرار "الفيتو" ضد اتفاق وقف النار بالخوف من منح حركة "حماس" فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، وعرقلة قدرة إسرائيل على تحقيق النصر.

في هذا الإطار، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "فشل مجلس الأمن في تبني موقف يفرض وقف إطلاق النار في غزّة أصاب أغلب الدول بالإحباط، وطرح تساؤلات مشروعة عن وظيفة هذا المجلس والنظام الدولي الذي أنشأه"، موضحةً أنه "إذا فشل في فرض الإرادة الدولية، فلن يكون له بعد ذلك أي دور، وخصوصًا في القضية الفلسطينية التي كانت ضحية عجزه لأكثر من خمسة وسبعين عامًا".

من جانبها، سألت صحيفة "الوطن" البحرينية: "إذا كان موت 17 ألف إنسان، 70% منهم أطفال، ليس كافيًا لتحقيق أمن إسرائيل فما العدد الكافي لذلك؟"، معتبرةً أن الفيتو ضد وقف إطلاق النار "موقف مقرف فعلًا لا يتحلى بأدنى درجات الإنسانية، فهدف تحقيق الأمن ليس محددًا ولا واضحًا لا لإسرائيل ولا للولايات المتحدة، ومع ذلك تعطي أميركا الضوء الأخضر لمزيد من تمزيق الأطفال وتقطيعهم علّ نتنياهو يشعر بشفاء الغليل".

أما صحيفة "الوطن" القطرية فأعربت عن "خيبة الأمل" لدى أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية من فشل مجلس الأمن في فرض وقف النار، وشددت على أنّ "استخدام الفيتو شكّل إهانة مخزية للمعايير الإنسانية، وامتدادًا لازدواجية المعايير الدولية التي فشلت فشلًا ذريعًا في هذا الامتحان، كما شكّلت رخصة جديدة لدولة الاحتلال لمواصلة القتل والتدمير والتهجير، وإجحافًا بحق القانون الدولي وقواعده الخاصة بالحروب".

بدورها، نبّهت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنه "خشية توقع وقف قريب للغزو، يفتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو جبهة الضفة الغربية، ويُعمِل فيها اغتيالات واعتقالات، بهدف جعل الحياة فيها مستحيلة ودفع الضفّاويين إلى الهجرة، وكذلك لقمع وإضعاف فرص انتفاضة الضفة على الاحتلال".

بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتبكة تحاول أن تخفّف الخسائر بتصريحات تطالب بترشيد ارتكاب المذابح، وزيادة طفيفة في المساعدات الإنسانية، غير أن هذه التصريحات الرخوة لا تجد طريقها نحو التطبيق، لأن إسرائيل ترى أنها دون ارتكاب المجازر لن تحقق أي مكسب على الأرض، بل تتحدث لأول مرة على أنها تواجه حربًا وجودية وهي تحارب غزّة المحاصرة والصغيرة، وهو ما يعكس حجم انعدام الثقة وافتقاد الرؤية".

كما اعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أن "ما نعيشه في محرقة غزّة جحيم حقيقي لإبادة بشرية منقولة لكل العالم بالصوت والصورة، يلفُّها صمت تآمري، وتحريض سافل ومقرف من كل الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء ومراجع لسموّ الإنسان وقداسة حقوقه في الحياة والحرية والكرامة الآدمية، بل كشف أيضًا نفاق أولئك الذين نصَّبوا أنفسهم وُكلاء لله على الناس في الأرض".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن