واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع التفاعل مع المواقف التي كان قد أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن، محذرًا من فقدان إسرائيل الدعم الدولي. في حين بدأت قوات الاحتلال تغرق في وحول الحرب البرية على القطاع، إذ تلقت ضربة ميدانية قاسية خلال الساعات الأخيرة، بعدما أوقع المقاتلون الفلسطينيون وحدة من قوة "النخبة" الاسرائيلية في كمين محكم في حي الشجاعية، قُتل فيه 9 من عناصرها، بينهم قائد الوحدة.
وفي أعقاب الاعتراف الرسمي للجيش الإسرائيلي بأنه فقد 10 من أفراده، بينهم ضابط برتبة عقيد وقادة كتائب بينهم من لواء "غولاني"، خرج أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين بنداء استغاثة، طالبوا فيه بوقف الحرب والجنوح إلى مفاوضات لإطلاق سراح الأبناء، الأمر الذي ردّ عليه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتأكيد عزمه على مواصلة الحرب "حتى النهاية" رغم الضغوط الدولية، كما شدد وزير خارجيته إيلي كوهين على أنّ إسرائيل ستواصل حربها مع "دعم دولي أو من دونه".
في المقابل، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أنّ "أي رهان على ترتيبات في غزة أو في القضية الفلسطينية عامة دون "حماس" وفصائل المقاومة، وهْم وسراب"، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن نتنياهو "يشعل المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، ويحاول إخفاء مخططاته الاستعمارية التوسّعية خلف موجات متلاحقة من التصعيد، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".
أما في ما يتصل بالتصريحات المستجدة للرئيس الأميركي، فرأت صحيفة "الدستور" أنها تشكّل "خطوة نوعية، ستترك أثرها البالغ على سياسات ومواقف بلدان العالم، لصالح فلسطين، وضد المستعمرة"، مشيرةً إلى أنّ "هذه التصريحات تؤكد التطور والانتقاد العلني للمستعمرة وقياداتها وتوجهاتها، وإن كانت دوافعها لا تزال من موقع الصداقة والتحالف".
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "بايدن يظل هو الرئيس الأكثر "كذبًا" بين الرؤساء الأميركيين، فهو يفعل الشيء ونقيضه في آن واحد دون خجل ودون احترام عقل الشعوب وإرادتهم"، لافتةً إلى أنه "قام بتشجيع ودعم حكومة إسرائيل في عدوانها على غزة، ثم يعلن تأييده حل الدولتين، وتحذيره لرئيس الوزراء الاسرائيلي من فقدان الدعم العالمي بسبب القصف العشوائي لقطاع غزّة".
في حين لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "كلام بايدن سيبقى مجرد تصريحات للاستهلاك ما دام البيت الأبيض لم يلقِ بثقله لوقف العدوان، ومن ثمّ، فما قاله لا يعدو أن يكون رسالة للداخل الإسرائيلي من أجل التخلص من هذه القيادة اليمينية المتطرفة لإنقاذ دولتهم، وهو ما طلبه صراحة من نتنياهو بفك الارتباط مع بن غفير وسموتريتش".
من جانبها، أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "دولة قطر تعطي أولوية قصوى من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الأطراف، وذلك انطلاقًا من إدراكها للمخاطر الكبيرة لتوسع رقعة الحرب إقليميًا وتداعيات استمرارها على الأمن والسلم الدوليين، خصوصًا بعد فشل مجلس الأمن، في الاضطلاع بمسؤولياته لوقف العدوان على قطاع غزّة".
أما صحيفة "عكاظ" السعودية فتطرّقت إلى القائمة، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتهم بعض الصحافيين العرب بأنهم "متصهينين" من أعداء المقاومة، معتبرةً أنّ "الاغتيال المعنوي وتشويه السمعة ومحاولة تدمير الإعلام السعودي لن تتوقف، لأنهم يرون في السعودي والسعودية تهديدًا لأجندات مشغليهم".
