صحافة

"المشهد اليوم"... حرب "الإبادة" تتصاعد وجديدها "دفن الأحياء"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تصاعد إجرام حرب "الإبادة الجماعية" التي تشنّها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وجديدها ما أشارت إليه التقارير عن قيام عناصر الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان، شمال القطاع، حسبما كشفت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، داعيةً إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي في هذه الجريمة، لا سيما وأنّ "المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تفيد بقيام جيش الإحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى وأنّ بعضهم شوهدوا أحياء قبل حصارهم من قبل القوات الإسرائيلية".

وفي الأثناء، تتزايد الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى، خصوصًا بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بأنه قتل عن طريق الخطأ 3 أسرى إسرائيليين في غزّة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية في هذا السياق، بأنّ "إسرائيل تدرس تقديم مقترح جديد لتبادل الأسرى"، بينما نقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مسؤولين في "حماس" وصول عدة مقترحات إلى الحركة، من الوسيطين المصري والقطري، حول استئناف مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل، مشيرين إلى أنّ الحركة ردّت على المقترحات بالتأكيد على شرط مسبق يتمثّل في وقف إطلاق النار قبل الدخول في التفاوض.

أما على مستوى الموقف الأميركي، فقد أفادت شبكة "سي إن إن" بأنّ "130 موظفًا بوزارة الأمن الداخلي الأميركية، حثّوا الرئيس جو بايدن على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزّة"، في حين أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أنّ مدمرة أميركية مزوّدة بصواريخ موجّهة أسقطت 14 طائرة مسيّرة أطلقتها جماعة الحوثي باليمن في البحر الأحمر.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "حماس أميركا وتفانيها في دعم إسرائيل يعود إلى المسيحية الصهيونية الذين يملكون نفوذًا غير محدود على الحياة السياسية والاجتماعية والإعلام في أميركا"، معتبرةً أنّ "هذا يفسّر لماذا يهرع المرشح الأميركي لرئاسة أمريكا إلى القدس ويقف امام حائط المبكى لابسًا القلنسوة اليهودية، ولماذا يتسابق الرؤساء الأميركيون على خدمة إسرائيل، ولماذا تتنازل أميركا عن كل القيم الأخلاقية والإنسانية إذا تعلّق الأمر بإسرائيل".

وتحت عنوان: "سيتفاوضون مع السنوار"، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "كفاح الشعب الفلسطيني البطل سيزيد من قوة القيادي في حركة "حماس" يحيى السّنوار وقيادة المقاومة في أي مكان، وستضطر القيادة الصهيونية الأميركية للتفاوض معه من موقع موازين القوة وليس من موقع الاستسلام".

من جانبها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "مصر تعمل مع أطراف دولية وإقليمية على وقف مستدام لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية من ناحية و"حماس" والفصائل الفلسطينية من ناحية أخرى، لا سيما أنّ معاودة التصعيد من جانب إسرائيل إزاء قطاع غزة والضفة الغربية جاء بعد هدنة مؤقتة لمدة سبعة أيام، مما يتطلّب الاستجابة للنداءات التي تغلب الوقف الدائم للمواجهات المسلّحة على خيار التهدئة المؤقتة".

غير أنّ صحيفة "الدستور" الأردنية أشارت إلى أنّ "الإرهابي نتنياهو، متوحدٌ في عدم قدرة أحد على التنبؤ بقراراته، أو توقع المدى المظلم الذي هو مستعد لبلوغه، أو الذي هو مستعد للتراجع عنه"، موضحةً أنه "لذلك يصعب التكهن بأي موعد تقريبي لوقف العدوان الحالي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، أو التكهن بالموافقة على عقد هُدنٍ قصيرة لتبادل الأسرى، ولتمرير الإغاثة الإنسانية، أو التكهن بالاستجابة للضغوط الهائلة من ذوي الأسرى الإسرائيليين، ومن الرأي العام العالمي الذي بات يدين وينبذ جرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل".

بدورها أشارت صحيفة "الراي" الكويتية، ضمن سياق مقال للكاتب خيرالله خيرالله، أنه "في غياب الخيارات السياسيّة أمام إسرائيل، وهو غياب قديم قدم التخلّص من اسحق رابين في نوفمبر 1995، ليس أمام إسرائيل سوى التخلّص من غزّة بعدما تبيّن عجزها عن التخلّص من "حماس"، ولذلك نشهد تدميرًا لغزّة كبديل من القدرة على تدمير حماس وإنهائها".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن