صحافة

"المشهد اليوم"... صفقة "هدنة وتبادل" جديدة قيد الإنضاج!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تزايد التسريبات التي تتحدث عن إمكانية الوصول إلى هدنة جديدة وصفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، لا سيما وأنّ تقارير إعلامية موثوق بها نقلت عن مصادر قطرية ومصرية، تأكيدها أنّ إسرائيل و"حماس" منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين.

وبالتزامن، أفادت مصادر إسرائيلية بأنّ مجلس الحرب سيبحث منحى جديدًا، لصفقة تبادل أسرى جديدة ومعقّدة مع "حماس". وأشارت "القناة 12" الإسرائيلية إلى أنّ تل أبيب تبلور اقتراحًا قد يشمل "حزمة إنسانية كبيرة" تطالب فيه بالإفراج عن النساء المتبقيات في الحجز لدى "حماس" والمرضى والجرحى وكبار السن، مقابل إطلاق سراح أوسع لأسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، كما يشمل المقترح وقفًا لإطلاق النار مؤقتًا، وإدخال مساعدات لقطاع غزّة.

توازيًا، يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن رحلته إلى إسرائيل والبحرين وقطر، في مهمة تستهدف دفع إسرائيل إلى وضع أطر محددة للحرب، ومناقشة ملف الرهائن، إضافة إلى مناقشة المخاطر المتعلقة بتهديدات الحوثيين للملاحة عند مضيق باب المندب، ومنع نشوب حرب إقليمية أوسع.

في هذا السياق، نبّهت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "السلطات الإسرائيلية تقود المنطقة لحالة حرب ممتدة وترتكب جريمة إنسانية كبرى وإبادة جماعية، وتهدد الأمن والسلم الدوليين، متجاوزةً اتفاقية جنيف التي جاءت وفقًا لنصوص المعاهدات والمواثيق الدولية، وما حدث في الحرب كان اختراقًا لكل هذه القوانين وقرارات الشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي الإنساني".

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الصراع لم يعد مقتصرًا على "مناطق 67"، بإزالة الاحتلال التوسعي الذي وقع عام 1967، ذلك لأنّ القائمين على قيادة المستعمرة الاسرائيلية، لم يكتفوا يأنهم احتلوا ظلمًا وتعسّفًا بالقوة المسلّحة ثلثي أرض الفلسطينيين عام 1948، بل تمدّدوا بالقوة والاغتصاب والنهب والسرقة لاستكمال احتلال كامل جغرافية فلسطين عام 1967".

بدورها، أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "الكيان الإسرائيلي أدرك أنّ الانتصار مستحيل في هذه الحرب الوحشية، برغم الخسائر البشرية الفظيعة والدمار المادي الرهيب، إلا بتنفيذ إبادة بشريّة نهائية وتهجير كامل للسكان أو تحقيق الاختراق الشعبي، عن طريق الإيقاع بين الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة، وهو ما يحاول حاليًا ممارسته في ظل ضغوطٍ معقّدة عسكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا، لم يسبق له مواجهتها منذ 1948، بشهادة قادته السفاحين وخبراء الحروب".

من جانبها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "بن غوريون كان يردد أنّ بقاء إسرائيل يتوقف على عامل واحد هو الهجرة الواسعة إلى إسرائيل، لكن الآن بدأت الهجرة المعاكسة"، موضحةً أنّ "إسرائيل تتكتّم عن كشف عدد المغادرين لأسباب أمنية وسياسية، لكن وفقًا لموقع "فلايت رادار 24"، فإنّ معدل الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون بلغ 120 رحلة يوميًا، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على مدى السنوات الأخيرة، بمعدل 24 ألف مسافر يوميًا".

بينمار رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "كان يمكن لإسرائيل أن تكسب إستراتيجيًا لو سمحت مرّة في عمر الصراع للمشاعر العربية بأن تنضج وتتفاعل مع هموم وأحاسيس الإنسان الإسرائيلي في لحظة كانت مناسبة، وكان بإمكانها اغتنام اللحظة، لكنها قررت اغتيال اللحظة وأضاعت فرص السلام أكثر من مرّة"، لافتةً إلى أنها "نجحت في شيء واحد نعرفه جيدًا، وهو زرع آلام نفسية لا يمكن اقتلاعها لدى الأجيال العربية الجديدة. فقد انتصر العرب بتجديد ذاكرة ووعي أبنائهم عن إسرائيل".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن