واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار المخاوف من توسّع رقعة المواجهات في المنطقة، إذ نقل موقع "أكسيوس" الأميركي أن وزير الدفاع الإسرائيلي أكد للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين أنّ فرص تخفيف التوتر مع لبنان دبلوماسيًا ضئيلة.
بينما نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤولين أمريكيين أنّ احتمال اتساع النزاع يزداد في ظلّ الضربات التي تتعرّض لها إسرائيل والولايات المتحدة سواءً في العراق (حيث اغتال الجيش الأمريكي أمس القيادي في "حركة النجباء" الموالية لطهران، مشتاق طالب السعيدي، لضلوعه في شن هجمات ضد القوات الأمريكية) أو من جانب إيران ولبنان في الأيام الماضية، الأمر الذي يؤكد للإدارة الأمريكية أنّ النزاع "قد امتد إلى خارج" قطاع غزّة وأنّ الأحداث "تتطور بصورة حاولت الولايات المتحدة منعها في الأشهر الماضية"، كاشفةً أنّ "العسكريين الأمريكيين يُعدون خطة انتقامية ضد الحوثيين الذين يهاجمون بشكل متكرر السفن في البحر الأحمر، فيما يحاول ممثلو المخابرات الأمريكية التنبؤ بهجمات محتملة مقبلة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا ومنعها، ويعملون على تحديد أهداف محتملة للهجمات المقبلة للحوثيين".
أما على مستوى الداخل الإسرائيلي، فأفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأنّ "الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقات في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، وذلك بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الخلافات الداخلية الإسرائيلية، حيث كشفت وسائل إعلام عن محادثة صعبة جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بعد منعه من عقد لقاء مع رئيسي "الشاباك" و"الموساد" بشأن صفقة تبادل للأسرى مع الفصائل الفلسطينية، كاشفةً أنّ غالانت قال لنتنياهو خلال المحادثة: "أنت تلحق الضرر بأمن إسرائيل".
عربيًا، أشارت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى أنّ "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمضي بخطوات متسارعة لتنفيذ مخططها الشيطاني بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة قسرًا ودفعهم إلى خارج أراضيهم، عبر خطة ممنهجة لجعل القطاع غير صالح للحياة بعد الحرب، وذلك من خلال القصف اليومي المتواصل والمكثف والذي أدى حتى الآن إلى هدم أكثر من 70% من منازل الفلسطينيين بالقطاع".
كما لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "تصريحات مسؤولي الاحتلال، حول تهجير سكان غزّة، تعيد الى الأذهان سيناريو نكبة عام 1948 وتداعياتها وتشكّل تصعيدًا خطيرًا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التوترات الإقليمية وتهديد استقرار المنطقة، الأمر الذي يستدعي وقفة حازمة من المجتمع الدولي لمواجهة هذه السياسات الاستفزازية المتطرفة للاحتلال الإسرائيلي".
في حين رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "في غزّة تقتل الكرامة الإنسانية في عالم تحكمه القوة، ولا تحكمه القوانين الدولية الإنسانية ولا الاتفاقات الدولية، ولا الأمم المتحدة، وتقتل معها أيضًا كل القيم الديموقراطية التي تتغنى بها الولايات المتحدة وأوروبا التي تمارس أسوأ ازدواجية المعايير السياسية"، مشددةً على أنّ "غزّة تقدّم اليوم النموذج الصارخ لغياب العدالة الدولية وكل قرارات القانون الدولي الإنساني، وتسقط معها كل إمكانية للتعايش والسلام والحوار الإنساني".
بدورها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الكثير من المراقبين يصفون حكومة نتنياهو، التي تضم بن غفير وأشباهه، وما تنتهجه من سياسات وتكتيكات في الحرب على غزّة، بأنها أقرب ما تكون إلى ثور في متجر للخزف، وهو ما يتجلى بوضوح في العمليات الأخيرة، التي غيرت من قواعد الاشتباك، وأمتدت لتطول الأراضي اللبنانية، بعمليات اغتيال ممنهجة، وهي العمليات التي سوف تتسبب بالتأكيد في توسيع دائرة الحرب".
ومن جانبها، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تأكيده أنّ التحقيقات الأولية بالنسبة للتفجيرين اللذين وقعا في مدينة كرمان، وأديا إلى مقتل وجرح مئات الإيرانيين، تؤكد أنّ المواد التي تم استخدامها في التفجيرين هي مواد شديدة الانفجار، وليست موجودة في السوق السوداء للأسلحة، بل هي مواد متوافرة فقط لدى بعض الجيوش الحديثة".
(رصد "عروبة 22")