واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وسط ارتفاع المخاوف من توسّع رقعة المواجهات في المنطقة، على وقع إصرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على استمرار العدوان على قطاع غزّة وتأكيده مساء السبت: "ممنوع وقف الحرب قبل تحقيق جميع الأهداف".
وأمس، ارتفع منسوب الغليان على الجبهة الإسرائيلية مع جنوب لبنان، حيث شنّ "حزب الله"، في رد وصفه بـ"الأوّلي" على اغتيال القيادي في "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، هجومًا مُركّزًا بـ62 صاروخًا على "قاعدة ميرون" الإسرائيلية للمراقبة الجوية المتمركزة على قمّة جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلة، في حين شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، ثلاث غارات على محيط بلدة كوثرية السياد، في قضاء صيدا. بينما جال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على المسؤولين في بيروت للتشديد على وجوب تجنّب اتساع النزاع الإقليمي باعتباره "ضرورة قصوى" في هذه المرحلة، مؤكدًا في الوقت نفسه على أنّ إسرائيل يجب أن يكون لديها "طريقة أخرى للقضاء على حماس لا تؤدي إلى مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء"، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يجول في المنطقة، أنّ الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها ما يمكن فعله لحماية المدنيين في قطاع غزة مع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وكانت وزارة الصحة في غزّة قد أعلنت خلال الساعات الأخيرة إرتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، الذين سقطوا جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع إلى 22,892 شهيدًا و58,166 جريحًا، لافتةً إلى أنّ الغارات الإسرائيلية قتلت 9 آلاف طفل على الأقل وأكثر من 5300 امرأة، وما زال أكثر من 7 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى أن "أطفال غزّة باتوا أكثر من استشهد من صغار السنّ كمجموع في حرب إبادة انتهكت كل أعراف الإنسانية، والمخجل أنها تحصل أمام العالم، وهذا العالم يتفرج، فقط يتفرج".
وأفادت صحيفة "الشرق" القطرية بأن "دولة قطر تواصل جهودها لدفع المساعي الرامية لوقف العدوان الاسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك العمل من أجل تهدئة التوترات الإقليمية والحرص على عدم توسع وتمدد حرب غزة إلى صراع إقليمي أوسع بما يهدد الامن والاستقرار في المنطقة وينذر بعواقب وخيمة".
بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "نتنياهو يسعى لتوسيع شكل وحجم المعركة في غزّة وخارج فلسطين، بهدف خلط الأوراق الصدامية، وتوريط الأميركيين الذين لا يرغبون بتوسيع حالة الحرب في المنطقة العربية: فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، مترافقة مع الحرب في أوكرانيا ضد روسيا".
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنّ "إيران تلقت معلومات استخبارية موثوقة عن بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهاجمة بعض المنشآت النووية الإيرانية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية، في أحد اجتماعات غرفة الحرب، وهو ما دفع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لإصدار أوامر برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى أقصى حد ممكن، وتسريع إنتاج المواد اللازمة لتصنيع أسلحة نووية".
بينما رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "المُعطيات على أرض الواقع تُظهر أن ما أسمته طهران وتردده أدواتها في المنطقة من سياسة "الصبر الاستراتيجي" هو لحفظ ماء الوجه وتفادي صراع مباشر مع واشنطن وإسرائيل، وهذه هي الحقيقة المرة التي على من يراهن على هذا المحور إدراكها، فإيران لها مصالحها الوطنية والباقي تفاصيل تستخدمها لتحقيق تلك المصالح، مستخدمة الدين والمذهب في دغدغة المشاعر تجاه القضايا الوطنية العربية، وتأتي قضية فلسطين في المقدمة".
في حين تمنّت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "يراجع الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته حصاد العدوان الإسرائيلي بعد مرور أكثر من 90 يوما حتى الآن على وقوعه، وفشل هذا العدوان في تحقيق كل أهدافه حتى الآن، قبل أن تتطور الأوضاع في المنطقة كلها عاجلا أم آجلا إلى "الأسوأ"، وتتحوّل إلى برميل بارود ناسف يهدد السلم والأمن الدوليين، ويخرج عن نطاق السيطرة والتحكم".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فرأت أنه "رغم الدَّمَار الشامل الذي تركته الآلة الحربية الصهيونية الجبانة على قطاع غزة المُحَاصَر، ورغم القتل الجبان والاضطهاد المستمر للعزّل الأبرياء والزج بهم في المعتقلات والسجون في الضفة الغربية وفي كل فلسطين، تؤكد كافة المؤشرات الميدانية أن الكيان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى من هزيمة لم يعرفها منذ اغتصابه لفلسطين سنة 1948".
(رصد "عروبة 22")