واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع ترقّب نتائج الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن في المنطقة. بينما وبالتوازي مع نظر محكمة العدل الدولية بقضية ارتكاب إسرائيل جرائم "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين، أكّدت المحكمة الجنائية الدولية بدورها أنها تحقق في "جرائم محتملة" بحق صحافيين في الحرب في غزّة ربطًا بالشكوى التي قدّمتها منظمة "مراسلون بلا حدود" لدى المحكمة في لاهاي.
وإذ لفت وزير الخارجية الأميركي إلى أنّ "العديد من دول الشرق الأوسط مستعدة للاستثمار في مستقبل غزّة، لكنها ستفعل ذلك فقط في ظل وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية"، كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "وزير الخارجية الأميركي أبلغ قادة إسرائيل شروط قادة دول عربية، زارها ضمن جولته الحالية بالمنطقة، للتعاون بشأن خطط لإعمار غزّة وإدارتها بعد توقف الحرب. وبحسب المعلومات، أطلع بلينكن المسؤولين الإسرائيليين على شرطين أساسيين لزعماء عرب هما: إنهاء حرب غزة، والعمل من أجل إقامة دولة فلسطينية".
في حين رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ جولة بلينكن في المنطقة تختلف عن سابقاتها "فمن الواضح أنّ واشنطن أكثر جدية هذه المرة في الوصول إلى حلول تقود إلى التهدئة، وتمنع توسّع نطاق الصراع، وتمهيد الأرضية من أجل الوصول إلى تفاهمات إقليمية تعيد السلام إلى مساره الصحيح، بعد أن ضل الطريق لوقت طويل".
بدورها، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "تطورات الأحداث في غزّة تؤكد، يومًا بعد آخر، أنّ التسوية العادلة والشاملة هي الحل الوحيد، لمثل هذا الصراع الذي لا ينتهي"، لافتةً إلى أنّ "إسرائيل تخطئ باعتقادها أنّ الآلة العسكرية، وجرائم الإبادة، ومخططات التهجير والتجويع، والانتهاكات والاستفزازات، يمكن أن تحقق لها الأمن، بل إنها، وكما نرى هذه الأيام، تتسبب في تضييق الخناق أكثر على فرصها في العيش بسلام".
من ناحيتها، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر فلسطينية قريبة من قيادة "كتائب القسام"، أنّ "هجوم "طوفان الأقصى" بدأ بـ70 مقاتلًا فقط نفذوا هجومًا مباغتًا انطلاقًا من عدة مناطق على طول حدود القطاع من شماله إلى جنوبه، وهؤلاء هم الذين تجاوزوا العائق الحدودي الإسرائيلي في اللحظات الأولى عبر تفجير عبوات ناسفة أعدت خصيصًا لتفجير فتحات في جدار سميك بعد تحديد نقاط الضعف فيه، وعبر استخدام طائرات شراعية ومظلات أسقطت مقاتلين وراء المواقع الإسرائيلية وفوقها وحولها".
بينما أوضحت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "جهود الوساطة التي تهدف لإنهاء الحرب والتي بدأت بتبادل الأسرى والسجناء والاتصالات القطرية مستمرة مع جميع الأطراف، وبالتعاون مع كل الشركاء الاقليميين والدوليين، استنادًا إلى الموقف القطري والإقليمي تجاه الحرب على غزّة، والذي يقوم على أنه لا بديل عن إيقاف هذه الحرب فورًا، وتجنيب المدنيين تبعات القتال".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فاعتبرت أنّ "الذين يتعاملون مع الكيان الصهيوني بِنِيَّة التسوية العادلة للقضية الفلسطينية يُكرِّرون خطأً يتعلق بكلمة واحدة مرتين: في الأولى عندما فهموا من القرار رقم 242 المتعلق بالانسحاب من الأراضي المحتلة سنة 1967، أنه يعني كل (الأراضي)، في حين كان الأمريكيون والصهاينة يقصدون من العبارة الانجليزية From arab territories (أراضٍ) فقط بحذف "ال" من كلمة "الأراضي" من النص الإنجليزي الذي هو الرسمي، لِتصبح دلالة المعنى أيّ جزء من الأراضي ولو كيلومترًا واحدًا".