واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزّة وجنوب لبنان، وسط تناقل وسائل الإعلام العبرية معلومات تفيد بأنّ مجلس الحرب سيبحث مقترحًا جديدًا من قطر لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين لدى حركة "حماس" ووقف الحرب، بينما جددت "حماس" تأكيدها في المقابل على رفض الإفراج عن أي محتجز في القطاع قبل الوقف الكامل للحرب. وفي الأثناء، تبدأ محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس، معركة قانونية حول ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزّة، مع عقد جلسات استماع أولية حول دعوة جنوب أفريقيا للقضاة لـ"إصدار أمر بوقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية".
وعشية وصول المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، حيث من المتوقع أن يحمل في جعبته عرضًا ما بشأن الحدود اللبنانية الجنوبية، هدّد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بأنّ قواته "قادرة على تدمير أي قرية داخل لبنان".
وبالتزامن، دعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف فوري لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالبًا كذلك كل الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض عليهم.
من ناحيتها، ركّزت قمة العقبة بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، على رفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، وضرورة الاستمرار بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزّة، وحماية المدنيين العزّل، متمسّكين بتسوية للقضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين".
وأوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، فى مدينة العقبة أمس، بعثت العديد من الرسائل للعالم، وكان على رأس تلك الرسائل، إعادة تأكيد اللاءات العربية الثلاث، وهي: لا لتصفية القضية الفلسطينية، لا للتهجير القسرى لأهالينا فى غزة إلى خارج وطنهم، ثم لا لبقاء آلة القتل الهمجية الإسرائيلية الغاشمة واستمرارها فى حصد أرواح الفلسطينيين الأبرياء، بدون رحمة أو شفقة".
بينما اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه السياسي والأمني والعسكري، واجهوا الإخفاق، ولذلك لا مصلحة لهم بوقف القتال والمعركة، حتى يحققوا شيئًا من أهدافهم، ولذلك يبحثون عن كافة الذرائع والحجج لمواصلة المعركة لعل الفلسطينيين يتعبون، يجوعون، تنتهي ذخيرتهم، ولعلّ قوات الاحتلال تتمكن من اصطياد أي من قادة "حماس"، أو غيرهم".
من جانبها، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنّ "الإيرانيين أبلغوا واشنطن أنهم لن يعودوا إلى أي مفاوضات سرية أو علنية معهم، إذا ما لم يجبر الأميركيون الإسرائيليين عمليًا على وقف عمليات الاغتيال التي شملت أخيرًا مسؤولين عسكريين وأمنيين رفيعي المستوى من إيران وحلفائها، بينهم رضي موسوي، أعلى قيادي في الحرس الثوري في سوريا، ووسام طويل قائد العمليات في كتيبة النخبة بـ"حزب الله" اللبناني، إضافة إلى ضرورة العمل على وقف حرب غزة".
أما صحيفة "الرياض" فلفتت إلى أنّ "السعودية ليست في حاجة لمشروع سلام ناقص ومشوّه، فقد عاشت مئة سنة بدونه، وتستطيع أن تعيش مثلها"، موضحةً أنّ "المشروع الذي تدعو إليه الرياض هو سلام يريده إنسان هذا الشرق المليء بالمآسي والآلام، ومن حق سكانه أن يعيشوا لحظات من تاريخهم بدون موت ولا قتال ولا أزمات، والوحيد القادر على تحقيق ذلك الحلم هو المشروع السعودي المبني على تقديم الاقتصاد كخيار للتنافس والتقدم والازدهار، بدلاً من روائح الحروب وانسكاب الموت في طرقات الشرق الأوسط".
بينما سألت صحيفة "الشروق" الجزائرية "كيف يمكن لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تقنع أحدًا بشأن مصداقية تقرير وزارة الخارجية بشأن الحريات الدينية وبُعده عن السياسة، في ظل عدم تصنيف إسرائيل ضمن الدول التي تنتهك الحريات الدينية، ليس في القدس فقط، ولكن في غزّة حيث دمّر طيرانها الحربي أغلب مساجد القطاع وكنائسه من دون تقديم دليل واحد بشأن استخدامها لأهداف عسكرية".
(رصد "عروبة 22")