بعد 100 يوم من حرب إبادة الصهاينة على غزة بكل مصائبها وكوارثها دون حل في الأفق لوساطة تنهي المعاناة وقوافل الشهداء وتعيد الحياة وإمدادات الماء والكهرباء والغذاء والدواء. ويستمر العجز والخذلان العربي بعد شهرين على القمتين العربية-الإسلامية في السعودية وزيارات وفد وزراء الخارجية المنبثق عن القمتين لعواصم القرار لوقف الإبادة!!
بعد 100 يوم يستمر الاصطفاف الغربي الكلي مع عدوان إسرائيل وتبرير خرقها القانون الدولي، بل صاروا شركاء بجرائم الحرب على غزة-بحجة أن حماس (المصنفة إرهابية) تسببت بالدمار، لعدوانها على مستوطنات وكوبتزات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي- واحتماء كتائب القسام سكان غزة كما يكرر بايدن وبلنكين وقيادات إدارته كدروع بشرية لتبرير حربهم الإجرامية. لذلك ترفض إدارة بايدن وقف الحرب، ويقترح هدنا ترفض إسرائيل الالتزام بها، ويطالب بايدن بخفض حدة القتال وتجنب قتل المدنيين والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب بعمليات خاصة واستهداف الأنفاق وقيادات حماس. ورفض الترحيل الطوعي لسكان غزة-دون التزام من إسرائيل!
لكن الحقيقة بعد 100 يوم تبقى كتائب القسام صامدة بمفردها وعلى عدة جبهات معاً: منعوا الجيش الغازي من تحقيق أهدافه، باستثناء التنكيل وإبادة المدنيين العزل. أفشلوا مخطط القضاء على حماس. فشلوا بتحرير أسير واحد ولم يحيّدوا وينزعوا سلاح غزة.
يفند ويحطم إعلام كتائب القسام الحربي بفيديوهات توثق الاشتباكات، آلة الإعلام الصهيونية بعرض فيديوهات لتدمير دبابات وعربات وحاملات جند الاحتلال-عقود من الكذب والتضليل ولعب دور الضحية. حتى صارت إسرائيل وقادتها منبوذين والأكثر كرهاً عالمياً..
بعد مائة يوم تستمر كتائب القسام بالقتال بمفردها- دون نصير بعد الخذلان العربي-الإسلامي-وكسرت قوة ردع إسرائيل! وتحارب وتتصدى لعداء وعنصريّة وتهجم الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي الغربية بقيادة أمريكا وألمانيا وبريطانيا. وآخرها إلغاء الون ماسك حساب الإعلام العسكري لكتائب القسام في موقع X-توتير سابقاً بعدما تابعه 145.8 ألف في ساعات!
وبرغم قتل إسرائيل في جرائم حرب (30 ألف قتيل ومفقود، وإصابة وإعاقة 60 ألفاً منهم 10,000 طفل و7,000 امرأة وعلى الأقل 110 صحفيين) وعشرات موظفي الأمم المتحدة وتدمير عشرات المساجد والكنائس والمدارس والبنى التحتية في 100 يوم!وبرغم ذلك لا ترى إدارة بايدن أن الصهاينة يرتكبون جرائم حرب وإبادة وتطهيرا عرقيا. رغم أن 2 مليون أو 85% من سكان غزة أجبروا واضطروا على الرحيل القسري من منازلهم!! ومع ذلك قصفوهم وقتلوهم.. تمهيداً لطردهم من قطاع غزة. كما يقول فريق جنوب أفريقيا القانوني في الشكوى في محكمة العدل الدولية التي عرت إسرائيل وفضحت جرائهما أمام العالم. وفشل ضغط بايدن بتحويل أموال الضرائب للسلطة، لتعنت وزراء لمطالبات سيموترتش وبن غفير ووزير التراث بترحيل الفلسطينيين القسري أو الطوعي عن غزة!
لكن الواقع الصعب لا توجد جدية لوقف العدوان لإصرار نتنياهو تحقيق أهداف غير واقعية: 1-القضاء على حركة حماس-2-إطلاق سراح المحتجزين (129)-3-تحييد ونزع سلاح قطاع غزة-حتى لا تشكل تهديداً مستقبلياً على أمن إسرائيل. وبرغم الفرص التي منحتها إدارة بايدن لتحقيق تلك الأهداف-لم يتحقق أي هدف منها-فيما يستمر الصراع والخلافات بين أجنحة الحكومة الإسرائيلية المتصارعة، وحول اليوم التالي، وخلافات مع إدارة بايدن-بعد اتهامه إسرائيل بقصف عشوائي والحاجة لتغيير وزراء (بن غفير وسموترتش)-لكن لم يستجب نتنياهو لمطالب بايدن. لذلك أرسل وزير خارجيه بلنكين للمرة الخامسة-لانتزاع تنازلات-لكن فشل بلنكين مجدداً بانتزاع تنازلات وخاصة خفض التصعيد وتجنب قتل المدنيين.
بينما يستمر بلنكين بتسويق الوهم ويفشل مجدداً بزحزحة الصهاينة حتى بالاتفاق على هدنة لأيام دون وقف الحرب. وفي اليوم الذي زار فيه بلنكين تل أبيب-وفي رسالة بدلالات، استقبلته كتائب القسام لدى وصوله برسالة واضحة أنه لا يمكن الحديث عن مستقبل غزة، لأن الفلسطينيين من يقرر ذلك! وليس الخارج. وكرر موقف إدارة بايدن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها. بينما أكد الناطق باسم مجلس الأمن الوطني جون كيربي عدم تأييد وقف لإطلاق النار، لأنه يخدم حماس! وكان ملفتاً تصريح بلنكين «هناك مصلحة لدول المنطقة بالمضي في مسار التطبيع وتكامل المنطقة». ولا يمكن لإسرائيل هزيمة حماس كلياً. ما أثار غضب نتنياهو!
وانتقد بلنكين، تقديم جنوب أفريقيا شكوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية باتهام إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة! لصرفها الأنظار عن إيجاد حل للحرب-ووصفها جون كيربي بعديمة الجدوى وبلا أساس، في اصطفاف أمريكي مع إسرائيل. وفي اليوم نفسه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 125 فلسطينياً في 12 مجزرة-خلال 24 ساعة!
أتى ورحل ووزع وعودا يعلم انه لن تلتزم إسرائيل بها-خاصة حل الدولتين. وخفض العمليات العسكرية وتقليص عدد المجازر وحرب الإبادة. جولة كرست العجز والفشل بسبب انحياز واصطفاف إدارة بايدن الرافضة لوقف الحرب.
باتت الخشية اليوم من تفاقم الأمراض، ومن لم يمت بالقصف والغارات، سيموت من المجاعة والمياه الملوثة والأمراض التي كان ممكن علاجها! وتزداد المخاوف من توسع رقعة الحرب لتفجر الجبهة الشمالية مع حزب الله بعد الاستفزازات الإسرائيلية باغتيال قادة ميدانيين لحزب الله في الجنوب واغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضاحية الجنوبية في بيروت-معقل حزب الله الرئيسي. وإجلاء حوالي 60 ألف إسرائيلي من الشمال و100 ألف لبناني من جنوب لبنان.
وصعّدت أمريكا وبريطانيا بقصف مشترك ضد مواقع الحوثيين في اليمن بعد الاعتداء على سفن وناقلات نفط في البحر الأحمر-دعماً لحماس. ونشهد تصعيدا وقصفا أمريكيا في سوريا والعراق وصل لبغداد، ضد مليشيات مسلحة موالية لإيران بعد 115 اعتداء رداً على قصف قواعد عسكرية أمريكية في العراق وسوريا! للأسف لا أفق لحل ينهي نزف حرب الإبادة المؤلم على غزة!
("الشرق") القطرية