صحافة

"المشهد اليوم"... الشرخ الإسرائيلي يتّسع وبايدن "يشعر بالإحباط"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع استمرار القصف الإسرائيلي الهمحي، بالمدفعية والطيران، على شتى أنحاء القطاع من دون أن تتمكن آلة الاحتلال العسكرية من تحقيق أي هدف من أهداف الحرب على القطاع، وهو ما بدأ يتسع الشرخ في المواقف الإسرائيلية الداخلية، بحيث أدى تصاعد التوتر بين بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت إلى انسحاب الأخير من جلسة الحكومة الأخيرة، وصولًا إلى إقرار بعض أعضاء "مجلس الحرب" بضرورة الإقرار بالفشل، وهو ما عبّر عنه بوضوح عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي إيزنكوت بقوله: "يجب التوقف عن الكذب وإظهار الشجاعة بالتوجه إلى صفقة كبيرة تعيد الأسرى... لا يوجد سبب للاستمرار في الحرب بالطريقة نفسها كالعميان".

في المقابل، أكد الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة أنّ أيّ حديث في الوقت الراهن سوى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني "ليس له أي قيمة"، مشيرًا إلى أنّ مصير عدد من أسرى جيش الاحتلال بات مجهولًا، فيما دخل الباقون "نفق المجهول"، ومرجحًا أن يكون جزء كبير منهم قد قُتل خلال القصف الإسرائيلي على القطاع.

وفي تطور لافت، نقل موقع "أكسيوس" عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته "يشعرون بالإحباط"، بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب في غزّة.

غير أنّ المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ، أعاد التشديد لصحيفة "الجريدة" الكويتية، على أنّ "الولايات المتحدة لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب للدفاع عن مصالحها"، لافتًا إلى أنّ بلاده ستتخذ مع حلفائها وشركائها التدابير المتاحة لعرقلة "الأنشطة المزعزعة للاستقرار والتي تهدد حقوق وحريات الملاحة والتجارة البحرية الدولية"، التي تقوم بها الجماعة الحوثية في اليمن.

بينما رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "بعد 100 يوم، لا تبدو حرب الإبادة الإسرائيلية قد ارتوت من الجرائم والدم، وها هي دوامة الموت مستمرة ربما حتى المئة الثانية، وما بعدها، وربما ستجر المنطقة والعالم إلى ما هو أسوأ"، مؤكدةً أنّ تل أبيب "مهما فعلت لن تحقق أكثر مما حققته من هذا العار التاريخي الذي لطخها، وفضح صمت المجتمع الدولي، وكشف نفاقه، وعجزه".

وأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الأكاذيب والافتراءات الإسرائيلية، بشأن المزاعم حول منع مصر المساعدات عن قطاع غزة، كما ورد في أقوال أحد ممثليها أمام محكمة العدل الدولية، تعكس المأزق الكبير الذي تعيشه حكومة الحرب الإسرائيلية الحالية بعد فشلها في تحقيق أهداف حربها على غزّة التى تجاوزت المائة يوم، وتستهدف تضليل الرأي العام وصرف الانتباه عن مسؤوليتها المباشرة عن الجرائم التي ارتكبتها في قطاع غزة، وهي بالطبع ادعاءات وأكاذيب تثير السخرية وتتنافى تمامًا مع الواقع خلال الشهور الماضية".

كما لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "مهما كانت طبيعة القرار الاحترازي، الذي ستُصدره محكمة العدل الدولية قريبًا، فإنّ جرَّ الاحتلال أمامها يُعدّ انتصارًا قانونيًا وسياسيًا كبيرًا أهدته جنوب أفريقيا للفلسطينيين، وخاصة سكان غزة الذين يعانون الأمرّين منذ 100 يوم، في ظلّ خذلانٍ عربي وإسلامي واسع ومخزٍ تواصلَ حتى خلال عقد هذه المحاكمة الاستثنائية".

من جانبهأ أوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "دولة قطر تعمل على عدم توسع الحرب إقليميًا، وهي على اتصال مع جميع الأطراف والشركاء الإقليميين، لضمان ألا تكون هناك ارتدادات إقليمية، لكن الحادث حاليًا يثير القلق بأن هذه الارتدادات بدأت في المنطقة، وسبب هذه الارتدادات الإقليمية هو الحرب العبثية على غزّة".

بينما اعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "السيناريوهات القابلة للتطور في المنطقة كثيرة وهي سيناريوهات ذات علاقة مباشرة بتحوّلات النظام العالمي، وما فعلته جنوب أفريقيا بتحديها النظام الغربي عبر رفعها قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل يرسخ فكرة أنّ العالم أصبح لديه قابلية لمناقشة النظام العالمي بوضوح، هذا الاتجاه من التطورات الدولية لديه قابلية عالية بتدخل غربي معاكس ومباشر في أزمات الشرق الأوسط قد يصل للمشاركة العسكرية، وهذا ما سوف يدفع ويسرّع من التدخلات الدولية ليدفع بها نحو اتجاهات أخرى".

أما صحيفة "الدستور" الأردنية فلتت إلى أن "الانحياز الألماني الأميركي لن يوقف المقاومة الفلسطينية البطلة طويلة الأمد التي تخوض أشرف معارك الحرية واكثرها قسوة وصعوبة وبسالة وفداء"، معتبرةّ أن "كل هذا الانحياز الشائن، لن يوفر لإسرائيل الأمان والاطمئنان، ما دام احتلالها قائمًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن