واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع تجديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنصاف الفلسطينيين والتصويب على همجية الحرب الإسرائيلية، مشددًا على أنّ "لا شيء يمكنه تبرير العقاب الجماعي الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني"، ومؤكدًا ضرورة "الوقف الفوري" لإطلاق النار في غزّة.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت انتهاء العمليات البرية "المُكثّفة" في شمال القطاع متحدثًا عن وجوب "أن تنبثق حكومة غزّة المستقبلية من قطاع غزة"، بينما بثّت "كتائب القسام" تسجيلًا مصوّرًا جديدًا، عرضت فيه جثتَي المحتجزتين الإسرائيليتين يوسي شرعابي وإيتاي سفيرسكي، وأظهر المقطع محتجزة إسرائيلية ثالثة تُدعى نوا أرجاماني، وهي تؤكد أنّ الرهينتين قُتلتا في ضربات للجيش الإسرائيلي. في حين برزت أمس عملية الدهس والطعن التي أقدم عليها شاب فلسطيني في مدينة رعنانا في تل أبيب، ما تسبب بمقتل إسرائيلية وإصابة 13 آخرين.
أما على صعيد اتساع رقعة النيران في المنطقة، فأعلن الحرس الثوري الإيراني قصفه بالصواريخ الباليستية "مقرّ تجسس" تابع للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق، تزامنًا مع قصف مماثل وبالأسلحة نفسها على مواقع قال الإيرانيون إنها تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا. بينما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تسلم رسالة من البيت الأبيض (حول الوضع في البحر الأحمر) لكنه أكد في الوقت نفسه استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر "حتى نهاية حرب غزّة".
وفي ما يتصل باللقاء "المتوتّر" الذي عقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله، الأسبوع الماضي، فكشفت صحيفة "الشرق الأوسط" أن بلينكن حمل خلاله "مقترحاً" من واشنطن للسلطة لإجراء حزمة من الإصلاحات الموسعة على أجهزتها لتمكينها من القيام بمهامها في الضفة الغربية وقطاع غزّة خلال مرحلة ما بعد الحرب في غزة. وتشمل "المقترحات" الأميركية لإصلاح هياكل وأجهزة السلطة، تعيين نائب للرئيس ومنح صلاحيات أوسع لحكومة جديدة من التكنوقراط لإدارة "اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب.
في حين رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أن "فشل مشروع اليوم التالي، الذي جاء به وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، يكمن في حقيقة ارتكازه على فرضية غير صحيحة، مفادها أنّ إسرائيل ستنتصر في الحرب.. وأن اليوم التالي لوقف الحرب، هو احتفالية لإعلان انتصار إسرائيل في أقذر حرب شهدها التاريخ".
بدورها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الوضع الراهن في غزة وما يتصل به من جرائم خطيرة ترتكبها قوات الاحتلال، باستهدافها الأطفال والنساء والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، محكًّا حقيقيًا لقياس مدى نجاعة وفعالية المؤسسات القضائية الدولية، بعدما خاضت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي معركة قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "صدور حكم من محكمة العدل الدولية مؤيد للفلسطينيين ضد إسرائيل، يبقى بالغ الأهمية لإحياء الثقة بالقانون والقضاء الدولي، وإعادة الاعتبار للإنسانية، ولقضية بقيت طويلًا فى رقبة العالم شاهدًا على الظلم، وآن لها أن تشهد على العدل. وسوف يؤكد الحكم (إن صدر هكذا)، أنّ الحق ما زال له قوة دولية تحميه، من محكمة عادلة وقامات شرفاء من رجال القانون والقضاء الدولي".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فرأت أنه "يمكن التنبؤ بأن عمليات افتدائية موجعة كثيرة وكبيرة تختمر في وجدان الشباب العربي الفلسطيني، سيتم تنفيذها في الوقت الفلسطيني المناسب، لكن ما لا يمكن التنبؤ به هو زمان ومكان هذه العمليات".
بينما لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنه "مع ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني المنكوب في قطاع غزّة في ظل العدوان والحصار والعقاب الجماعي من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق، بدأت تبرز المزيد من المخاطر على المنطقة والعالم بتزايد احتمالات اتساع رقعة الصراع الى لبنان واليمن واشتعال التوتر في البحر الأحمر على خلفية الحرب في غزّة".
(رصد "عروبة 22")