واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، وسط تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، من أنّ الوضع في الشرق الأوسط أصبح أشبه بـ"برميل بارود" على وشك الانفجار، مشددًا على أنّ العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل تؤدي إلى دمار واسع النطاق، وإلى قتل البشر على نطاق غير مسبوق.
وإذ تتصاعد عمليات الاستهداف الإسرائيلي المركّز لقادة وكوادر "حزب الله" وتتسع رقعتها في عمق الجنوب اللبناني، وآخرها أمس الغارة التي شنّتها مسيّرة على سيارة بالقرب من حاجز الجيش اللبناني عند مفترق كفرا - صربين في قضاء بنت جبيل ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين، برزت المعلومات التي تحدثت خلال الساعات الأخيرة عن أنّ إسرائيل ربما تسعى إلى إعلان وقف نار من جهتها على جبهة الشمال، متكئةً على أنّ "حزب الله" لن يتراجع عن قرار إسناد غزّة بعمليات من جنوب لبنان ما دامت الحرب في القطاع مستمرة، فتحمّله عندها مسؤولية "ما سيكون" من ضربات، يُرجّح أن تكون بوتيرة أكبر وأقوى ضمن نطاق جغرافي بعمق 7 أو 8 كيلومترات في الجنوب.
وبالتزامن، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه يرفض شروطاً لحركة "حماس" للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، في حين رفضت "حماس"، في وثيقة من 18 صفحة بعنوان "هذه روايتنا... لماذا طوفان الأقصى؟"، أي مشاريع دولية وإسرائيلية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزّة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال ويكرّس استمراره، مؤكدةً أن "الشعب الفلسطيني يملك القدرة والكفاءة في أن يقرّر مستقبله بنفسه، ولا يجوز لأحد أن يفرض الوصاية عليه".
أما على مستوى العلاقات الأميركية الإسرائيلية، فعبّر مشرّعون أميركيون مؤيّدون لإسرائيل من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن إحباطهم من قيادة نتنياهو وفقدانهم الثقة به وبطريقة تعامله مع الحرب على غزّة، وفق ما أظهر تقرير لشبكة "NBC" الأميركية، بينما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن مسؤولين أوروبيين، أنّ الاتحاد الأوروبي يحث أعضاءه على معاقبة إسرائيل، إذا واصل نتنياهو رفض إقامة دولة فلسطينية.
في هذا السياق، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "بعد كلام نتنياهو عن رفضه قيام دولة فلسطينية، يمكن القول إنّ هناك استحالة في التوصل إلى تفاهمات كبرى في المنطقة تقوم على تطبيق القانون الدولي الإنساني ومقررات الشرعية الدولية في ما يخص القضية الفلسطينية"، مشيرةً إلى أنّ "نتنياهو يدفع المنطقة إلى أتون حرب لا يُعرف مداها وخطورتها، فهو الآن بمثابة "كعب آخيل" حيث نقطة ضعفه وسبب سقوطه".
بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "نتنياهو يقاتل من أجل بقائه فى السلطة، لذلك يخطط لتمديد الحرب عدة أشهر أخرى يمكنه من خلالها تأجيل قدره المحتوم"، مشيرةً إلى أنه "سوف يفعل كل ما بإمكانه للتمسك بزمام الأمور لتجنّب الحساب بشأن ٧ أكتوبر، لكن عليه في مرحلة ما أن يتقبل المسؤولية وعندها لن يكون الحكم لصالحه".
في حين شددت صحيفة "الرياض" السعودية على أنّ "ما يحدث في غزة تتحمله إسرائيل فهو أشبه بتطهير عرقي للسكان وإبادة جماعية، ويتحمل الغرب الكثير من المسؤولية سواء ما يجري في الحاضر أو حتى ما حدث في الماضي، فالدعم الغربي لإسرائيل بالسلاح وحمايتها من العقوبات الدولية كل ذلك يقع على عاتق الغرب".
من جانبها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "ما يقدمه شعب فلسطين بمكوناتهم الثلاثة: في قطاع غزة، في الضفة الفلسطينية والقدس، في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، بوسائل وأساليب مختلفة، هو ثمن استعادة حقوقهم التي تم سلبها منهم".
بينما كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "الضربة التي قتلت أمس الأول 5 قياديين عسكريين إيرانيين في دمشق، سلّطت الضوء على أزمة ثقة متنامية بين طهران ودمشق، سببها المباشر تزايد الاغتيالات التي تستهدف مسؤولين إيرانيين رفيعين في سوريا، وفي الخلفية سبب آخر متراكم منذ 7 أكتوبر الماضي، بعد أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد فتح جبهة سوريا في وجه إسرائيل وتسليمها إلى إيران وحلفائها".
أما صحيفة "الوطن" البحرينية، فرأت أنّ "استمرار طهران وتل أبيب في رسم الاستراتيجيات المناهضة لحل الدولتين، عبر عمليات التصعيد المتبادلة والتي قد ينتج عن ذلك حربًا إقليمية، هو أمر في غاية الخطورة، في ظل تصاعد الجبهات على مستوى الممرات المائية، كمضيق باب المندب والعمليات التي يقوم فيها وكلاء إيران والحرس الثوري في العراق وباكستان"، لافتةً إلى أنّ "دول الخليج العربي والأردن وجمهورية مصر العربية أمام تحدٍ وجودي في مواجهة هذا المستوى من التصعيد".
(رصد "عروبة 22")