واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إشعال إسرائيل معركة خان يونس بجنوب قطاع غزة، غداة إقرارها بأن جيشها مُني بأسوأ كارثة في المعارك بالقطاع، إثر مقتل 24 ضابطًا وجنديًا في يوم واحد في العملية التي شنّتها المقاومة الفلسطينية في مخيم المغازي، وهو ما أثار "صدمة كبيرة" هزّت أركان الجبهة الداخلية الإسرائيلية. بينما أعلنت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي من المدنيين إلى 25 ألفًا و490 شهيدًا و63 ألفًا و354 إصابة.
بالتزامن، وإذ نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر أنّ "إسرائيل وحركة "حماس" وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرًا"، ضمن إطار "النهج التدريجي" لتبادل الأسرى الذي اقترحه الوسطاء، جدد متحدث باسم حكومة بنيامين نتنياهو التشديد على أنّ تل أبيب لن توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار "إذا سمح باستمرار احتجاز الرهائن في غزّة أو بقاء الحركة في السلطة بالقطاع"، بينما أكد مسؤولون في "حماس" تمسّك الحركة بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع "قبل الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بالأسرى".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فوسّع الجيش الإسرائيلي القصف الجوي إلى منطقة قريبة من مدينة صيدا، حيث أدت غارة جوية إلى تدمير نادٍ للرماية في إقليم التفاح على مسافة 25 كيلومترًا من أقرب نقطة حدودية. في حين أعلن الجيش الأميركي أنه نفذ ضربتين جديدتين في اليمن، في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، ودمّر صاروخين مضادين للسفن أطلقهما الحوثيون كانا موجّهان ويستعدان للانطلاق نحو البحر الأحمر.
وعلى صعيد متصل، قاطع محتجّون مؤيّدون للفلسطينيين أمس مرارًا خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، في تجمّع انتخابي في ماناساس بولاية فيرجينيا قرب واشنطن، بهتافات تدعو لوقف الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة، بينما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الشهري، الأيام المائة الماضية بأنها "مفجعة وكارثية بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين في غزة"، كما شدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أنّ إسرائيل لا يمكن أن يكون لها "حق الفيتو" على حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة.
في هذا السياق، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "الانعكاسات المتوقعة لعملية المغازي على المسارين العسكري والسياسي، من شأنها أن تجعل الكيان الإسرائيلي يدرك أنه لا سبيل أمامه غير وقف العدوان والانخراط في عملية سياسية تقوم على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "من أهم إنجازات عملية "طوفان الأقصى" أنها أعادت وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الاهتمام العالمي، بعد أن كاد يطويها النسيان، أو تتحوّل إلى قضية هامشية في مجرى الصراعات والمصالح الدولية"، مشيرةً إلى أنه على "الاتحاد الأوروبي أن يتحرّك، تزامنًا مع دعوات كثيرة تطالب بالحل على أساس "الدولتين" في مسعى لوضع حد للطغيان الإسرائيلي وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
بدورها، أشارت صحيفة "الرياض" إلى أنّ "العدوان الإسرائيلي مستمر على غزة منذ أكثر من مئة يوم، ومع ذلك يخرج قادة إسرائيل بتصريحات عن انتهاء مرحلة من القتال وبدء مرحلة جديدة، وكأن الأمر لا نهاية له حتى تنتهي مرحلة وتبدأ أخرى وهكذا دواليك، دون أن تلقى موقفًا دوليًا حازمًا يوقف آلة الحرب، ويحد من سفك الدماء، وينهي المآسي الإنسانية التي خلّفتها الحرب حتى الآن والتي سيتكشف أكثر منها في المستقبل القريب".
في حين كتبت صحيفة "الدستور" الأردنية: "إذ تحرّكنا بقوة لمواجهة التهجير والمجازر الصهيونية وفضحها، فالأَولى أن نتحرّك لمواجهة العمل الإسرائيلي على انهيار السلطة الوطنية، ويشمل ذلك التحرك تقديم الرأي والمشورة والنصح للرئيس محمود عباس للخروج من استعصاء تدني منسوب الثقة الشعبية الحالي، وذلك بضم حركتي حماس والجهاد إلى مظلة منظمة التحرير الفلسطينية مما يعد مخرجًا آمنًا للحركتين، اللتين يرفض العالم التعامل معهما ويعتبرهما منظمتين إرهابيتين".
من جانبها، أوضحت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "الموقف الأوروبي ما يزال مرتبطًا إلى حد كبير بالموقف الأميركي، فيما يتعلق بمعظم القضايا الخارجية خصوصًا الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما يجعل هذا الموقف عاجزًا في مرات كثيرة"، لكنها لفتت إلى أنه "رغم ذلك هناك أصوات أوروبية كثيرة تحدثت بوضوح خلال الأزمة خصوصا جاك ميشيل رئيس المجلس الأوروبي وجوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، لا سيما فيما يتعلق بأنّ حل الدولتين لا بد أن يتم تطبيقه وليس فقط الحديث عنه".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فرأت أنّ "معركة غزّة ليست إلّا فصلًا من فصول الحرب التي أعلنتها قوى البغي والعدوان على الإنسان الرّافض للاعتداء على فطرته في العيش متحررًا"، مشددةً من هذا المنطلق على أنّ "معركة غزّة هي معركة الأمّة، بل معركة الإنسانية".
بينما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أن "المرشد وافق على قيام جهاز أمن الحرس الثوري بتوقيف عدد من المسؤولين في الأجهزة الأمنية، وكذلك في مؤسسات سياسية ضمنها وزارة الخارجية، للتحقيق معهم بشأن الخروقات والتسريبات التي أدت إلى مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس في سوريا، والذي كان يشغل كذلك منصب نائب قائد استخبارات فيلق القدس".
(رصد "عروبة 22")