واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث تستمر تل أبيب بحرب "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين بمعزل عن مسار محاكمتها أمام محكمة العدل الدولية التي أعلنت أنها ستُصدر قرارها غدًا الجمعة بشأن إمكانية فرض "إجراءات طارئة" ضد إسرائيل، إذ كثّف جيش الاحتلال غاراته الوحشية أمس على مدينة خانيونس، فطاولت مراكز النازحين مخلفةً أعدادًا كبيرة من الشهداء، بالتزامن مع معارك برية تقترب من المشافي القليلة المتبقية في القطاع "بما في ذلك الأقصى وناصر والأمل" حسبما أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، بينما أفاد مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، توماس وايت، بأنّ قصفًا مدفعيًا على ملجأ للأمم المتحدة في خان يونس أدى إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص.
بالتزامن، وفي حين حذّرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر تسليح المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، داعيةً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوع ذلك، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أنّ تهديدات الوزيرين المنتميين إلى اليمين المتطرّف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، هي التي أدت إلى تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن استئناف المفاوضات مع "حماس" حول صفقة تبادل أسرى. علمًا أنّ وزارة الخارجية القطرية استنكرت بشدة التصريحات المنسوبة إلى نتنياهو بشأن الوساطة القطرية بين إسرائيل و"حماس"، بينما رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتهامات إسرائيل لمصر بعرقلة دخول المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أن "معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة، والإجراءات التي تتم من الجانب الإسرائيلي هي ما تؤدي إلى ذلك".
أما على مستوى التطورات في البحر الأحمر، فأبلغت هيئة بريطانية، الأربعاء، عن هجومين جديدين في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك بعد ساعات من تدمير صاروخين كانا يستهدفان سفن الشحن، وفق بيان أميركي. في حين أفادت صحيفة "الراي" الكويتية بأنّ شركة ناقلات النفط الكويتية قرّرت إيقاف مرور ناقلاتها في البحر الأحمر، موقتًا، بسبب تطور الأحداث في المنطقة.
من جانبها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه "بنظرة عامة لنتائج الأحداث، نجد أن إسرائيل دخلت هذه الحرب، ولها ثلاثة أهداف رئيسية، الأول القضاء على حماس، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، والثاني تحرير الرهائن لدى المقاومة الفلسطينية، وهو ما لم يتم إلا جزئيًا من خلال المفاوضات، أما الهدف الثالث للحرب فكان السيطرة على غزّة وهو أمر لم يحدث حتى الآن، لتستمر الحرب لشهرها الرابع، في ظل فشل إسرائيل في تحقيق أي من الأهداف العسكرية والإستراتيجية، مع ارتفاع موجة الغضب الداخلي على الحكومة الإسرائيلية الحالية".
بينما اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "استمرار حكومة الاحتلال بحربها على قطاع غزّة، والذي أدى الى كل هذا الدمار إلى جانب عدوانها المتصاعد على القدس ومقدّساتها، وعلى مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، واستمرار تحديها للشعب الفلسطيني والقانون الدولي، لن يحقق الأمن لأحد، وأن السلام والأمن يتحققان فقط عبر الحلول السياسية القائمة على أساس حل الدولتين".
أما صحيفة "الخليج" الإماراتية فأشارت إلى أنّ "المدهش أن المخططين لمستقبل فلسطين يتحدثون عن ضرورة إصلاح الحكومة القائمة الآن في رام الله، أو إقامة حكومة بديلة مختارة بعناية من جانب إسرائيل، بينما آخرون، وهم الأغلبية الحاكمة في إسرائيل، لا يخفون عزمها على إنهاء الصراع بمحو اسم فلسطين من خرائط السياسة في الشرق الأوسط".
بدورها، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنه "بإصدار حركة "حماس "وثيقتها الجديدة ورؤيتها للأمور، تكون قد أعلنت للعالم أجمع أنها حركة مقاومة ضد احتلال غاشم قائم، وليست ضد أي أحد من بني البشر، ولا ضد دين أو فكر أو ثقافة أو عرق".
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنه "في خطوة قد تكون مؤشرًا إلى احتدام الصراع المستتر حول خلافة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي (84 عامًا)، مُنع الرئيس المعتدل السابق حسن روحاني من الترشح لعضوية "مجلس الخبراء" في الانتخابات المقررة في اذار المقبل. وأفاد مصدر مقرب من روحاني بأنّه حاول دون جدوى إجراء اتصال بخامنئي، بعد تسرّب خبر استبعاده قبل ساعات من إعلانه رسميًا".
(رصد "عروبة 22")