صحافة

"المشهد اليوم".. إسرائيل تدرس "ردّ حماس" ومقترح تهدئة لـ"جبهة لبنان"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تحذير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الثلاثاء، من أن أي تحرك من إسرائيل لتوسيع عمليتها البرية في غزة لتشمل مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب القطاع، قد يفضي إلى "جرائم حرب يجب منعها بأي ثمن".

وأمس، أعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن بلاده تسلّمت رد حركة "حماس" على الإطار العام لاتفاقية بشأن صفقة الأسرى والمحتجزين، واصفاً الرد بأنه "إيجابي في مجمله، ويبعث على التفاؤل"، رافضًا الخوض في التفاصيل الآن "لحساسية المرحلة".

وبينما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الدوحة أرسلت رد "حماس" إلى "الموساد" وأنّ "الجهات المختصة تدرس تفاصيله بشكل معمّق"، رأى الرئيس الأميركي جو بايدن أن رد الحركة "مبالغ فيه"، في حين أكدت "حماس" في بيان أنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فكشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تأمل في الإعلان "خلال الأسابيع القليلة المقبلة" عن سلسلة من الالتزامات من قبل إسرائيل و"حزب الله" من شأنها تخفيف التوترات وإنهاء الاشتباكات على الجبهة اللبنانية الجنوبية، موضحًا أنّ "مقترح التهدئة سيكون على غرار التفاهمات التي أنهت جولة القتال عام 1996، وستعلن بموجبه القوى الغربية الخمس عن "تدابير اقتصادية" لتعزيز الاقتصاد اللبناني مقابل التزام كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود ونقل "حزب الله" كافة قواته على بُعد 8 إلى 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية وإرسال الجيش اللبناني ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جندي إلى المنطقة الحدودية على أن تتخذ إسرائيل خطوات لنزع فتيل التوترات، ووقف التحليق في الأجواء اللبنانية وسحب بعض القوات التي حشدتها على طول الحدود في الأشهر الأربعة الماضية".

تزامنًا، استرعى الانتباه مساء أمس رد المملكة العربية السعودية الحازم على تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون وتفيد بتلقي واشنطن تأكيدات من الرياض على أنّ لديها "اهتمامًا قويًا" بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فسارعت وزارة الخارجية السعودية إلى تجديد التشديد في بيان على أنّ "المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".

وإذ نقلت شبكة "أن بي سي نيوز" عن مسؤول أميركي كبير قوله إنّ إدارة بايدن تعمل على وضع خيارات سياسية داخلية بشأن الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، رفض مجلس النواب الأميركي، في وقت متأخر أمس الثلاثاء، مشروع قانون تقدّم به الجمهوريون يقضي بتقديم 17.6 مليار دولار لإسرائيل، وقال الديمقراطيون إنهم يريدون التصويت بدلًا من ذلك على مشروع قانون أشمل يقدّم أيضًا المساعدة لأوكرانيا ولجهود التمويل الإنساني الدولي ويوفر تمويلًا جديدًا لأمن الحدود.

أما على صعيد التطورات الإقليمية، فأعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أنّ الحوثيين أطلقوا أمس ستة صواريخ باليستية مضادة للسفن، من مناطق سيطرتهم باليمن باتجاه سفينتين جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. بينما هزت مدينة حمص السورية انفجارات عنيفة، ليل الثلاثاء/الأربعاء، جراء قصف جوي إسرائيلي.

وعشية جولة جديدة له في المنطقة، حمّل المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، كلًا من إيران وجماعة الحوثي تبعات "عسكرة البحر الأحمر"، مؤكدًا أن العمل العسكري الذي تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها "ليس ضد اليمن أو ضد اليمنيين، بل ضد القدرة العسكرية للحوثيين الذين يتصرّفون كمنظمة إرهابية عالمية".

في هذا الإطار، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "توسيع دائرة الصراع الإقليمي يخدم بشكل مباشر دعاة التطرف والإرهاب، ورافضي السلام والاستقرار الإقليمي، والمعطلين للتنمية والتطور والازدهار، والساعين للهدم والتدمير والتخريب للمجتمعات الآمنة والمستقرة، والهادفين لتنفيذ مخططاتهم التوسعية على حساب المجتمعات والمصالح العربية".

بينما اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "المستوى العالي للتنسيق بين دولة قطر والولايات المتحدة بالشراكة مع جمهورية مصر العربية، وثقة جميع الاطراف في الوساطة القطرية تشكل بارقة أمل في تحقيق اختراق حاسم لإنهاء الحرب ورسم معالم الطريق نحو حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن السلام والاستقرار في المنطقة".

بدورها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "على العالم عدم السماح لحكومة التطرف الإسرائيلية باختطاف القضية الفلسطينية واحتلال قطاع غزة وفرض واقع جديد وإقامة المناطق العازلة، على حساب مساحة قطاع غزة المعروفة والمحددة دوليا ضمن قرارات الأمم المتحدة، والتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنها مشكلة ضمن الصراع الإسرائيلي الداخلي".

في حين أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الولايات المتحدة تدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن تحقيق أمن إسرائيل مرهون بإقامة دولة فلسطينية، وليس بإمكانها الاستمرار في تجاهل تصاعد وتيرة الغضب الفلسطيني والعربي، إثر الممارسات الإسرائيلية وتغييب إرادتها بالوصول لاتفاق ملزم يفضي إلى تحقيق السلام وإنهاء حالة الحرب، وهذا ما تقوم عليه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالوقت الراهن".

من جانبها، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "نتنياهو يبحث عن أيّ صورة انتصار، فبعد أن تأكّد من استحالة تحرير أسراه بالقوة والقضاء على "حماس" والسيطرة عسكريًا على غزّة، ها هو يكتفي بهدف وحيد وهو قتل كبار قادة "حماس"، ليتخذها ذريعة لوقف حربه الخاسرة والحفاظ على ماء وجهه، وقد لا يتمكّن حتى من تحقيق هذا الهدف الوحيد في نهاية المطاف، ويرغم على إنهاء الحرب والرضوخ لشروط المقاومة وتبييض سجون الكيان من الأسرى الفلسطينيين، وبعدها يسقط حتمًا وتنتهي مسيرته السياسية ويُسجن سنوات يتجرّع خلالها مرارة هزيمته التاريخية".

أما صحيفة "اللواء" اللبنانية فلفتت إلى أنّ "الساحة اللبنانية تضج بحركة دبلوماسية، تكاد توازي الحركة الاميركية الدائرة في المنطقة عبر الجولة الخامسة لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكين"، موضحةً أنّ "الموفدين الدبلوماسيين يضمّنون كلامهم في المجالس وخارجها الترهيب والترغيب، بينما الجواب اللبناني الرسمي المتقاطَع حوله: على اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والالتزام ببنود اتفاقية الهدنة عام 1949، وعندها سيصار الى البحث في كيفية تطبيق القرار 1701".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن