واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ترقب عالمي لتداعيات سقوط فرضية التوصل إلى هدنة في قطاع غزّة مع حلول شهر رمضان المبارك، ما يفتح الباب أمام مجموعة من الأسئلة حول ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد على كافة الجبهات، لا سيما وأنّ الخلافات الإسرائيلية الداخلية تتنامى حيال التعاطي العسكري والأمني خلال أيام شهر رمضان، بحيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية أنّ "تلاسنًا حادًا" حصل أثناء انعقاد اجتماع للمجلس الأمني والسياسي المصغر يوم الخميس الفائت، بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ومفوض عام الشرطة يعقوب شبتاي، بسبب مسألة الصلاة في المسجد الأقصى خلال رمضان.
في الأثناء، وإذ نبّهت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أنّ الحرب في غزّة "حطّمت كل معاني الإنسانية المشتركة"، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنّ سفينة إمداد غادرت الولايات المتحدة في طريقها إلى شرق البحر المتوسط، وعلى متنها أولى المعدات لبناء ميناء عائم لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة. بينما لفت الرئيس الأميركي جو بايدن، في حديث لشبكة "إم إس إن بي سي"، إلى أنّ التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح سيكون "خطاً أحمر" بالنسبة لنتنياهو، لكنه سرعان ما استدرك وتراجع عن ذلك، قائلًا إنه لا يوجد خط أحمر و"لن أتخلّى عن إسرائيل قط".
بالتزامن، أعلن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، في بيان السبت، أنه عقد لقاءً مع مدير وكالة "سي آي إيه" وليام بيرنز، الجمعة، وبحثا الجهود الرامية إلى عقد صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس". بينما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن القيادي في "حماس" حسام بدران، بأنّ الحركة متمسكة بمطالبها بوقف إطلاق نار دائم، في وقت يستعد المفاوضون لاستئناف محادثات التهدئة اليوم في القاهرة، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّ بلاده حريصة على فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، على مدار 24 ساعة لإدخال المساعدات الإنسانية.
أما على مستوى الجبهات الإقليمية المشتعلة، فقد أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في حي العين وسط بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، ما أدّى الى مقتل عائلة من 5 أشخاص، وجرح أكثر من 9 آخرين. في حين أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان السبت، أنّ الجيش الأميركي وقوات التحالف أسقطت 28 طائرة حوثية مسيّرة على الأقل فوق البحر الأحمر.
على هذا الصعيد، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "ما يعانيه العالم منذ اندلاع الحرب في غزة هو أزمة ضمير، اذ أزاحت المواقف اللثام عن وجه قبيح لا يزال ينظر إلى الأمور من منظور مصالحه وتحالفاته ضاربًا عرض الحائط بالقيم والأخلاق وطاعنًا الانسانية في مقتل، فما يحدث في أوكرانيا اعتداء من روسيا وجب معه دعم أوكرانيا، أما ما يحدث في إسرائيل فهو دفاع عن النفس وجب دعمه بالسلاح والمال والفيتو الأميركي الجاهز لدحض أي محاولة لإيقاف إسرائيل عند حدها".
بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الجميع يحمّل حركة "حماس" كذبًا وبهتانًا فشل مفاوضات وقف إطلاق النار، فـ"حماس" تريد وقفًا دائمًا للعدوان، والولايات المتحدة والمحتل يريدون هدنة لمدة ستة أسابيع يطلقون فيها أكبر عدد من أسراهم ثم يكملون الإبادة الجماعية".
من جانبها، رأت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "ما يمكن استخلاصه من حرب غزّة أنّ تغييرات كبيرة وفي العمق ستحدث في داخل إسرائيل في حال كان مطلوبًا إيجاد استقرار في المنطقة، حيث لا مستقبل لليمين الإسرائيلي الذي لا يهمه حاليًا الاستقرار في المنطقة بل يهمه قبل أي شيء آخر إنقاذ المستقبل السياسي لـ"بيبي" الذي يعتبر نفسه أهمّ من إسرائيل".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" أنّ "ما يجري في قطاع غزّة الفلسطيني من جرائم إسرائيلية انتهاك صارخ لكل المواثيق والقيم الإنسانية والأخلاقية تتجاوز كل الخطوط الحمراء المعلومة، وأصبح عبئًا ثقيلًا على المجتمع الدولي، الذي ما زال منذ أكثر من خمسة أشهر يجتر نفس البيانات والتحذيرات دون أن يتحرك عمليًا لوقف حرب الإبادة المكتملة الأركان".
أما صحيفة "الوطن" القطرية، فأشارت إلى أنّ "قدوم شهر رمضان هذا العام، يتزامن مع مرور خمسة أشهر من الحرب المتواصلة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، خلفت خلالها تأثيرات اقتصادية واسعة على الاقتصاد الفلسطيني، على رأسها انعدام مقومات الحياة لدى المواطنين، وانقطاع المواد الغذائية، وكل أسباب الحياة الأخرى، فيما المجتمع الدولي يقف متفرّجًا عاجزًا أمام هذه المأساة المروعة".
(رصد "عروبة 22")