صحافة

"المشهد اليوم"... المجازر تتصاعد في غزّة والغارات تتوسّع في لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تجديد قوات الاحتلال عمليات استهداف المدنيين خلال انتظارهم المساعدات الإغاثية، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح بالنيران الإسرائيلية فجر اليوم قرب دوار الكويت جنوبي غزّة، كما استشهد وأصيب العشرات من المدنيين في هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، حيث تتعمّد قوات الاحتلال استهداف المنازل السكنية وهدمها فوق رؤوس من فيها، وآخرها قصف منزل لعائلة أبو سنجر في "دير البلح" ما أسفر عن استشهداء 8 أشخاص وفقدان آخرين تحت الأنقاض.

وعلى الجبهة اللبنانية، نفّذ الجيش الإسرائيلي أمس غارات جوية على أحد المراكز التابعة لـ"حزب الله" بين بلدتي الأنصار ودورس في جنوب مدينة بعلبك في شرق لبنان، بينما أفيد صباح اليوم عن إطلاق "الحزب" نحو 70 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل. كما أعلن الجيش الأميركي أنّ الحوثيين استهدفوا السفينة التجارية "بينوكيو" المملوكة لشركة سنغافورية وترفع علم ليبيا في البحر الأحمر، في حين أعلنت فصائل عراقية مسلّحة أنها استهدفت مطار "بن غوريون" في تل أبيب بواسطة طائرات مسيّرة الليلة الماضية.

بالتزامن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ واشنطن ستواصل العمل من أجل التوصّل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لمدّة 6 أسابيع على الأقلّ، وستواصل قيادة الجهود الدولية لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزّة، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى احترام روح شهر رمضان، ووقف إطلاق النار في قطاع غزّة، معربًا عن أسفه لاستمرار القصف وسفك الدماء، رغم بدء شهر الصوم، في حين حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي في الامم المتحدة من أن الوقت ينفد لتجنب مجاعة في شمال قطاع غزّة الذي يواجه كارثة إنسانية بسبب الافتقار إلى كميات هائلة من المواد الغذائية.

في هذا الإطار، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأنّ "الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة يبذلون مساعي حثيثة للوصول إلى هدنة في قطاع غزّة تضع حدًا لمعاناة سكانه المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، لكن يبدو أنّ جهودهم لا تزال تراوح مكانها حتى الآن مصطدمة بمطالب و"ضوابط" وضعتها حركة "حماس"، مقابل "شروط" إسرائيلية "عرقلت" حتى الآن التوصل إلى هدنة، يجري خلالها تبادل المحتجزين".

بينما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "منذ سقوط المسجد الأقصى أسيرًا عام 1967 وهو يعاني يوميًا الانتهاكات والتدنيس، ومحاولات التهويد مثله مثل بقية الأرض الفلسطينية، وتحوّل إلى هدف للمتطرفين للصلاة داخل حرمه وأداء الطقوس الدينية وتقديم القرابين، كمقدمة لبناء الهيكل الثالث المزعوم الذي تصاعدت وتيرة الدعوة لبنائه مع حكومة بنيامين نتنياهو الحالية التي يشارك فيها اثنان من عتاة العنصريّين، هما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن إيتمار بن غفير الذي دعا إلى منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان".

وأشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "حق وجود إسرائيل عند الصهاينة، يعني: إبادةَ الفلسطينيين.. وتهديدَ أمن العرب، والهيمنةَ الإقليمية على المنطقة"، لافتة إلى أنّ "الصهاينة يدركون أن جدلهم في حق وجود دولتهم لا يقف عند قيام الدولة، بل يتعداه إلى سلب حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولة".

بدورها، أفادت صحيفة "الدستور" الأردنية بأنّ "فكرة الممر المائي بين غزة وقبرص ليست بريئة، حتى ولو كانت تستجيب لحاجة الفلسطينيين في توفير احتياجاتهم الضرورية، وفك حصار جزئي عنهم باتجاه البحر"، مشيرةً إلى أنّ "الخبث يكمن، من خلال موافقة حكومة المستعمرة، وتحمسها لهذا المشروع، بل هي من سبق وبادرت له ويبدو أنها صاحبة الفكرة والتخطيط، وسوقتها أميركيًا وأوروبيًا للعمل على تنفيذها".

بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "لا أمل في إبعاد شبح الحرب الإقليمية والتصعيد الضاري في الإقليم، إلا عبر طريقين لا ثالث لهم، الأول أن يذهب القاتل الأكبر بطرده من موقعه، كما تدعو بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حاليًا، والثاني ان تتخلى أميركا والغرب المنافق عن السلبية وتغطية جرائم عصابة تل أبيب، وتمارس الضغوط اللازمة على نتنياهو، لإحياء فرصة الإنقاذ الوحيدة المتاحة في مفاوضات القاهرة الحالية".

على مستوى جبهة جنوب لبنان، لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "ثمة من يتخوف من تداعيات حرب غزة على الوضع اللبناني، بعد التوسع الإسرائيلي المتعمد لجغرافية المواجهات، وتجاوزها جنوب الليطاني، ووصولها إلى البقاع، وتكرار الغارات على بعلبك والعديد من المواقع البقاعية الأخرى، فيما مفاوضات الهدنة في غزة ما زالت تتعثر في مهب الشروط التعجيزية الإسرائيلية، والتي يُحاول نتنياهو من خلالها تمديد أمد الحرب، حفاظًا على بقائه في السلطة، والتهرّب من نهاية مستقبله السياسي".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن