صحافة

"المشهد اليوم"... مستشفى "الشفاء" في مرمى العدوان مجددًا"يونيسف": أطفال غزّة لم يعد لديهم "حتى طاقة للبكاء"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تحدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغوط الدولية التي يتعرض لها، مجدّداً تصميمه على اجتياح رفح، قائلاً إنّ ذلك "ليس أمراً سنفعله تاركين السكان محاصرين فيها"، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 90 فلسطينيًا، بينهم 12 فردًا من عائلة واحدة، في قصف إسرائيلي على عدّة مناطق في غزّة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وفي ساعات الفجر الأولى، شنّ جيش الاحتلال هجومًا جويًا وبريًا مُركّزًا على "مستشفى الشفاء" في مدينة غزّة، معلنًا أنه يقوم بتنفيذ "عملية دقيقة" تستند إلى معلومات حول وجود "مسؤولين كبار" من حركة "حماس" في المستشفى، حيث أفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات مسلّحة في محيطه وذلك بالتوازي مع إطلاق المسيّرات الجوية الإسرائيلية النار على "كل ما يتحرك في المنطقة"، مع مشاركة أكثر من 45 دبابة وناقلة جند مدرّعة في العملية، التي أكد الجيش الإسرائيلي أنه ينفّذها عبر قوات مشتركة مع "الشاباك".

وأمس، وصلت 9 شاحنات مساعدات إلى شمال قطاع غزة، 7 منها تحمل معلبات واثنتان تحملان الطحين، في ثاني دفعة مساعدات تصل إلى شمال القطاع منذ أشهر، بينما أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الأحد، إلى أنّ أكثر من 13 ألف طفل لقوا حتفهم في غزّة جراء الهجوم الإسرائيلي، مضيفةً أنّ العديد من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد وليس لديهم "حتى الطاقة للبكاء".

بالتزامن، أعربت مصادر سياسية في تلب أبيب عن غضبها وإحباطها من مضمون المسودة الأخيرة لمشروع القرار الأميركي الذي يفترض أن يتم تقديمه، قريبًا، إلى مجلس الأمن الدولي ويطالب بوقف فوري ودائم للنار في غزّة، وقالت إنها "صدمت بمضمونه الحاد ضد حكومة بنيامين نتنياهو".  وقالت هذه المصادر، وفقا لصحيفة "معاريف" إنّ المسؤولين الإسرائيليين الذين اطلعوا على نص المشروع علقوا عليه بأنه "كُتب بلهجة حادة ضد اجتياح رفح ويطالب بوقف القتال في قطاع غزّة فورًا ولفترة طويلة، ويؤكد أنّ هذا الاجتياح سيؤدي حتمًا إلى المساس بكمية كبيرة من المدنيين وخرق القانون الدولي".

في هذا السياق، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "ما تعيشه غزّة نتاج للسياسة الإسرائيلية التوسعية التي تنتهجها الصهيونية اليمينية المتطرفة، والتي تستمر من خلال اختطاف مبادئ السلام، وتغذيها الرغبة الدفينة المُحقَنة بالكراهية الأزلية التي ساهمت في إقامة المزيد من التشويه والطلاسم وتدنيس جغرافية غزّة".

وأشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "الحديث العلني في أعلى هيئة عدالة دولية عن فكرة الإبادة الجماعية والتحذير من وقوعها هو اتهام بطريقة أو بأخرى لدولة الاحتلال بذلك، لكن ما هو جوهري اليوم يتعلق بالاستخفاف الإسرائيلي بأعلى هيئة عدالة دولية، فلا المجازر الوحشية توقفت، ولا خطاب الكراهية العنصري الصادر عن كبار المسؤوليين الإسرائيليين خفتت حدته، ولا المساعدات وجدت طريقها بيسر وسهولة إلى الفلسطينيين المحاصرين تحت النار".

من جانبها، تطرّقت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى "الإنتقادات التي وجهها تشاك شومر، زعيم الأغلبية في الكونغرس، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، معتبرةً أنّها "هزّة من الهزات التي ستتوالى على نتنياهو، بعد أن أثبت للعالم أنّ تطرّفه تجاوز كل الخطوط، فكان لا بد من أن تأتيه الهزة الأولى من الداعم الأول، بعد أن طاله اللوم، وأصبح في قفص الاتهام، بارتكاب الجرم السافر ضد مقومات الإنسانية ومواثيقها، والأيام حبلى، وما ستأتي به سيكون أكثر حدة من كلام شومر".

ورأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "العالم العربي والإسلامي، أمام فرصة تاريخية اليوم، لكشف الجانب المتعلق بهم من هذه السردية الصهيونية الظلامية، ويجب أن يستغل مثقفوه ومفكروه ومنظروه هذه الفرصة، لدعم التحرر الغربي من قبضة الصهيونية، وهذه أهم حقيقة وواجب يجب ان يقوم به عالمنا المخدوع المنقاد بدوره للصهيونية وعملائها في الغرب والشرق".

بدورها، تطرّقت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى الاجتماع الذي غقد في بيروت بين حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية"، وقيادات حوثية، لمناقشة تنسيق أعمال المقاومة ضد إسرائيل مع استمرار الحرب في غزّة، موضحة أنه "حسب مسؤول حوثي فإنّ المناقشات تناولت توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الإسرائيلي، بينما استنادًا إلى قيادي فلسطيني، فإنّ البحث  تناول تكاملية دور "أنصار الله" مع الفصائل الفلسطينية، خصوصا مع احتمال اجتياح إسرائيل لرفح".

بينما لفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "الحوثيين أصبحوا يؤدون دورًا كان قد اضطلع به "حزب الله" منذ الثمانينيات حتى عام 2006، بخوض الحرب المتعددة والمتفرقة في اتجاهات مختلفة للوصول إلى تكريس الدور الذي كرّسه، باعتراف قوى داخلية لبنانية وخارجية إقليميًا ودوليًا، وهذا ما تسعى إيران إلى تحقيقه عبر الحوثيين، من خلال العمليات التي يقومون بها في البحر الأحمر، وهي عمليات تجرى على وقع المفاوضات الأميركية - الإيرانية بسلطنة عمان وفي غيرها وعبر الكثير من الوسطاء، في سبيل الوصول إلى تفاهمات تعيد رسم قواعد الاشتباك واللعبة على طرق الملاحة والمعابر التجارية الدولية".

وأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "القمة المصرية - الأوروبية، التي عقدت بالقاهرة أمس بمشاركة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فونديرلاين ورئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دى كرو، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، ورؤساء دول وحكومات إيطاليا وقبرص واليونان والنمسا، اكتسبت أهمية خاصة لاعتبارات عديدة أهمها أنها تعكس اعترافًا عالميًا جديدًا بالدور المحوري الذي تقوم به مصر على مستوى منطقة الشرق الأوسط".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن