صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يخوض "سباقًا دمويًا" مع مفاوضات وقف النار!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع المعلومات التي أفادت بأنّ الوفد الإسرائيلي في مفاوضات الدوحة قدّم اقتراحًا رسميًا ردًا على مطالب حركة "حماس"، فيما يتعلق بصفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار. بينما أعرب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية عن قناعته بأنّ إسرائيل تسعى إلى "تخريب المفاوضات" في الدوحة، من خلال إطلاقها، فجر الاثنين، عملية شملت تطويق واقتحام مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزّة.

وفي الميدان، يبدو رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كمن يخوض "سباقًا دمويًا" مع الزمن يرمي من خلاله إلى استباق أي اتفاق محتمل لوقف النار بتسجيل أكبر قدر ممكن من المجازر بحق الفلسطينيين، إذ حصدت آلة الاحتلال العسكرية خلال الساعات الأخيرة عشرات أرواح المدنيين في مختلف أنحاء قطاع غزّة حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية المنازل السكنية في وسط القطاع، فضلًا عن قصف متعمّد للجان تأمين المساعدات الإغاثية قرب دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزّة، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي عملية حصار واقتحام مجمّع الشفاء الطبي، حيث أفيد أنه اعتقل ليلًا عددًا من أفراد الطواقم الطبية العاملة في المستشفى.

وإذ أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ الحرب في قطاع غزّة "سببت معاناةً رهيبة للشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أنّ الولايات المتحدة ستواصل قيادة الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير أنّ مسؤولين أميركيين وإسرائيليين سيجتمعون في واشنطن، مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح، لبحث الاجتياح البري الذي تلوّح إسرائيل بتنفيذه في رفح جنوب قطاع غزّة، كما أعلن البنتاغون أنّ "وزير الدفاع الأميركي سيستضيف نظيره الإسرائيلي في اجتماع ثنائي الأسبوع المقبل".

ورأت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "إسرائيل تُعد مسرح العمليات في القطاع، وتُعد الموقف داخل إسرائيل، وتمهّد دوليًا لاجتياح رفح عبر التفاهمات مع الولايات المتحدة حتى تحين لحظة إطلاق الهجوم، والمرجح وقوعه بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة".

بينما نبّهت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "أي تصعيد جديد من الجانب الإسرائيلي سوف يؤثّر سلبًا على سير المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل، بوساطة قطرية ومصرية وبمشاركة الولايات المتحدة، خاصة مع تواتر التصريحات حول شن هجوم إسرائيلي على رفح قُوبل باستهجان عالمي واسع، ما يستدعي من المجتمع الدولي ممارسة الضغوط أجل تهيئة المناخ لهدنة تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار".

أما صحيفة "الراي" الكويتية فلفتت إلى أنّ "غزة باتت تقود تحوّلات الرأي العام الغربي تلقائيًا"، مشيرةً إلى أنّ "نتنياهو وحده يعاني من التخبط فهو يرسل رئيس الموساد للتفاوض في قطر، وفي الوقت ذاته ينتقد أميركا، ويقول هناك ضغوط دولية لإيقاف الحرب من خلال الدفع لإجراء انتخابات، لكننا لن نخضع لها وهو أمر يدركه المتابعون، لأنّ نتنياهو وأفراد أسرته سيتعرّضون للمحكمة وربما السجن لسنوات طويلة، ناهيك عن تاريخه الأسود".

من ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "إذا كان عدم اندماج المنظمات الفلسطينية معاً في تجمع موحد، يعتبر نوعًا من التشرذم الذي لا بد أن تستغله دولة الاحتلال الإسرائيلية لصالحها، فإننا اليوم وبعد حرب الإبادة في غزّة، والاستمرار في بناء 3500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس، فإنّ توحّد القوى الوطنية الفلسطينية، كان لازمًا أن يوجه أنظارها نحو التجارب الناجحة لمن سبقوها من التي كانت أرضها خاضعة للاحتلال خاصة في ـفريقيا وآسيا".

كذلك شددت صحيفة "الدستور" الأردنية على أنّ "الأولويات الوطنية في هذه المرحلة تتطلب العمل على استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وحماية النضال الوطني والكفاح التحرري، في إطار المواجهة المشروعة مع الاحتلال المستفيد الوحيد من حالة الانقسام السياسي القائمة والتي تنهش بالجسد الفلسطيني".

بدورها، أوضحت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنه "خلافًا للتصريحات العنترية الفارغة التي يصرّ رئيسُ وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو على تكرارها منذ خمسة أشهر ونصف شهر، ويتحدّث فيها عن اقتراب تحقيق "النصر المطلق" على حماس، يؤكّد وزراء وضباطٌ رفيعون سابقون ومحلّلون صهاينة بارزون أنّ هزيمة جيش الاحتلال باتت أكيدة".

على مستوى جبهة جنوب لبنان، أشارت مصادر صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، يتواصل مع فريق عمله في لبنان باستمرار لمتابعة تطور الأوضاع جنوبًا، والاطلاع على مواقف "حزب الله" من الأفكار التي طرحها لحل الأوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية والنقاط المختلف عليها لترسيم الحدود، ولكن لم تحدد أي مواعيد له لزيارة لبنان في وقت قريب، وقد تكون عودته لاستئناف مهمته، بعد تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن