واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تقدّم في أكثر من اتجاه على طريق إبرام اتفاق تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس"، إذ وافق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على أن يزور وفد برئاسة رئيس الموساد، ديفيد برنيع، اليوم الجمعة، قطر لعقد لقاء مع كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء لقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، وذلك للعمل على الإفراج عن المحتجزين.
وبالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ "الفجوات تضيق" في محادثات الدوحة نحو التوصل إلى اتفاق، أعلن متحدث أميركي أن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، دعم مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزّة، وإلى إبرام اتفاق في شأن الرهائن بين إسرائيل "حماس".
من جانبها، طالبت 6 دول عربية من واشنطن الضغط على إسرائيل لكي تتولى السلطة الفلسطينية العمل في قطاع غزّة بعد الحرب، وذلك في إطار ورقة عربية سياسية قدّمتها اللجنة السداسية، التي تضم السعودية ومصر والإمارات والمغرب وفلسطين والجامعة العربية، لوزير الخارجية الأميركي، الذي زار القاهرة أمس، قادمًا من السعودية.
بينما دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، المجتمعون في قمة في بروكسل، إلى هدنة إنسانية فورية في غزّة، وحضّ قادة دول الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك، إسرائيل على عدم إطلاق عملية برية في رفح، كما جدد بيان بريطاني – أسترالي مشترك الدعوة للإفراج "الفوري وغير المشروط" عن جميع المحتجزين ووجوب أن تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات لغزّة "بشكل فوري وآمن". في حين أظهر استطلاع رأي حديث، أعده المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، تراجع التأييد لحركة "حماس" في الضفة الغربية وقطاع غزّة، بعد 5 أشهر من الحرب الطاحنة في القطاع، مقابل ارتفاع نسبة تأييد حل الدولتين، لكن دون أن يؤثر ذلك على نسبة التأييد الشعبي الواسع لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي بقي دون تغيير.
ميدانيًا، تواصلت عمليات الاستهداف الممنهج للمنازل السكنية في القطاع، حيث سقط 8 شهداء ليلًا في قصف اسرائيلي لمنزل في حي النصر شمال شرق رفح، كما شنّت المقاتلات الإسرائيلية غارة فجرًا على مخيم النصيرات وسط القظاع، حيث عمدت قوات الاحتلال أيضًا على نسف وتفجير معظم المباني والمنازل المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، بينما أفيد في المقابل عن تعرّض حافلة إسرائيلية لإطلاق نار قرب قرية دير بزيع غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "القضية ليست قضية حماس بالنسبة لإسرائيل، القضية الأساسية هي استئصال أي مقاومة للاحتلال، ولو عدنا بالذاكرة قليلًا لما حدث في العراق وسوريا منذ سنوات قليلة خلال وجود فترة التنظيم الإرهابي "داعش"، فسنجد أن الولايات المتحدة سعت لإقامة قواعدها العسكرية في المنطقة بحجة استئصال "داعش"، غير أنّ وجود الولايات المتحدة في المنطقة يهدف لحماية مصالحها وتقديم الدعم لإسرائيل من خلال التخلص من أي مقاومة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب".
بينما لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني يؤكد تحدي الاحتلال للمجتمع الدولي المطالب بالتدخل بجدية لوقف جرائم الاحتلال، التي انتهكت جميع المحرمات في القانون الدولي، خاصة قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بكل وضوح بوقف حربها على الشعب الفلسطيني"، موضحةً أنّ "الطريق الصحيح حاليًا لإنهاء دوامة العنف والتصعيد هو الامتثال للشرعية الدولية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية".
كذلك، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه "بعد كل تلك الأشهر الطويلة من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل، وما زالت ترتكبها، بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء، من الأطفال والنساء، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ومهاجمة المستشفيات، ثبت للكثيرين في العالم كله أن هذه المجازر لم تحقق لإسرائيل أي نصر أو مكسب، ومع ذلك فإن حكومة إسرائيل تأبى الاستماع إلى صوت العقل، وما زال القتل الهمجي مستمرًا".
أما صحيفة "الخليج" الإماراتية فأفادت بأنه "لوحظت زيادة في الأعمال المعادية للمسلمين بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضد العديد من المساجد والجمعيات الثقافية لبعض الدول الإسلامية، مثل الجمعية التركية-الفرنسية الثقافية في ضاحية لواريت، حيث كتب على جدرانها عبارة "الموت للإسلام"، وتلقى مسجد نانتير رسالة تهديد من مجهول، كما تعرض عدد من المسلمين للاعتداء أثناء توجههم إلى المساجد للصلاة"، معتبرةً أنّ "فرنسا تحتاج إلى العودة لجذورها، إلى عصر الأنوار والحرية وحقوق الإنسان، وإلى مونتسكيو وفولتير وجان جاك روسو وديكارت".
على المستوى اللبناني، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه "في موازاة تراجع المخاوف من توسع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، نفّذ "حزب الله" ليل الأربعاء - الخميس، انتشارًا أمنيًا واسعًا في معقله بضاحية بيروت الجنوبية"، موضحةً أنّ "خطوة الحزب تأتي في إطار الأمن الاستباقي والوقائي، ورفع الجاهزية لاحتمال حصول أي عمليات اختراق أو تجسس، وأن هذه الإجراءات ستتحول إلى إجراءات روتينية يومية تحصل بشكل مفاجئ من الحزب عبر إنشاء "حواجز طيارة" في مناطق نفوذه.
بينما كتبت صحيفة "اللواء" اللبنانية: "مع أنّ لبنان ليس مدرجًا على جدول أعمال محادثات وزير الخارجية الأميركي، في جدة والقاهرة عربيًا، وتل أبيب إسرائيليًا، إلا من باب عدم توسيع الحرب، لتشمل الاقليم ككل، فإنّ الاهتمام اللبناني تركّز على حقيقة ما بحثه الوزير الأميركي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظرائه العرب، لا سيما لجهة الضغط للتوصل الى هدنة، او وقف نار لمدة ستة أسابيع كمرحلة أولى، مع اطلاق الأسري والمحتجزين، وإدخال مزيد من المساعدات إلى الأهالي في القطاع".
(رصد "عروبة 22")