صحافة

"المشهد اليوم"... المجازر الإسرائيلية تتواصل على "مذبح المساعدات"غوتيريش من معبر رفح: الفلسطينيون يعيشون كابوسًا لا ينتهي

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إرتكاب جيش الإحتلال مجزرة جديدة تسببت في استشهاد 19 فلسطينيًا وإصابة 23 آخرين، أثناء انتظارهم مع الآلاف الحصول على الطحين والمساعدات عند دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزّة شمالي القطاع. بينما يواصل توغله في مجمّع الشفاء والمنطقة المحيطة به، بالتزامن مع غارات جوية على مناطق متفرقة في غزّة، حيث وصف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) جيمس إلدر ما يحدث بأنه أصبح "حربًا على الأطفال"، مجددًا التأكيد على أنّ القطاع "لم يعد مكانًا مناسبًا للأطفال".

وفيما يتعلق بالجهود الهادفة إلى إبرام إتفاق هدنة، أعلن قيادي في حركة "حماس"، لوكالة "فرانس برس"، أن المواقف "متباعدة جدًا" في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي بتعمد "تعطيلها ونسفها". في حين أرجأ مجلس الأمن أمس مشروع قرار لوقف إطلاق النار، عملت على مسودته 8 من الدول الـ10 غير الدائمة العضوية هي الجزائر ومالطا وموزمبيق وغويانا وسلوفينيا وسيراليون وسويسرا والإكوادور، للتصويت عليه غدًا الاثنين بهدف إدخال تعديلات سعيًا لتفادي الفشل للمرة العاشرة، غداة استخدام روسيا والصين أمس الأول حق الفيتو لإسقاط أول مشروع قرار أميركي لوقف النار. في حين دان البرلمان العربي بشدة قرار الوزير المتطرف في حكومة الكيان الإسرائيلي المحتل بتسلئيل سموتريتش، مصادرة ثمانية آلاف دونم من الأغوار بغرض التوسع الاستيطاني، ضمن مساعيها لمنع إقامة دولة فلسطينية.

ومن أمام بوابة معبر رفح، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ الفلسطينيين في قطاع غزّة "يعيشون كابوسًا لا ينتهي"، مشيرًا إلى أنه أتى إلى معبر رفح في شهر رمضان لمشاركة المعاناة مع أهالي غزة. وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي: "لا مبرر للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني، حان الوقت لإعلاء القيم الإنسانية بغزة بعد أشهر من المعاناة". بينما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأمم المتحدة، تحت قيادة غوتيريش، بأنها أصبحت "معادية للسامية ولإسرائيل وتشجع الإرهاب".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فشن الطيران الإسرائيلي غارات على مدينة بعلبك شرقي لبنان للمرة الرابعة خلال هذه الحرب، حيث أطلق خمسة صواريخ على مبنى سكني من طبقتين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك. بينما رد "حزب الله" بإستهداف القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع ‏الجوي والصاروخي)، حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزّة، وذلك بأكثر ‏من ستين صاروخ كاتيوشا. وبالتزامن، أعلنت هيئة العمليات التجارية البحرية البريطانية أنها تلقت بلاغًا عن إصابة سفينة بمقذوف "مجهول المصدر"، أثناء إبحارها في البحر الأحمر.

من ناحيتها، شددت صحيفة "الأهرام" المصرية على أهمية الدور المصري بوصفه "يمثّل ركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بالمنطقة العربية ككل، التي تشهد في السنوات الماضية حالة من السيولة وتعصف بها الأزمات، مع العمل على تفكيك جمود القضايا المعرقلة للاستقرار الإقليمي، والتي يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية إذ إن بقاء هذه القضية، دون حل عادل مستند إلى قرارات الشرعية الدولية، يفضي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لا يعني فقط استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وإنما يعني أيضًا استمرار مرحلة الاستنزاف لمقدرات وموارد شعوب منطقة الشرق الأوسط".

بينما أفادت صحيفة "الخليج" الإماراتية بأنه "منذ بدء العدوان على غزّة، لم تدخر الإمارات ومصر جهداً في التحرك الدبلوماسي والإنساني باتجاه إنهاء هذه الحرب والمسارعة بإغاثة المنكوبين بشكل عاجل وآمن براً وبحراً وجواً، ودون عوائق، بالتوازي مع الدفع إلى التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار، بما يفتح الآفاق لسلام شامل وعادل ودائم في المنطقة يسمح للشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة على أساس حل الدولتين، الذي تنص عليه الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن".

من جانبها، لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "جيش الإبادة الصهيوني لم يدرك بعد استحالة القضاء على شعب بأكمله مهما كانت درجة دمويته"، موضحة أنه "للمرة الرابعة، يعتقد أنه أنهى عملياته الإجرامية بمحيط مجمع "الشفاء"، وللمرة الخامسة وأكثر، سيعود من دون أن يصل إلى مراده، لسبب بسيط أنه لا يدرك أن الإبادة الجماعية إنما وحّدت الدم الفلسطيني أكثر من الماضي، وأن هذا الشعب إذا ما كان قد خسر عشرات الآلاف من أبنائه، فإنه أثبت للعالم وجوده ورفضه الخضوع إلى الاحتلال الصهيوني".

كما رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، واستمرار جرائم القتل والاعتقال في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا، خاصة من الإدارة الأميركية، لإلزام سلطات الاحتلال بوقف جرائمها التي انتهكت جميع المحرمات في القانون الدولي، خاصة قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بكل وضوح بوقف حربها على شعبنا".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "اقتحام قاعة الحفلات الروسية وفتح النار على المدنيين الأبرياء، ثم التعمد بإحراق المكان، كلها مؤشرات على عمل إرهابي خطير يجب أن يُدان بأشد العبارات، شأنه شأن جريمة اقتحام مستشفيات غزة وقتل المرضى العُزل، وآخر هذه الجرائم ما يتعرض له مستشفى الشفاء، حيث ترتكب قوات الاحتلال جريمة مروعة أخرى بحق المدنيين، بكل وحشية وانتقام، وهو أمر يتحمل مسؤولية استمراره المجتمع الدولي بأسره، عبر تخاذله وصمته، الأمر الذي أعطى الاحتلال إشارة في غاية الخطورة مفادها أنه في مقدوره مواصلة جرائمه دون حساب".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن