واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أطلق عملية عسكرية جديدة في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بهدف "مواصلة تفكيك البنية التحتية الإرهابية والقضاء على العناصر الإرهابية في المنطقة"، في حين تواصلت عمليات استهداف المنازل السكنية وآخرها قصف منزل عائلة سلمان في دير البلح ما أسفر عن سقوط 22 شهيدًا.
وبينما جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس تصميمه على اجتياح رفح قائلًا في كلمة ألقاها لمناسبة "عيد المساخر": "الجيش سيدخل رفح وسنقضي على (زعيم حركة حماس في غزة يحيي) السنوار"، يبحث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في واشنطن، مع نظيره الأميركي لويد أوستين وغيره من المسؤولين العسكريين البدائل التي تقترحها الولايات المتحدة للخطة الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح، وسط تلميح نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى أنه "قد تكون هناك تداعيات وعواقب بالنسبة لإسرائيل، إذا ما مضت قدمًا في العملية البرية المتوقعة في رفح".
وإذ يحاول مجلس الأمن الدولي مجددًا اليوم التصويت على مشروع قرار لوقف النار قي قطاع غزّة، صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته تجاه نتنياهو، مؤكدًا رفضه الصارم للهجوم الإسرائيلي على رفح، ومحذرًا من أنّ النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب، دان الاتحاد الأوروبي، أمس، مصادرة السلطات الإسرائيلية لأكثر من 8000 دونم من الأراضي الفلسطينية، ونبّه إلى أن "الاستيطان يغذي التوترات ويقوض احتمالات التوصل إلى حل الدولتين، الذي يظل الضمانة المستدامة الوحيدة للأمن الطويل الأمد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وبالتزامن، أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أنّ إسرائيل أبلغت الوكالة الأممية بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال قوافل غذائية تابعة للوكالة إلى شمال قطاع غزة.
وعلى المستوى الإقليمي، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية عمق البقاع اللبناني حيث أغارت على سيارة وقتلت سائقها، بينما أفاد الجيش الأميركي في بيان، الأحد، بأنّ الحوثيين أطلقوا 5 صواريخ باتجاه السفن في البحر الأحمر أصاب أحدها ناقلة صينية، كما تم الاشتباك مع 6 طائرات مسيّرة حوثية، سقط 5 منها في البحر.
وعن مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، سرّب الإعلام الإٍسرائيلي موافقة تل أبيب على إطلاق 700 معتقل فلسطيني مقابل 40 محتجزًا في غزّة بما يشمل الإفراج عن 7 أسرى محكومين بالمؤبد مقابل كل جندية إسرائيلية. وكشف مصدر في المقاومة الفلسطينية، مطلع على سير المفاوضات في الدوحة، لـ"العربي الجديد"، عن "تأزم المشهد على طاولة المفاوضات"، مشددًا في الوقت ذاته على "تمسك المقاومة بموقفها الرافض للتراجع عن المبادئ الرئيسية التي حددتها سابقاً".
ولفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "جهود قطر للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزّة لم تهدأ، ومساعيها لم تتوقف، وهي تعمل على مدار الساعة من أجل تحقيق هدفين رئيسيين: دعم الشعب الفلسطيني في غزّة والأراضي الفلسطينية، عبر مده بالمساعدات الإنسانية، والتحرك مع الشركاء في سبيل التوصل إلى اتفاق من شأنه وقف إطلاق النار، والسماح بتدفق المساعدات على غزّة التي يواجه سكانها حرب إبادة حقيقية".
بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن "نتنياهو يتمرّد على الراعي الأميركي، ويمرمره، ويرفض ما يريد فرضه، لأنه يستند إلى دعم المشرّعين الأميركيين، ولوبيات تمويل الانتخابات، والإعلام الصهيوني، والإنجيلية الصهيونية"، معتبرةً أنّ "اجتياح رفح، حاصل رغم كل التحذيرات والنداءات، وهو اجتياح دامٍ ولن يكون نزهة".
بدورها، اعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أن "الحكومة الإسرائيلية ستواصل عدوانها على غزّة للتغطية على مشروعها الاستيطاني المتسارع للقضاء، كما تعتقد، على حلم إقامة الدولة الفلسطينية"، لافتةً إلى أنه "على أثر الصراع القائم يتسارع الاستيطان الإسرائيلي في التوسع في الضفة الغربية، حيث تعتزم إسرائيل بناء 3300 منزل استيطاني جديد خاصة بعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة".
من جانبها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "هناك حدودًا وسقفًا للخلاف بين أمريكا وإسرايل، وهو اختلاف، وليس خلافًا، في بعض المواقف ولا يقود إلى التصادم، كما أنه اختلاف في التكتيكات والأدوات وليس في الإستراتيجيات أو الأهداف، فدعم إسرائيل والحفاظ على أمنها وتفوقها العسكري النوعي هو أحد الثوابت الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية، سواء كانت الإدارة جمهورية أو ديمقراطية".
بينما رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "ثبات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتمييز بين إسرائيل كدولة وحكوماتها كعامل متغيّر، قد لا يبقى كذلك مستقبلًا، مع جنوح المجتمع الإسرائيلي بأغلبيته الساحقة نحو اليمين والتطرف، وبالتالي إنتاج حكومات تتعارض سياساتها مع المصالح الأمريكية، وهو ما يثير الشكوك حول مستقبل العلاقات بين الجانبين".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فأشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "رياح جبهة الجنوب تتأثر، برودة او سخونة في ضوء ما يجري في الميدان الغزاوي، ووتيرة المفاوضات التي تجنح بعض الشيء الى المرونة والتفاؤل، ثم تعود الى خط السلبية، المتأتية عن الغلو الاسرائيلي والمكابرة بالاعتراف بما يحصل على الأرض من عجز عن الانتصار على "حماس" او قهر إرادة الغزاويين القوية في وجه آلات القتل والتركيع والتجويع".
(رصد "عروبة 22")