صحافة

"المشهد اليوم"... المجازر الإسرائيلية تتمدّد من جنوب غزة إلى جنوب لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع فرض دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية حصارًا محكمًا على مجمّع ناصر الطبّي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث اعتقلت كوادر طبية وعددًا من النازحين في المجمّع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، اغتيال نائب قائد "كتائب القسام" مروان عيسى، وذلك بعد نحو أسبوعين من الإعلان عن استهدافه بغارة جوية في مخيم النصيرات، في حين شنّت المقاتلات الإسرائيلية غارات مركّزة خلال الساعات الأخيرة على منازل سكنية في رفح ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، كما لقي سبعة غزيين نحبهم غرقًا، أثناء محاولتهم جلب مساعدات غذائية ألقتها طائرات عبر مظلات في البحر.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فارتكبت المقاتلات الإسرائيلية مجزرة جديدة في بلدة الهبارية ذهب ضحيتها 7 أشخاص إثر استهداف مركز "الطوارئ والإغاثة الإسلامية" كان يتواجد داخله نحو 17 شخصًا معظمهم يعملون في مهمات الإسعاف. كما سجّلت الغارات الإسرائيلية عمقًا جديدًا لقائمة أهدافها في الداخل اللبناني أمس، استهدفت منطقة بعلبك والهرمل وسهل بوداي في شمال شرقي لبنان أسفرت عن مقتل عدد من عناصر "حزب الله" جراء قصف آلية كانوا يستقلونها.

بالتزامن، أفادت "القناة 13" العبرية، بأنّ الخلافات الأساسية التي تعوق التقدّم نحو إبرام صفقة بين حركة "حماس" وإسرائيل، تتعلق بممر يمتد على بضع مئات من الأمتار بين شمال قطاع غزة وجنوبه، والذي لا توجد تفاهمات حوله بين الطرفين. بينما أفادت هيئة البث الرسمية بأنّ إسرائيل تترقب "قراراً صعباً" من محكمة العدل الدولية، بعد تقديم جنوب أفريقيا طلبات إضافية إلى المحكمة، في إطار القضية التي رفعتها ضد تل أبيب بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في القطاع.

وبدوره، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، لوسائل إعلام سويسرية، أن الهيئة لديها من التمويل ما يكفي لتواصل عملياتها "حتى نهاية مايو".

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "المقلق فى نص قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزّة، أنه يشير إلى أن وقف إطلاق النار سيستمر لمدة أسبوعين فقط، أي أنه يستمر إلى نهاية شهر رمضان، ويقلل من قوته أنه ينصّ أيضًا على أن وقف القتال "يجب" أن يؤدي إلى "وقف دائم ومستدام لإطلاق النار"، وهي صياغة فضفاضة، ما قد يمنح إسرائيل فرصة للمناورة بالقانون إذا اتخذت قرارًا حاسمًا بالمضي في تنفيذ تهديدها باجتياح رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين".

بينما أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الصلف الذي اعترى نتنياهو هو الذي جعله يسيء تقدير الحسابات في علاقة حكومته بالإدارة الأميركية التي دعمته سياسيًا وعسكريًا بشكل مطلق منذ بداية الحرب، ما جعله يتناسى أنّ التقديرات والحسابات الداخلية والخارجية لأميركا أكبر وأوسع من علاقتها به وحكومته، خصوصًا في هذه الفترة".

كذلك رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "حكومة نتنياهو في إصرارها على القتل والتدمير فقدت مواقف الأصدقاء الأوروبيين الداعمين لها، وعظم من حجم الاحتجاجات الشعبية الأوروبية والأميركية ضدها، مما شكّل حالة حرج للإدارة الأميركية، فاضطرت مرغمة لاتخاذ الموقف السلبي في عدم تأييد أو رفض قرار مجلس الأمن".

كما لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنه "من المستبعد ان يذهب بايدن بعيدًا في خلافه مع نتنياهو، وذلك بالرغم من إدراكه لانتقادات حلفائه الأوروبيين والعرب، ولذلك فإنه من المستبعد أن يذهب لتحمّل المخاطرة في مواجهة نتنياهو، بالرغم من إدراكه للتمزق الحاصل في الجاليات اليهودية الأميركية، وداخل الكونغرس والتي أعلنت معارضتها جهارًا لتوجهات نتنياهو".

أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فرأت أنّ قرار مجلس الأمن هو بمثابة "نصر جديد للديبلوماسية الجزائرية ونصر لغزة التي واجهت حرب إبادة جهنّمية طيلة نصف سنة تقريبًا، وبالمقابل، هو هزيمة ديبلوماسية للاحتلال، وخطوة أخرى نحو تكريس عزلته الدولية المتنامية بفعل جرائمه الوحشية المتصاعدة في غزّة".

بدورها، شددت صحيفة "الخليج" الإماراتية على أنّ "إسرائيل حوّلت الجوع سلاحًا في حربها على قطاع غزّة، في واحدة من أسوأ وأفظع الحروب التي شهدتها البشرية في العصر الحديث، وربما في كل العصور"، لافتةً إلى أنه "قرار اتخذته حكومة نتنياهو عن سابق تصور وتصميم ضد الشعب الفلسطيني في إطار خطة لتهجيره وتصفية قضيته، بالتوازي مع آلة الحرب التي تمعن تدميرًا وقتلًا واجتثاثًا للبشر والحجر".

بينما أعربت صحيفة "الوطن" القطرية عن كون "الأمل يبقى معقودًا على جهود الوساطة التي تقودها قطر وشركاؤها، فهي الوحيدة التي من شأنها إحداث تغيير يؤدي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين والأسرى، ومع أن الطريق يبدو شائكًا ومعقدًا، إلا أن الأمل يبقى قائمًا طالما بقيت المحادثات مستمرة بأي صورة من الصور، على اعتبار أنّ هذا الطريق هو الوحيد الذي من شأنه وقف إطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن