واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استشهاد 4 فلسطينيين جراء استهداف طائرات الاحتلال فرق تأمين المساعدات عند شارع صلاح الدين وهي في طريقها من دوار الكويت إلى شمال القطاع. بينما كشفت مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أنها تلقت تهديدات عديدة، خلال عملها على إعداد التقرير الذي رفعته إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف بشأن الوضع في قطاع غزّة.
وفي تطور لافت، أطلق عدد من وزراء ونواب حزب "الليكود" الحاكم حملة تصريحات منظمة، الأربعاء، يتهمون فيها حليفهم الوزير بيني غانتس، عضو مجلس قيادة الحرب، بالتآمر مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على إسقاط الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل. بينما أشارت الولايات المتحدة إلى أن أي هجوم عسكري إسرائيلي واسع النطاق على مدينة رفح بجنوب قطاع غزّة سيكون خطأ لا يمكنها أن تدعمه.
على صعيد متصل، قدّمت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية تعمل في مجال قضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط أنيل شيلين استقالتها، احتجاجًا على الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أحدث دليل على تدحرج كرة المعارضة في صفوف الموظفين الحكوميين والرأي العام.
وبالتزامن، ترتفع حدة التصعيد على جبهة جنوب لبنان، حيث سقط 8 شهداء في سلسلة غارات إٍسرائيلية أمس، 3 منهم في بلدة الناقورة الحدودية، و5 آخرين بغارة استهدفت منزلًا بصاروخين في طيرحرفا. في حين أفاد الجيش الأميركي، فجر اليوم الخميس، بأنه دمّر 4 مسيّرات طويلة المدى أطلقها الحوثيون، دون تسجيل إصابات أو أضرار. وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن "هذه الطائرات المسيّرة كانت تستهدف سفينة حربية أميركية وبالمقابل قامت السفينة الحربية بالدفاع عن النفس ضمن منطقة البحر الأحمر".
في هذا السياق، كشف قيادي في حركة "حماس"، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المقاومة بدأت تستعد للخطوة الإسرائيلية الرامية إلى اجتياح رفح"، مشددًا على أنّ "عملية رفح لن تكون نزهة كما يظن قادة الاحتلال"، في حين أشارت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ"الشرق الأوسط"، إلى أنّ "حماس أصبحت تنتهج سياسة تقوم على شن هجمات محدودة ضرورية على الجيش الإسرائيلي، وعدم تعريض عناصرها للخطر"، موضحةً أنها "تريد الاحتفاظ بجزء من قوتها لليوم التالي للمعركة".
بينما رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه إذا ما واصلت "حماس النهج السابق ذاته في "مسرح العرائس" الذي تلهو به الأجندة "الصفوية"، وتشدّ خيوطه المعابث "الإخوانية"، فالرابح الأوحد من كلّ ذلك المحتل الإسرائيلي، بما يتهيّأ له من ظروف لتصفية القضية الفلسطينية كلية تحت ذريعة الأمن الإسرائيلي".
وأشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنّ "ترحيب "حماس" بالقرار 2728 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يدعو إلى وقف للنار طوال شهر رمضان، يعطي فكرة عن استعداد الحركة للدخول في نوع من المفاوضات السياسيّة"، لافتةً إلى أنّ "حماس تبدو في حاجة أكثر من أي وقت إلى نوع من الهدنة تسمح لها بالتقاط أنفاسها".
كما اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "الاعتداءات التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، سواء ما يحدث في غزّة أو فيما يتعلق بالجرائم المستمرة في الضفة الغربية، وفشل مؤسسات المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياتها، تبرهن كل يوم على الحاجة الملحة لإصلاح النظام الدولي الذي فشل في أن يكون جديرًا باحترام الشعوب الحرّة".
ولفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "المعركة الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن انتهت، لكن الحرب نفسها لن تتوقف بسهولة، فإسرائيل لن تستسلم بسهولة للقرار أو تتحمل توابعه السياسية وسط انقسامات تنخر في جسد حكومة يصر رئيسها على إطالة الحرب لأكبر وقت ممكن أملًا في تحقيق انتصار عسكرى حاسم في مدينة رفح بجنوب القطاع، يمحو به جانبًا من الآثار السلبية التي تسببت فيها سياساته الفترة الماضية".
بدورها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "تهديدات نتنياهو المتواصلة بتوسيع حرب الإبادة واجتياح رفح، تحد سافر للمجتمع الدولي عامة وللإدارة الأميركية، فيما يتعلق بالمناشدات والمطالبات الدولية بحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، كما أنّ هذه التصريحات تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم".
في حين أفادت مصادر سياسية مطلعة، عبر صحيفة "اللواء" اللبنانية، بأنّ "الاتصالات الجارية من أجل حل ديبلوماسي لتطورات جبهة جنوب لبنان غير متقدمة وهي تنتظر ما قد تسفر عنه هدنة غزّة"، ورأت أنّ "العدوان الإسرائيلي الأخير على بعض المناطق ولاسيما الهبارية قد لا يمر من دون رد من "حزب الله"، علمًا أنّ تهديدات العدو بشأن جبهة الجنوب تتزايد".
(رصد "عروبة 22")