صحافة

"المشهد اليوم"... المجازر الإسرائيلية تتواصل والغليان الإقليمي يحتدم

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تنديد دولي واسع بالمجزرة التي نفذها جيش الاحتلال بحق موظفي منظمة "المطبخ العالمي المركزي" وقتل سبعة منهم في دير البلح. في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 32916 شهيدًا و75494 جريحًا، بينما لفت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن "الغارة الجوية الإسرائيلية الصادمة التي قتلت موظفي المطبخ المركزي العالمي، رفعت عدد عمال الإغاثة الذين قُتلوا في هذا الصراع إلى 196".

وفي حين انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بشدّة مؤكدًا أنها لم تفعل ما يكفي لحماية المتطوّعين الذين يمدّون يد العون للفلسطينيين الذين يتضوّرون جوعًا، أفادت "القناة 12" العبرية، بأنّ الولايات المتحدة رفضت خطة إسرائيلية لإخلاء الفلسطينيين من رفح تمهيدًا لاجتياحها، بينما أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنّ الوسطاء قاموا ببلورة "مقترح محدث سيقدّم لحماس"، التي أكد الناطق باسمها جهاد طه، في حديث لصحيفة "العربي الجديد"، أنّ "كل ما يريده الوفد الإسرائيلي المفاوض هو كسب الوقت، وهذا يبرهن على عدم الجدية والحرص على استمرار العدوان لغايات شخصية وسياسية خاصة بنتنياهو".

بالتزامن تستمر حالة الغليان الإقليمي، بعد إستهداف إسرائيل مبنى القتصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، حيث توعدت إيران إسرائيل بـ"رد" سيجلب "الندم"، وتحدثت صحيفة "الشرق الأوسط" عن "خشية لدى عدد كبير من اللبنانيين، من أن توكل إيران لـ"حزب الله" عملية الرد على هذا الاستهداف". في حين أشارت مصادر صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "من شأن هذه الحادثة أن تدفع إلى توتير الأجواء، في الوقت الذي يرسم فيه سيناريو غير واضح للمنطقة"، معلنةً في الوقت نفسه أنّ "قسمًا من اللبنانيين يحاربون لمنع انزلاق لبنان إلى الحرب".

في هذا السياق، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن المواقف خلال الاجتماع الذي عقده المجلس أمس الأول لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية في دمشق، عكست الورطة الاستراتيجية لإيران، التي لا تريد الانزلاق إلى حرب واسعة لا يمكن معرفة كيف ستنتهي، وتضحي بذلك بكل الأثمان التي دفعتها منذ 7 أكتوبر تحت عنوان "الصبر الاستراتيجي"، لكنها من الجهة الأخرى تجد نفسها مضطرة إلى رد قوي لوقف تآكل هيبتها وصورتها كراعية لـ"محور المقاومة".

بينما تطرقت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى الأسباب التي دفعت المملكة إلى إدانة قصف القنصلية الإيرانية، موضحةً أنّ "السعودية تتصرف كدولة مسؤولة وعضو فاعل في المجتمع الدولي، تحترم مواثيقه وقوانينه، وتعلن مواقفها بوضوح انطلاقًا من هذا الاحترام والالتزام، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى".

من جانبها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "حلقات مسلسل الحرب العبثية التي تشنها إسرائيل وما يتخللها يوميًا من فظائع ترتكب بحق الأبرياء والمدنيين على مدى ستة أشهر في قطاع غزّة، وهي الأفظع في تاريخ الحروب المعاصرة، باتت نهجًا إسرائيليًا يوميًا يتم عن سابق إصرار وترصّد بهدف قتل كل ما هو إنساني لدى الشعب الفلسطيني.

واعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "معضلة إسرائيل الكبرى هي انهيار اسطورة قدرة إسرائيل على الردع، فمن المؤكد أنّ تكرار يوم 7 أكتوبر الماضي احتمال قائم على جبهات عديدة، طالما لا يوجد أفق لحل سياسي عادل، وفي ذلك خسارة فادحة لإسرائيل تضاف لخسارتها بسقوط نظريات الحروب الخاطفة".

بدورها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "هناك فئة من المندسين والضالين والمضللين، الذين لا يقدّرون دور الأردن الذي قدّم أقصى امكانياته لدعم الأهل في فلسطين"، معتبرةً أنّ "على الأردنيين الوقوف صفًا واحدًا موحدًا لتفويت الفرصة على نعيق الغربان والأصوات النشاز أيًا كان مصدرها، التي تحاول بسواد تفكيرها زعزعة صفهم ووحدة وطنهم".

في حين لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "يخطئ من يعتقد أنّ التخلي عن المقاومة وخذلان الشعب الفلسطيني في هذا الظرف بالذات، والعمل إنْ في السر أو الجهر، على مؤازرة الصهاينة سيكون فيه انتصار لمن بقي من العرب"، وأضافت: "تخطئ جميع دول الجوار في حساباتها، وتخطئ السلطة الفلسطينية في المقام الأول وهي تمنّي نفسها بالإسراع بالقضاء على المقاومة، وإن أُبيد الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن