واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تأكيد مؤسس منظمة "ورلد سنترال كيتشن" الخيرية، الطاهي الشهير خوسيه أندريس، أنّ الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل سبعة من موظفي المنظمة في غزّة، استهدفهم "بشكل منهجي وعربة تلو الأخرى". بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، وعبّر عن غضبه لمقتل 7 من موظفي المنظمة بضربة إسرائيلية في وسط غزّة.
بالتزامن، جدد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية تمسّك الحركة بمطالب الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزّة والعودة الكاملة للنازحين إلى أماكن سكنهم، لافتًا إلى أنّ "العدو الصهيوني ما زال يراوغ ويتعنت". في حين تزداد حدة الخلافات الداخلية الإسرائيلية، بحيث دعا الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إلى تقديم موعد الانتخابات البرلمانية للكنيست الإسرائيلي، وإجرائها في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو طرح سارع حزب "الليكود" إلى الرد عليه بالرفض.
في المقابل، كشفت مصادر مصرية مطلعة، لصحيفة "العربي الجديد"، عن توجيه مصر تحذيرات لإسرائيل من التسّرع في العملية العسكرية في رفح جنوب القطاع، وذلك خلال الاجتماعات التي أجراها وفد إسرائيلي ضم ممثلين عن جهازي "الشاباك" و"الموساد" إضافة إلى الجيش، على مدار ثلاثة أيام في مصر، قبل أن يغادر القاهرة مساء الثلاثاء.
على المستوى الإقليمي، أعلن الجيش الأميركي أنه دمّر صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن وطائرتين مسيّرتين أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه البحر الأحمر. بينما حذر الناطق الرسمي باسم قوات "اليونيفيل" في لبنان أندريا تينينتي من أن "الوضع في جنوب لبنان بات مقلقًا وخطيرًا للغاية"، ولفت الى أنّ "تبادل إطلاق النار توسع إلى مناطق في العمق اللبناني، ووصل بعض الاستهدافات إلى بعلبك والهرمل شمال شرقي البلاد، بمسافة تبعد 130 كيلومترًا من الخط الأزرق".
في هذا السياق، وإذ تتوالى التصريحات الإيرانية الإعلامية المتوعدة بتدفيع إسرائيل ثمن استهداف قنصلية إيران في دمشق وآخرها تهديد المرشد الإيراني علي خامنئي بتوجيه "صفعة" إلى تل أبيب، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه "رغم التهديدات العالية السقف التي أطلقها مسؤولوها، يبدو أن إيران قررت احتواء الضربة المؤلمة التي تلقتها بمقتل قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" في سوريا ولبنان، العميد محمد زاهدي، غير أنّ الغارة الإسرائيلية التي أودت بزاهدي ونائبه وخمسة ضباط آخرين، جددت الاتهامات الإيرانية لدمشق بالضلوع في عمليات الاغتيال التي قتلت نحو 18 جنرالًا وقياديًا إيرانيًا بارزًا في أشهر قليل"ة.
بدورها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "اعتراف إسرائيل بارتكاب جريمة قتل طاقم "منظمة المطبخ المركزي الدولي" لا يعفيها من المسؤولية، ولا يحميها من العقاب، ولا يبرئها، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقرّ بارتكاب الجريمة، ولكن بـ"الخطأ"، وسألت: "كيف وقعت الجريمة بالخطأ، رغم أنه تم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي قبل توجه الفريق الإنساني إلى رفح وهو يرفع شارة المنظمة على السيارات التي كان يستخدمها؟".
وأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "المخجل أنّ بعض التقارير تتحدث عن سماح أميركا بنقل أسلحة إلى حليفتها إسرائيل بقيمة مليارات الدولارات، في وقت تدعي فيه الإدارة الاميركية بأنّ الرئيس الأميركي يطالب بنيامين نتانياهو بالتوقف عن قتل المدنيين"، معتبرةً أنّ "هذا يعكس تناقضات الحرب، وهي تناقضات تتجاوز التصريحات والمواقف، ولكنها تناقضات في المبادئ والأخلاق".
من ناحيتها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "المظاهرات الشعبية العارمة في الأردن لم تتوقف منذ ما يقارب 6 شهور، وهذا أقل القليل الممكن الذي تستوعبه الدولة حول مشاعر الأردنيين، فهي مشاعر صادقة تجاه فلسطين وشعبها المبتلى، وهي ذات المشاعر والرأي لدى الدولة، لكن الدولة فيها مؤسسات تعمل وفق قوانين، وفي حالة المؤسسات العسكرية والأمنية، لا يمكن أن تجري إدارة الأحداث الأمنية وفق اجتهادات، بل بقوانين، ينفذها رجل الأمن بحذافيرها".
ورأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "لو أنّ حماس وقيادتها كانت صادقة في دعواها، لوجب عليها أن تلزم إيران أولًا بالنصرة التي تعد بها، وتملأ بها خياشيم التهديد الأجوف، من شاكلة الموت لأميركا والموت لإسرائيل".
(رصد "عروبة 22")