واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تأكيد حركة "حماس" في بيان أصدرته فجر اليوم على كون الاقتراح الأخير لوقف النار وتبادل الأسرى الذي طرحته إسرائيل لا يلبي مطالب الحركة، التي كانت قد أعلنت أنّها تدرس اقتراح هدنة على ثلاث مراحل تستمر ستة أسابيع، وتشمل مرحلتها الأولى الإفراج عن النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 900 معتقل فلسطيني.
وفي المقابل، كشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تحديد موعد لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزّة، من دون أن يفصح عنه، قائلًا: "الانتصار على "حماس" يتطلب دخول رفح والقضاء على الكتائب هناك، الأمر سيحصل، تم تحديد موعد"، وأبدى في الوقت عينه معارضته مقترحًا أميركيًا بشأن هدنة مؤقتة. بينما أكدت الولايات المتحدة أنها لا تزال ترفض عملية إسرائيلية واسعة النطاق في مدينة رفح، في حين دعا الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني، في مقال مشترك الإثنين، إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزّة والإفراج عن "كل الرهائن"، محذّرين إسرائيل من "عواقب خطيرة" لهجوم تعتزم شنّه في رفح.
بالتزامن، أحال مجلس الأمن الدولي طلب السلطة الفلسطينية لتصبح عضوًا كامل العضوية، إلى لجنة العضوية، في خطوة وصفها المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة رياض منصور بأنها تاريخية.
وإذ أشارت فصائل عراقية مسلحة، اليوم الثلاثاء، إلى أنها قصفت عدة أهداف في إسرائيل، خلال الساعات الاثنتين والسبعين الماضية، منها أهداف حيوية وميناء نفطي، أطلق الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مناورة عسكرية في الجليل الغربي والساحل الشمالي تحاكي اندلاع حرب مع "حزب الله"، وتتضمن مناورة برية يُفترض أنها قد تحدث في لبنان. بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ إسرائيل استهدفت موقعًا عسكريًا سوريًا في ريف درعا، ردًا على إطلاق مجموعات مسلحة مدعومة من إيران و"حزب الله" صاروخًا من الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل.
وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "بالنسبة لإدارة جو بايدن، فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مُنح ما هو أكثر من الوقت الكافي لإنجاز تلك المهمة، ومع ذلك انتهت جميع محاولاته بالخيبات، وبات التفرد الأميركي في تأييد سياسات إسرائيل يشكل عبئًا على حكومة بايدن، على الصعيد المحلي والعالمي، خاصة بعد قرارات محكمة العدل الدولية، التي دانت بوضوح العدوان الإسرائيلي، ووصفته بحرب الإبادة، والتي بلغت حد اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
بينما اعتبرت صحيفة "الشروق" المصرية أنه "من دون أن يتوقف العدوان وأن تفتح كل المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وأن يعود النازحون الفسطينيون إلى بيوتهم وإن كانت مدمرة، وخاصة في شمال القطاع، تكون الصيحات الأميركية وضغوط واشنطن على تل أبيب مجرد ذر الرماد في العيون، ومساع لتكسب الوقت لمنح إسرائيل المزيد من المكاسب على جثث الفلسطينيين".
ولفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "العالم بعد 7 أكتوبر 2023، لن يكون كما كان قبل، فطوفان الأقصى هزّ أركان العالم أكثر مما هزّته الحرب الروسية الأوكرانية، وإذا تزامن الحدثان وتقاطعا، فهذا مؤشرٌ آخر عن كون العالم بدأ فعلًا في التحوّل والتغيّر نحو مرحلة لا نعرف شكلها ولا تبعاتها، سوى أنها ستكون مختلفة عما سبق، سواء من ناحية موازين القوى أم من ناحية الرهانات".
من جانبها، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "القضيةُ الفلسطينيةِ عائدةٌ، وبقوة، وسَتُتوَجُ العودةُ بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بعاصمِتها القدس، بينما العدوان إلى زوال".
أما صحيفة "الراي" الكويتية فرأت أنّ "المؤسف أنّ "حماس"، التي يتبيّن في كلّ يوم أنّها كانت تنسق مع إيران في مرحلة الإعداد لـ"طوفان الأقصى" وبعدها، لا تستطيع الهرب من أزمتها عن طريق التحريض على دول عربيّة معيّنة"، لافتةً إلى أنّ "الحركة لا تفهم أنّ هذه الدول التي تحرّض عليها، في مقدّمها المملكة الأردنيّة الهاشمية، ليست لقمة سائغة".
كذلك لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية، إلى أنّ "تل أبيب وطهران تتشاركان القلق على المستقبل، ففيما تتساءل إسرائيل وسط حطام خلفته وحشيتها عن ماهية "اليوم التالي" بعد انسحابها من غزّة، تبحث طهران بالقلق عيْنه وسط مواقعها المتداعية في لبنان وسوريا وغزة عن ماهية "اليوم التالي" لمستقبلها في المنطقة بعد تدمير قنصليتها في دمشق".
(رصد "عروبة 22")